تعتبر السيدة فاطمة أحمد بهلول 52 عاما، واحدة من النماذج التى أثبتت بجدارة أن التعلم لا يقف عند سن ولا تمنعه إعاقة فقد واجهت إعاقتها بكل ما أوتيت من قوة لتمحو أميتها فى سبيلها للحصول على سيارة معاقين لتعينها على مواجهة متطلبات الحياة.
القصة بدأت مع الست فاطمة كما يناديها العاملون بهيئة محو الامية وتعليم الكبار بعد وفاة والدها منذ أكثر من 38 عام ولدت فاطمة لأبوين سليمين، ولكنها سبقتها فى الولادة شقيقتها الكبرى نعمات صاحبة الـ53عاما والتى كانت تعانى من تقزم وشلل رباعى بالأطراف، وبعدها بعام ولدت فاطمة لتعانى أيضا من التقزم ثم رحل والداهما وتركاهما يعانيان من مشقات الحياة وظروفها القاسية.
وقالت "فاطمة": كنت أعانى من سائقى التاكسى ومن المارة فى الشارع ومضايقتهم المستمرة وخاصة حينما كنت أخرج بشقيقتى وبعد تفكير وتدبر للظروف التى نعيشها أنا وشقيقتى قررت الانتظام فى فصول محو الأمية وأن أتعلم القراءة والكتابة لسببين أولهما أن أستطيع تحقيق نجاح فى حياتى وعدم الاستسلام لتلك الظروف التى أمر بها ومشقتها وثانيا حتى أستطيع الحصول على سيارة المعاقين والتى ستحمينى أنا وشقيقتى من مضايقات الشارع ونظرات المارة لنا.
وتابعت "فاطمة": تركتنا والدتنا منذ 38 عاما ولحق بها الوالد بعد عدة أعوام ونعيش أنا وشقيقتى فى شقة ببدروم فى الدور الأرضى حتى أن الرطوبة تسببت فى تآكل عظامنا لكننى بعدها أصررت على إنجاز مهمة تعلم القراءة والكتابة من أجل الحصول على الشهادة وتقديمها للشئون الاجتماعية والحصول على السيارة التى ستعيننا على الحياة ومواجهة ظروفنا الصحية ونحن فى أواخر العمر".
وأضافت "فاطمة": حرمنى الله وشقيقتى من أن نكون طبيعيين كما حرمنا من نعمة الإنجاب لأننا لم نتزوج ولا أتمنى من الله إلا أن تكتمل فرحتنا بالحصول على السيارة والتغلب على ظروفنا الصعبة بها وأن ينظر محافظ أسيوط لظروفنا ومعيشتنا فى تلك الشقة بالبدروم ووجهت فاطمة الشكر لهيئة محو الأمية وتعليم الكبار والعاملين بها على تعاونهم معها".
ومن جهته قال العميد مصطفى عبد الله مدير هيئة محو الأمية وتعليم الكبار بمحافظة أسيوط، إن الست فاطمة استطاعت أن تمحو أميتها رغم أنها تخطت الـ52 عاما، بالإضافة إلى أنها تعانى من التقزم.
وأضاف عبد الله، أنها ستتمكن من استخراج الشهادة الخاصة بها خلال عدة أيام مشيرا إلى أن فاطمة من النماذج النادرة والمشرفة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة