دخل التصعيد الأمريكى الإيرانى مرحلة جديدة من التصعيد، فبالتزامن مع مرور عام على الانسحاب الأمريكى من الاتفاق النووى المبرم فى 2015 غدًا 8 مايو، سوف يعلن الرئيس حسن روحانى عن إجراءات وخطوات ستتخذها بلاده للرد على الخطوة الأمريكية، وسط توتر أجواء ملتهبة تنذر باشتعال حرب بين البلدين، بعد إرسال واشنطن حاملة طائرات يو إس إس أبراهام لينكولن وقاذفات فى الشرق الأوسط، ومساعيها لتصفير صادرات طهران، الأمر الذى أثار تساؤلا حول نوع القرارات المرتقبة التى ستتخذها طهران غدًا الأربعاء.
استئناف البرنامج النووى
وسائل الإعلام الإيرانية أعلنت عن الخطوط العريضة للقرار الذى سيعلنه ورحانى غدًا، وقالت إنه السوف تستأنف جزء من النشاطات النووية التى جُمِدت في إطار الاتفاق ردا على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 لكنها لن تنسحب من الاتفاق بحسب الإذاعة الإيرانية الرسمية.
وقالت مصادر إيرانية، أن الرئيس حسن روحاني سيعلن أن إيران ستقلص بعضًا من تعهداتها "البسيطة والعامة" بموجب الاتفاق النووى، بالاستناد إلى البنود 26 و36 و37 في الاتفاق، وأكدت أن طهران لا تعتزم الآن الانسحاب منه، وأنها أطلعت مسئولين في الاتحاد الأوروبي على هذا القرار، في شكل غير رسمي.
وقال المصدر: "ردا على خروج أمريكا من الاتفاق النووي والوعود الجوفاء من الدول الأوروبية في تنفيذ التزاماتها، قررت الجمهورية الإيرانية استئناف جزء من الأنشطة النووية التي توقفت بموجب إطار الاتفاق النووي".
وجاءت هذه الخطوة بعد ساعات على إعلان مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، أن "الولايات المتحدة ترسل مجموعة حاملة الطائرات الهجومية يو أس أس أبراهام لنكولن وقوة قاذفات إلى منطقة القيادة المركزية الأمريكية، لتوجيه رسالة واضحة لا لبس فيها إلى النظام الإيراني، مفادها أن أى هجوم على مصالح الولايات المتحدة أو على مصالح حلفائنا، سيُقابل بقوة لا تلين".
ورغم ذلك قلل مسئول إيرانى من هذه الخطوة، ووصف المجلس الأعلى للأمن القومى الإيرانى إعلان الولايات المتحدة إرسال حاملة طائرات وقاذفات للشرق الأوسط لتوجيه رسالة إلى طهران بأنه "حرب نفسية".
ما القرارات المرتقبة فى إطار بنود 26 و36 النووية
من خلال قراءة البنود 26 التى تتيح لطهران استئنافًا جزئيًا للبرنامج النووى، والمواد 36 و37 فى متن الاتفاق النووى، وبنظرة تحليلة، يمكن أن نتوقع، 5 إجراءات سوف يعلنها روحانى غدًا، وهى الآتى:
أولا
: إعادة تخطيب اليورانيوم بنسبة أعلى من 3.67% فى منشأة فوردو،ثانيا
: تركيب أجهزة طرد مركزية من الجيلIR2M و IR4 فى مفاعل نتانز،ثالثا
: إنتاج وتخزين أكثر من 130 طن المياه الثقيلة،رابعا
: فك أختام أقراص الوقود فى مفاعل أراك،خامسا
: الإيقاف عن تطبيق البروتكول الإضافى لاتفاقية ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتى تسمح للمفتشين بالوصول إلى أي موقع في أي مكان يرونه موضع شك، ما يعنى أن طهران ستعرقل عمل المفتشين.
استهداف القوات الأمريكية
ويبدو أن التصعيد مرشح للدخول فى مرحلة خطيرة، وهى شن طهران هجمات على القوات الأمريكية المرابطة في الشرق الأوسط، بحسب صحيفة "وال ستريت جورنال" التى قالت إن الاستخبارات الأمريكية حصلت على معلومات تشير إلى وجود خطط إيرانية لشن هذه الهجمات.
ونقلت الصحيفة عن مسئولين أمريكيين، أن الاستخبارات الأمريكية كشفت أن إيران "كانت تخطط لضرب القوات الأمريكية في العراق، ومن الممكن في سوريا، وتنظيم هجمات في خليج باب المندب بالقرب من اليمن باستخدام القوات التي تشرف عليها، وكذلك في الخليج العربي باستخدام الطائرات المسيرة المسلحة".
وأضافت، أنه تتوفر لدى الاستخبارات أيضًا معلومات أخرى تدل على وجود خطط إيرانية لشن هجوم على القوات الأمريكية الموجودة في الكويت، مؤكدة أن الخطر يأتى من جانب إيران برا وبحرا.
هواجس الحرب تخيم على إعلام طهران
أما فى الداخل الإيرانى بدأت هواجس الحرب تخيم على إعلامها، وإعلان إيران المرتقب غدًا، فتح الباب أمام تحليلات الصحافة الإيرانية ورسم سيناريوهات عديدة، صحيفة "افتاب يزد" قالت إن "إيران سترد على أمريكا يوم الأربعاء"، وذلك فى إشارة إلى إعلان مرتقب من جانب الرئيس حسن روحانى غدًا بتقليص بعض من تعهداتها بموجب الاتفاق.
صحيفة "بهار" ناقشت فى تقريرها احتمالية إلغاء إيران الاتفاق النووى، وكتبت إن ترامب السبب الأساسي لإلغاء هذا الاتفاق، ونقلت عن حشمت الله فلاحت بیشه رئيس لجنة الأمن القومى والسياسة الخارجية، الذى دعا طهران لتجنب المواجهة مع الولايات المتحدة، قائلاً طريق مواجهة الخطوات أحادية الجانب ليس العمل بشكل أحادى، علينا ألا نعمل بنحو يجعلنا ندخل فى مناخ المواجهة مع أمريكا.
ورأى المحلل الإيرانى مهدى مطهرى نيا، فى مقاله بصحيفة جهان صنعت تحت عنوان "أمريكا غيرت المرحلة من التهديد إلى الاستعراض بشن هجوم عسكرى"، أن هناك 3 خطوات الأولى هى التهديد بشن هجوم عسكرى والثانية الاستعراض بالهجوم والثالثة الهجوم.
واعتبر الكاتب، أنه فى السابق كان التصعيد بين البلدين يشمل الخطوتين الأولى والثانية، لكن فهناك إشارات إلى إضافة الولايات المتحدة خطوة تسمى الاستعراض بالهجوم العسكرى، لكنه رأى أيضا أن الخطوة فى حد ذاتها تشير إلى أن الولايات المتحدة تظهر استعدادها للدخول فى حربا جديدة، وأكد جدية الولايات المتحدة فى الدخول فى حرب، لافتًا إلى أنه على بلاده أن ترفع من مستوى مقاومتها.
Javan
لكن الصحف التشددة ذهبت بعيدا وابتهجت بإمكانية تنفيذ تهديدات المرشد الأعلى بحرق الاتفاق النووى، وكتبت صحيفة "جوان" مانشيت "إيران تشعل أعواد الثقاب لحرق الاتفاق النووى"، وقالت أنه فيما لم تتم رفع العقوبات النفطية والمصرفية خلال الساعات المقبلة عن البلاد، فإن إيران ستطبق بجدية إجراءات خاصة فى إطار الاتفاق النووى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة