أحمد جمعة

"عمائم طهران" على شواطىء مصراتة الليبية

الجمعة، 03 مايو 2019 10:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يوما بعد الآخر يثبت رئيس المجلس الرئاسي الليبى فائز السراج أنه رجل مريض بالسلطة والمنصب ويسعى لتحقيق مكاسب مالية وسياسية وإقتصادية، ولم يلتفت الرجل يوما إلى معاناة الشعب الليبى بسبب سياسات المجلس الرئاسى المتخبطة فى البلاد، ولم ينصت لعموم الشعب الليبي واكتفى بالتقارير والملاحظات التى يرسلها لها مستشاوره عبر تطبيقات الفايبر والواتس آب.
 
لم يكن يحلم المهندس فائز السراج يوما بتولى منصب قيادى فى ليبيا فقد كانت أقصى طموحات الرجل الفوز بعطاء لبناء وحدات سكنية فى طرابلس أو إسناد مشروع استثمارى لشركة المقاولات التى يمتلكها، فقد امتهن الرجل المقاولات ونجح فى هذا المجال سائرا على درب أبيه وجده.
 
ينتمى فائز السراج إلى أسرة عريقة من مدينة طرابلس ولم يعرف انتمائه يوما إلى أى حزب أو جماعة تمتلك فكر إيديولوجى، ووافق الرجل على تولى مسئولية رئاسة المجلس الرئاسى الليبى الذى ولد مشوها من اتفاق الصخيرات الموقع فى المغرب والذى لا يزال الليبيون مختلفون هو عدد من بنوده التى وعدت البعثة الأممية فى ليبيا بتعديلها ثم تجاهلت هذا التحرك لأسباب غامضة.
 
ومنذ إطلاق القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر لعملية تأمين العاصمة طرابلس وتحريرها من المسلحين والإرهابيين، سادت حالة من الارتباك فى أداء المجلس الرئاسى بقيادة السراج وتغيرت التحالفات والتوازنات وكشف مجلس "السراج" عن وجهه الحقيقي بالتوجه للتحالف مع تركيا وقطر وإيران، وإبرام اتفاقات مع الدول الثلاثة لتوفير الدعم المالي والسياسي واللوجيستي والعسكري للمليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية التي تدعم حكومة الوفاق في طرابلس.
 
مستشارو فائز السراج الذي يجلسون فى أبراج عاجية بالدول الأوروبية يحاولون إثبات نجاح رؤيتهم التى كانت تقل لمكتب فائز السراج فى طريق السكة تحت حراسة بندقية تشكيلات ومليشيات مسلحة، وورطت قيادات مليشياوية السراج في معركة طرابلس بترويجها لقدرتها على عرقلة تقدم الجيش الوطني الليبي.
 
التخبط الذي يسود أداء السراج يؤكد بما لا يدع مجال للشك أن مجلسه الرئاسي سيغرق قريبا فى "الفرقاطة" التى نقلت مجلسه من تونس تحت حراسة مقاتلى حركة النهضة التونسية نهاية 2015، ويهدد النهج الذي يتبعه السراج في التعاطي مع معركة طرابلس أمن واستقرار ليبيا ويظن الرجل أنه قادر على حشد الشعب الليبي لدعم مليشيات مسلحة وكيانات إرهابية استنزفت قدرات الشعب الليبي وأهانت كرامته.
 
الأسلحة الإيرانية والتركية والقطرية التى تهرب إلى مدينة مصراتة من وقت لآخر لدعم المليشيات المسلحة والإرهابيين في طرابلس تشير إلى رغبة تحالف هذه الدول التى تحمل الشر للمنطقة بدفع ليبيا إلى مستنقع الفوضى الأمنية والعسكرية، وذلك لأهداف اقتصادية بحتة تتمثل فى إفشال الدولة الليبية فى توفير عجز قد نجم فى انتاج النفط العالمي بسبب العقوبات الأمريكية على طهران، وهو ما سيعطي إيران الفرصة فى الضغط على المجتمع الدولي لتخفيف عقوبات واشنطن عن طهران.
 
دخول إيران على خط الأزمة الليبية ودفع طهران بسفنها إلى موانىء مدينتى مصراتة وطرابلس بالصواريخ والأسلحة والذخائر لا يهدف لتعزيز صمود الشعب الليبى، وإنما هدفه تعميق جراح الشعب الليبى الذى يعانى على مدار السنوات الثمان الماضية بسبب الوضع الأمنى الهش وسط تواجد تشكيلات مسلحة وجماعات إرهابية فى العاصمة طرابلس.
 
لابد أن يعى السراج ان "عمائم إيران" لا تسمن ولا تغني من جوع بل على العكس تماما هم بمثابة وكلاء للخراب والدمار والإرهاب في المنطقة، ويحتاج أعضاء المجلس الرئاسي الليبي لتغليب المصلحة الوطنية للشعب على المصالح الضيقة التى يلهث أعضاء الرئاسي ورائها لتحقيق رغبات مبكوتة داخل أنفسهم المريضة والعفنة.
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة