فعلا ، الدول لا تبنى بالدلع ولا بالمظاهرات ولا بالتنظير الفارغ ولا بالمزايدات ولا بالألاعيب السياسية التى تخدع الجماهير لحصد شهرة أو نفوذ أو تحقيق مصالح شخصية ، الدول تبنى بالعمل الشاق والتخطيط الجيد والإخلاص المتناهى وإنكار الذات والرؤية الثاقبة والصبر والأحلام الكبرى التى يمكن أن تنقل بلدنا إلى المكانة التى تستحقها بين الدول.
عنده كل الحق الرئيس السيسي عندما قال فى لحظة فارقة من تاريخنا إن الدول لا تبنى بالدلع ولا بالمظاهرات ، هذه اللحظة الفارقة تجلت فيها الإرادة المصرية الصلبة والرؤية الثاقبة بإعلان الانتهاء من مشروع قومى عظيم هو مشروع ربط سيناء الحبيبة بإقليم قناة السويس والوادى والدلتا من خلال أنفاق السويس والإسماعيلية، وهو أمر لو تعلمون عظيم ويكيد أعداء هذا الوطن من قوى الاستعمار الجديد الذى عملوا بكل طاقتهم على محاولة انتزاع سيناء من حضن الوطن بالحرب الساخنة تارة وبالحرب الباردة تارة أخرى وبمحاولات الإبقاء عليها معزولة عن سائر التراب الوطنى
المعركة كبرى إذن ووراءها مشروع وطنى لاستعادة سيناء استعادة حقيقية، ليس بالسلاح وحده ولكن بالتنمية وتوصيل الشرايين المقطوعة مع محافظات القناة ومع الوادى والدلتا، وتحويل أرض الفيروز من مناطق مقفرة فى معظمها إلى رئة جديدة تستوعب التمدد السكانى والعمرانى فى الوادى وتدعم مشروع الأمن القومى المصرى ، فقد حررنا سيناء الغالية فى حرب 6 أكتوبر العظيمة واستعدنا كامل ترابها بالسلام ، لكننا لظروف يطول شرحها تركناها معزولة عن الوادى والدلتا، كما تركناها قفرا بلا تنمية حتى سنوات قليلة، مما أدى إلى تكون بؤر الإرهاب فى منطقة الشمال، وبروز أطماع الأعداء التقليديين وغير التقليديين فى أراضيها مرة أخرى.
مشروع أنفاق الإسماعيلية والسويس هو بمثابة العبور الثانى إلى سيناء ، وكما حطمنا فى العبور الأول خط بارليف واستعدنا الكرامة المهدرة فى 1967 ، ها نحن نحطم فى العبور الثانى أسطورة استعمارية بغيضة سعت إلى تكريس فصل سيناء عن التراب الوطنى المصرى وتركها فريسة لانتشار الخلايا الإرهابية السرطانية وعصابات تهريب البشر والمخدرات ، ونعرف جميعا أنه منذ الخمسينيات من القرن الماضى عندما تم تدمير خط السكك الحديدية الذى كان يربط القاهرة بالعريش ومنها إلى الأراضى الفلسطينية، أريد لسيناء أن تبقى معزولة عن القاهرة، وأن تظل صحراء جرداء حتى تبقى الأطماع الإسرائيلية وغير الإسرائيلية فيها احتمالا قائما
أنفاق الإسماعيلية والسويس جزء أساسى من مشروعات تنموية عملاقة فى 5 محافظات هى "بورسعيد والإسماعيلية والسويس وشمال سيناء وجنوب سيناء"، وبتكلفة بلغت 800 مليار جنيه ، رقم مهول جدا يجب أن نتوقف أمامه طويلا وأمام الإرادة المصرية والإدارة الناجحة التى استطاعت توفير هذه الاعتمادات بدون إرهاق موازنة الدولة لتحقيق مشروع تنموى عملاق يخدم سيناء واقليم القناة والدلتا كما يحقق الأمن القومى المصرى على الجبهة الشرقية ويجفف منابع الإرهاب
هذا الإنجاز العملاق يرتبط ارتباطا وثيقا بالمشروعات الزراعية والصناعية فى سيناء ومنها مشاريع تنمية أراضى شمال سيناء بإجمالى أربعمائة ألف فدان مقسمة على مناطق سهل الطينة وجنوب القنطرة على الضفة الشرقية لقناة السويس بإجمالى 125 ألف فدان تمت زراعتها وبدأت الإنتاج الفعلى، والمرحلة الثانية بمحيط منطقة بئر العبد بين العريش والقنطرة غرب وتضم 156 ألف فدان ومنطقة السر والقوارير وتضم 85 ألف فدان ومنطقتى المزار والميدان وتضم 33 ألف فدان، بما يتضمن إنشاء 7 قرى جديدة على أعلى مستوى لتوطين السكان، منها 5 قرى فى منطقة سهل الطينة وقريتان جنوب القتطرة وكذا بناء سحارات مياه ضخمة لنقل مياة الرى من غرب الاسماعيلية إلى شرقها، ومنها سحارة مصرف المحسمة، لرى نحو خمسين ألف فدان شمال ووسط سيناء وتقليل نسبة التلوث ببحيرة التمساح، وهو المشروع الذى سيغير وجه الزراعة والتنمية بسيناء وينطلق بها إلى آفاق رحبة ويعود بالخير على أهالى أرض الفيروز.
وصباح الخير يا سينا .. رسيتى فى مراسينا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة