قبل حوالى 20 عاما من الآن سعى بعض المنتجين لاستغلال الفنان ياسر جلال وتقديمه فى شخصية رشدى أباظة، مستغلين التشابه البنيانى والملامح الرئيسية التى تجمع بين الاثنين، ولحُسن حظه، أنه لم يقدم هذا العمل لأنه فى مخيلتى كان سيسقط سقوطا مدويا ربما كان سيُحذف من ذاكرة جميع المنتجين على مر العصور للاستعانة به فيما بعد فى دور البطل، لأننى أؤمن أن أعمال السير الذاتية لم ينجح فيها أحد سواء أحمد زكى.
كان ياسر جلال فى هذا التوقيت أقصد قبل 20 عاما يتحسس طريقه الفنى بعد عدة أدوار قدمها، بعضها كان سنيدا للبطل وأخرى كانت ثانوية، حتى أتيحت له الفرصة ليقف أمام نجوم السينما وقتها وهى نادية الجندى فى نهاية فترة التسعينيات حيث شاركها عام 1999 بطولة فيلم "أمن دولة" وبعدها بعام واحد قدم معها فيلم "بونو بونو"، وفى نفس العام وقف فى الدور الثانى مع الكوميديان أحمد آدم بفيلم "شجيع السينما" وفى عام 2002 قدم "الرغبة" مع النجمتين نادية الجندى وإلهام شاهين.
ياسر جلال بطبيعته لم يكن طموحا بالقدر الكافى حتى يأمل فى البطولة بعدما أدى الدور الثانى على أكمل وجه، كان راضيا بالمقسوم، لدرجة أنه لم يستغل توهجه فى بعض الأعمال، وجلس فى البيت معتزا بنفسه رافضا التواجد فى مكاتب المنتجين كى يتقرب ويتملق حتى يتم الدفع به وتقديمه فى فيلم باسمه، كان ينتظر الهاتف يرن حتى يرشحه أحد المخرجين فى عملا سواء كان سينمائيا أم دراميا حتى يختار الأفضل، وهذا سلوك غير صحيح وفقا لقانون اللعبة الفنية وللعاملين بالفن..سلوك ياسر هذا النهج جعله يستمر لفترة طويلة فى مرتبة الدور الثانى والثالث فى عالم الدراما التليفزيوينة، صحيح ظل متميزا فى الشخصيات التى قدمها، لكنه كان غير طامع فى أكثر من ذلك، فشارك فى مسلسلات "يتربى فى عزو" مع يحيى الفخرانى، و"اغتيال شمس" مع خالد زكى والعملين اختاره فيهما المخرج الكبير مجدى أبو عميرة، وبعدها "ماما فى القسم" مع سميرة أحمد ومحمود ياسين، للمخرجة رباب حسين، ثم "الإخوة أعداء" مع صلاح السعدنى وغيرها من الأعمال التى ظل يقدم فيها الدور الثانى والثالث مع البطل الرئيسى.
جاء عام 2014 ولم يتواجد ياسر جلال فى الدراما التليفزيوينة الرمضانية رغم إنه سنويا كان يتواجد بشكل منتظم، أعتذر لظروف معينة جعلته يرفض كل الأعمال التى عرضت عليه، حتى جاء بدء الإستعداد لعام 2017 بعدما دفع به ريمون مقار ومحمد محمود عبد العزيز فى مسلسل "ظل الرئيس"، للمخرج أحمد سمير فرج، والحق يقال إن ياسر كان مكسب للمنتجان مثلما يُحسب لهما تقديمه بطلا، لماذا عزيزى القارئ؟ حتى لا يُقال عنى إننى أنافقه على حسابهما، لأن ياسر كان يتقاضى أجرا بسيطا للغاية ويتوافق مع أعمال الميزانيات المنخفضة التى يقدمها المنتجان، وفى نفس الوقت لايوجد بديل لياسر فى هذا الدور بالتحديد، كما أن المسلسل تم تسويقه باسم ياسر على أكمل وجه وحقق نجاحا مدويا وساهم فى زيادة أسهم الشركة ..حتى جاء العام التالى وهو رمضان 2018 وأصبح "رحيم" حديث الشارع والسوشيال ميديا، ليأتى رمضان الحالى ويقدم ياسر جلال "لمس أكتاف"، والمتوقع أن يكون أحد وأهم وأنجح أعمال هذا الموسم، لتوافر فيه كل عوامل النجاح من جمهور أصبح ينتظر ياسر لإيمانهم الشديد بما يقدمه لهم، فضلا عن تواجده هذا العام مع شركة إنتاج كبرى وهى "سينرجى" تعى جيد ما يتطلبه السوق الفنى، وبناء عليه تلبى احتياجات الجمهور، بالإضافة إلى وجود ورق لكاتب موهوب أثق فيما يقدمه وهو هانى سرحان، ومخرج شاطر قادر على مفاجئتك فى كل عمل يقدمه وهو حسين المنباوى..نهاية حديثى عزيزى القارئ عندما يريد الله أن تكون بطلا ونجما فى أيا من مجالات الحياة وليس التمثيل فقط، ستكون..حتى ولو كنت أنت شخصيا لا تسعى إلى ذلك مثل ياسر جلال..فالفضل لله فقط وكلنا أسباب فى حياة بعض.
ياسر جلال
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة