عاقب الناخبون فى بريطانيا الحزبين الرئيسيين فى البلاد فى الانتخابات المحلية وذلك بعدما كشفت النتائج المبكرة اليوم الجمعة عن تعرضهما لخسائر كبيرة، وكان السبب الرئيسى وراء هذا هو الغضب من البريكست.
حيث بدا أن حزب المحافظين الحاكم قد خسر العدد الأكبر من المقاعد فى الوقت الذى تزداد فيه الدعوات المطالبة باستقالة رئيسة الوزراء تريزا ماى. وقالت ماى فى صباح اليوم إن النتائج كانت صعبة للغاية للحزب، وأظهرت أن الناخبين أرادوا أن يستمر الحزبان الرئيسيان فى السعى نحو تحقيق البريكست. بينما صاح بجوارها أحد الناشطين المحافظين قائلا "لماذا لا تستقيلين؟ لا نريدك"، وتم إخراجه من القاعة.
وتقول صحيفة "واشنطت بوست" إنه بعد ثلاث سنوات من تصويت البريطانيين للخروج من الاتحاد الأوروبى، فإن عملية البريكست والتعقيدات الخاصة بها لا تزال القوة المهيمنة فى صناديق الاقتراع. فغالبا ما تكون الانتخابات المحلية فى بريطانيا تتعلق بقضايا محلية مثل تنظيم صناديق القمامة ومساعدة المحلات فى الشوارع الرئيسة وأحيانا الاحتجاج على الحزب الحاكم. لكن مثل كل الانتخابات التى أجريت منذ تصويت البريكست، فإن هذه الانتخابات بدت أشبه كتصويت بالوكالة على استفتاء الاتحاد الأوروبى فى عام 2016.
وهناك اختبار أكبر يلوح فى الأفق مع إجراء الانتخابات الأوروبية فى بريطانيا فى 23 مايو، حيث تواجه بريطانيا احتمالا محرجا بانتخاب سياسيين للمؤسسات التى يحاولون الرحيل عنها.
وقد أجريت الانتخابات المحلية فى عدة أجزاء من إنجلترا وإيرلندا الشمالية أمس الخميس، وبدأت النتائج المبكرة فى الظهور صباح اليوم.
وقد سارع السياسيون من كل الحزبين، العمال والمحافظين، إلى الإشارة بأصابع الاتهام إلى البريكست لتبرير ضعف أدائهم فى الانتخابات. وكشفت المؤشرات الأولية فى 50% فى المناطق التى شهدت الانتخابات خسارة حزب المحافظين نحو 500 مقعد، بينما خسر حزب العمال المعارض 70 مقعدا.
فيما بدا أن حزب الديمقراطيين الأحرار المؤيد للاتحاد الأوروبى وأحزاب أخرى مستقلة وأصعر قد حققت مكاسب كبيرة.
وعلى الرغم من انهيار حزب المحافظين فى هذه الانتخابات إلا أن حزب المعارضة الرئيسى العمال بقيادة جيريمى كوربين لم يستفد من هذا. حيث خسر هو الآخر مقاعد فى كل المناطق المؤيدة والرافضة للبقاء فى الاتحاد الأوروبى. وبحسب التقارير البريطانية، فإن نتائج الانتخابات تشير إلى أن حزب كوربين ليس فى طريقه لتحقيق الأغلبية فى الانتخابات القادمة. ولو لم يستطع العمال تحقيق انتصارات كبرى فى انتخابات مثل هذه، فمن غير المرجح أن يستطيع تحقيقه فى انتخابات عامة من أجل تولى الحكم بشكل واضح وصريح.
وإذا كانت الانتخابات سيئة لحزب العمال، فإنها بالتأكيد تظل أسوأ لحزب المحافظين فى المناطق المؤيدة للبقاء أو الرحيل، حيث أشار نشطاء غإلى أن الناخبين الذين كان يعتمد عليهم الحزب قد انصرفوا عنه.
وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن الخسائر الكبرى كانت متوقعة لحزب المحافظين مع تشكيك كثيرين فى قيادة تريزا ماى للبريكست، إلا أن الأداء المحبط للعمال كان أكثر إثارة للدهشة، كما يقول المحللون، نظرا للفوضى الأخيرة المحيطة لحكومة ماى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة