مرحلة جديدة من التصعيد الإيرانى فى الخليج العربى عقب اعلانها عدم الإلتزام ببعض تعهداتها بالاتفاق النووى المبرم فى 2015، حيث اشتبهت الولايات المتحدة فى أن إيران نشرت صواريخا باليستية قصيرة المدى على متن السفن الموجودة فى مياه الخليج العربى، وفى حال صحت الأنباء فستعد خطوة خطيرة ستشعل فتيل نزاع مسلح فى المنطقة.
وبحسب شبكة "CNN" الأمريكية، إن واشنطن توصلت إلى هذا الاستنتاج بعد تلقيها معلومات استخباراتية ذات صلة، مشيرة إلى أن هذا السبب هو الذى دفع مستشار الرئيس لشئون الأمن القومى جون بولتون فى 5 مايو إلى تهديد إيران بحاملة للطائرات.
وتزعم الولايات المتحدة علاوة على ذلك، أن لديها معلومات تفيد بأن إيران تنوى ضرب القوات الأمريكية المتمركزة فى الشرق الأوسط.
واستنادا إلى كل ذلك، يدرس البنتاجون إمكانية إرسال قوات إضافية إلى المنطقة، بما فى ذلك أسلحة مخصصة للدفاع الجوى.
وكشفت المتحدثة باسم البنتاجون لشؤون القيادة الوسطى فى الشرق الأوسط والخليج ريبيكا ريباريتش عن أن حاملة الطائرات "يو أس أس أبراهام لينكولن" ومجموعتها الهجومية التى تتضمن سفن تدخّل ومدمرات عدّة وعددا من المقاتلات، فى طريقها الآن إلى الخليج.
وقالت المتحدثة الأمريكية، إن حاملة الطائرات "لينكولن" أن القيادة الوسطى الأمريكية تلقت مؤشرات حديثة وواضحة بأن هناك تهديدات إيرانية ضد القوات الأمريكية، فى مناطق عدة وفى البحار.
وتتكون مجموعة لينكولن البحرية من حاملة طائرات "يو أس أس أبراهام لينكولن"، وسفينة "يو أس أس ليتى غولف"، وسفينة "يو أس أس باينبريدج"، وسفينة "يو أس أس نيتز".
وكان مسئول فى البنتاجون قد قال فى وقت سابق الثلاثاء إن تحريك حاملة الطائرات "يو أس أس أبراهام لينكولن" إلى مياه الخليج قد يشمل وضع أربع قاذفات استراتيجية مع أفراد لقيادة وصيانة الطائرات، وأنه من المرجح أن تكون القاذفات من طراز بي-52
ردود أفعال أوروبية متباينة
وفى غضون ذلك، اتخذ شركاء إيران من البلدان الموقعة على الاتفاق النووى مواقف حادة أمام قرارات طهران الجديدة حيال الاتفاق النووى، فألمانيا اعربت عن اسفها، وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية، اليوم الأربعاء، إن ألمانيا ترى أن تصريحات الحكومة الإيرانية مؤسفة وتحثها على عدم الإقدام على أية خطوات عدائية.
وذكر المتحدث أن برلين تريد الإبقاء على الاتفاق النووى الإيرانى وقال إنها ستضطلع بالتزاماتها كاملة طالما تفعل إيران المثل.
الاتحاد الأوروبى قلق
في سياق متصل، أعلن الاتحاد الأوروبي أنه يتابع "بقلق القرارات الإيرانية بشأن الاتفاق النووى ويقيم تداعياتها مع أعضاء اللجنة المشتركة".وتابع الاتحاد الأوروبى: "ما زلنا ملتزمين بشكل كامل بخطة العمل المشتركة والشاملة مع إيران التي تهدف إلى تعزيز أمن المنطقة والحد من الانتشار النووى".
بريطانيا تهدد بعواقب وخيمة
أما بريطانيا قالت بريطانيا إن إيران ستواجه عواقب إذا تراجعت عن اتفاقها النووي مع القوى العالمية المبرم عام 2015، بعد ما أعلنته طهران اليوم الأربعاء من التخلي عن بعض القيود المفروضة على برنامجها النووي.
وقال مارك فيلد وزير الدولة بوزارة الخارجية أمام البرلمان البريطاني "إعلان طهران اليوم... خطوة غير مرحب بها". وأضاف "لا نتحدث في هذه المرحلة عن إعادة فرض العقوبات، ولكن يجب أن نتذكر أنه تم رفعها مقابل القيود النووية".وقال فيلد "إذا توقفت إيران عن تنفيذ التزاماتها في الاتفاق النووي، ستكون هناك بالطبع عواقب".
روسيا تساند طهران وتلقى باللوم على أمريكا
من جانبها ألقت روسيا باللوم على الولايات المتحدة، ونقلت وكالة الإعلام الروسية، إيتار تاس، عن وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، قوله إن الوضع الذي يكتنف الاتفاق النووي الإيراني حدث بسبب سلوك واشنطن غير المسؤول.
وأضافت الوكالة، أن لافروف طالب نظيره الإيراني، محمود جواد ظريف، بسماع "تفسير لتغير الموقف الإيراني بشأن الاتفاق النووي"، مشيراً إلى أن "تطور الموقف حول الاتفاق النووي غير مقبول".
وبموازاة ذلك صرح مسئول بارز في الكرملين أن العالم "بدأ يرى اليوم تداعيات الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي مع إيران" مضيفاً أنه "من السابق لأوانه التحدث عن عقوبات على إيران فيما يتعلق بالاتفاق النووي".ورأى المصدر، أن القرار الإيراني الأخير "نجم عن استفزاز أثارته ضغوط خارجية عليها".
فرنسا تحذر طهران
فرنسا هى الأحرى حذرت، وقالت فلورانس بارلى، وزيرة الدفاع الفرنسية، اليوم، الأربعاء، إن بلادها تريد الإبقاء على الاتفاق النووى المبرم مع إيران عام 2015 وحذرتها من عدم احترام التزاماتها قائلة إن ذلك قد يجعل مسألة إعادة تفعيل آلية العقوبات مطروحة.
وقالت بارلى لتلفزيون بي.أف.أم الفرنسي إن "ما من شيء أسوأ من انسحاب إيران، مضيفة أن فرنسا وبريطانيا وألمانيا تبذل قصارى جهدها لبقاء الاتفاق".
الصين تدعو لتنفيذ الاتفاق كاملا
بدورها قالت وزارة الخارجية الصينية إن الاتفاق النووى مع إيران الذي تم التوقيع عليه فى العام 2015 يجب تنفيذه بالكامل وكل الأطراف تتحمل مسؤولية الحفاظ عليه.جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الخارجية الصينية، غنغ شوانغ، خلال مؤتمر صحفى عقده اليوم في العاصمة بكين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة