بالقماش والإبرة والخيط.. "نور" تحول رسومات مرضى السرطان لمنتجات وملابس

نستطيع بالإيمان والشغف أن نغير العالم، وأن نظهر فكرتنا وما نؤمن به بوجهة نظر مختلفة، نستطيع من خلالها أن نبرز معنى آخر لقضية معينه لنستطيع أن نرى فيها الأمل والجمال بعيدا عن حزنها وصعابها، لتكون دافعا لنا وليس ضعف وهزيمة.

وهذا ما فعلته "نور النمر" صاحبة الـ22 عاما، بحبها للتصميم والفن على الرغم من دراستها للاقتصاد والعلوم السياسية، وتحكى "نور" لليوم السابع: "بحب جدا الديزاين من وأنا فى المدرسة، ويعتبر الديزاين والديكور فرع من فروع الهندسة، وانا دراستى معنديش علمى وأدبى ومكنتش بدرس ماس فكان مش مسموحلى بعد الدراسة إنى أدخل هندسة".

وهنا قررت أن يبقى حبها للديزاين والفن هواية، والتعرف عليه وممارستها من خلال قرائتها والبحث عنه، إلا أنها قامت بالالتحاق بكورس خاص بتعليم الديزاين وتضيف: "بدأت أخد الكورس فى 2016 ووقتها كنت أنا أصغر واحدة موجودة كان عندى تقريبا 18 سنة والباقى كله معاه ماستر، فى البداية كنت مستصعباه وإن أكيد الباقى هيبقوا فاهمين وأنا لا، بس جيت فى نهاية الكورس وكنت من أفضل اتنين موجودين، ووقتها قولت خلاص أنا عرفت أنا عايزة إيه وبحب إيه".

وبدأت بممارسة الديزاين من خلال التحاقها بمشاريع مختلفة تستطيع من خلالها أن تتعرف عليه وعلى كلما هو جديد، من خلال العمل والمشاركة وليست فقط الدراسة والمعرفة وتابعت: "فى يوم كنت قاعدة فى المحاضرة وزهقانة وجاتلى فكرة إنى عايزة أعمل كرسى حلو جدا والقماش بتاعه يكون أحلى ويكون برسومات أطفال، وبدأت أفكر الأطفال دول هيبقوا مين والرسومات دى هتبقى عامله إزاى".

وأضافت: "فى الوقت اللى احنا فيه بقينا بنسمع كل يوم مين جاله كانسر وبقى المرض منتشر أوى وكأنه دور برد، فقولت ليه الأطفال دول مايبقوش أطفال كانسر، وجاتلى الفكرة إنى عايزة أقعد مع الأطفال دول وبدأت أفكر إزاى ممكن أروح واعمل دا وفضلت 9 شهور مستنية الوقت المناسب".

وقامت خلال هذه المدة بالتركيز على كيفية تنفيذ فكرتها وكيفية استخدام هذه الرسومات، وتابعت: "كنت بفكر الرسومات دى هحطها إزاى على القماش وهتبقى طباعة ولا لأ، وبالصدفة كنت بقرأ مقال عن إزاى احنا فقدنا إحساسنا وكل حاجة بقت بتعتمد على التكنولوجيا وكل حاجة بقت أون لاين، ومن هنا جاتلى فكرة إن عايزة حاجة هاند ميد نلمسها ونقول الله وكانت فكرة الخياطة على القماش".

وفى الوقت المحدد قامت بالفعل بزيارة مستشفى للسرطان وعرض فكرتها للمسئولة عن الورشة الفنية للأطفال: "أنا جاية أعمل للأطفال سيشن صغيرة عن الفن وإيه هو الفن واخد رسوماتهم واطبعها على القماش، وهيكون للمستشفى نسبه 25% من الربح". ونالت هذه الفكرة إعجابها والترحيب بها، مما جعلها تقوم بزيارتهم ثلاث مرات أسبوعيا لمدة 6 أشهر وتقول: "كنت بعرض عليهم رسومات فنانين امثال بيكاسو وغيره من الرسومات المبسطة الموجودة فى المتاحف". وتابعت: "كنت حريصة أن أورى الناس إن المرض مش بس حزن وألم لا دا أمل وحب وتفاؤل وكان دا من خلال رسومات الأطفال".

وأكدت نور: "كنت شايفة إنه مش من حق أى شخص إنه يتدخل فى رسومات الأطفال، وكنت حريصة على إن الرسومات تفضل زى ما هى وكل اللى كنت بعمله إن بس أحطها فى شكل ديزاين من ان أكررها أو أشقلبها عشان تدينى فى الآخر شكل رسمة".

"الناس مكنتش فاهمة أنا بعمل إيه وإزاى رسومات الأطفال دى هتتحط فى الديكور ودايما واخدين فكرة إن رسومات الأطفال تبقى فى أوضه الأطفال"، ومن هنا قامت برسم العديد من التصميمات كالأباجورات والكراسى وغيرها وصناعتها وتغليفها بهذه الأقمشة والرسومات المختلفة، لكى تظهر بشكلها المميز والتى تسعى إليه، وتم عرض هذه الرسومات وهذه الأقمشة فى معرض خاص بالفنانين بالزمالك فى بداية شهر أبريل، وأضافت: "كنت حريصة إن الناس تاخد القطعة دى عشان هى فن وإنها عايزة تحتفظ بقطعة زى دى فى بيتها مش بس للتبرع".

كما كانت نور أول مصرية تقوم بتصميم اليونيفورم الخاص بتمريض المستشفى بعض عرض الفكرة عليها، وقلت: "بدأت أفكر أنا عايزة أصمم حاجة مميزة ومختلفة وقولت ليه اليونيفورم يكون عليه ورد أو رسومات أطفال ليه مايبقاش كلام، يكون دافع للأطفال وللأهل والدكاترة، وبدأت أقعد مع الأطفال وأشوف نقط ضعفهم وفى المقابل أرد عليهم بكلمات زى أنت سوبر مان، انتى أميرة، بكرة أحلى".