محمد أحمد طنطاوى

الملصقات الإعلانية العشوائية ولصوص منتصف الليل

الخميس، 09 مايو 2019 01:40 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الملصقات الإعلانية العشوائية والكتابة على أسوار المدارس والمستشفيات، وبعض المنازل القديمة أمر غير مقبول، خاصة أن هذه الملصقات أو المواد الإعلانية لا يتم إخراجها بصورة فنية منتظمة تعبر عن فكرة أو تحمل رسومات هادفة بألوان مميزة كما يوجد فى عدد من الدول الأوروبية، بل إنها غالبا ما تكون عبارات من عينة الأستاذ فلان أسد الكيماء، وغول الفيزياء، بل قد تكتشف أحيانا بأن هناك آيات قرآنية مثل "كل نفس ذائقة الموت" تزين سور مستشفى، وبجوارها إعلان عن  سيارات خدمة نقل الموتى.

أرقام المأذون الشرعى الموجودة بجوار المدرسة الثانوية التجارية أوالزراعية، وأرقام المعالج الروحانى بالرقية الشرعية، ليست موجودة فى القاهرة الكبرى فقط، بل فى أغلب المحافظات منذ سنوات طويلة، وعلى الرغم من أنها مؤذية بصريا، وغالبا ما تحمل شعارات وعبارات سلبية، إلا أنها لم تجد تصدى حقيقى حتى الآن من جانب أجهزة الحكم المحلى، التى تعتبر مسئولة بصورة مباشرة عن محاسبة كل من يحاول تشويه المنشآت العامة، خاصة إن كنا نتحدث عن مدرسة أو مستشفى.

بالأمس القريب أعلنت محافظة الجيزة أول إجراء قانونى جاد تجاه الإعلانات والملصقات الخاصة بالطرق وأكدت أنه سيتم توقيع الحجز الإدارى وغرامات مشددة لأى منشأة أو مصنع أو شركة أو مؤسسة أو أفراد يقومون بكتابة الإعلانات أو وضع ملصقات على الأسوار أو الحوائط أو الجدران بالطرق الرئيسية والفرعية والميادين العامة، معللة أن الكتابة على الجدران ولصق الإعلانات على الأسوار يؤدى إلى تشويه المنظر العام للشوارع والطرق، الأمر الذى لا يتماشى مع سعى الدولة للتغيير وتطوير المنظر العام بالشوارع وتجميلها وتأسيس بنية تحتية جيده للطرق، التى تكلف الدولة مليارات الجنيهات.

تحذيرات محافظة الجيزة هذه المرة جاءت صارمة وواضحة، خاصة بعدما شاهد المحافظ بنفسه ما تتعرض له  المنشآت الحكومية والطرق فى أحياء العمرانية وفيصل وبولاق الدكرور من تشويه متعمد.

ما نحتاج إليه هو التوعية الحقيقية بضرورة الحماية والحفاظ على المنشآت العامة، والتأكيد على أن تشويه هذه المنشآت له نفس حرمة منشآتنا الخاصة، التى لا نقبل على أى حال العبث بها، وعلينا اليقظة إلى لصوص منتصف الليل، الذين  يحملون الفرش والبويات للعبث بأسوار مدارسنا ومستشفياتنا، والإبلاغ عنهم، دون أن نكتفى بالمشاهدة.

 

 

 

 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة