رغم أن عدد ساعات اليوم 24 ساعة فى كافة المناطق والدول، إلا أنك إذا ذهبت لمحافظات الصعيد تشعر أن اليوم "فيه بركة"، وأنه أطول من اليوم فى القاهرة ومحافظات وجه بحرى، وهنا اتذكر مقولة رجل صعيدي يمتلك احد العقارات بالقاهرة قالها لي خلال جلسة كنا نتناقش فيها سويا عن أسباب استمرار " البركة والخير" في الصعيد بالمقارنة بنظيره من المحافظات الأخرى ، قال بالنص: "عمر الواحد بيجري بسرعة هنا في القاهرة والواحد مش بيشعر بيه".
"اليوم" فى الصعيد يبدأ عقب صلاة الفجر، تذهب الناس مبكرا للحقول وأعمالهم بكل نشاط وحيوية ، وينتهي من أعمالهم مع صلاة الظهر، وبالنسبة لموظفي الحكومة تنتهي ساعات العمل الساعة الثانية ظهرا، ونظرا لاختفاء التكدس وغياب زحمة المرور لا يستغرق الموظف سوي ٢٠ دقيقة او اقل للوصول الي المنزل ، وهنا يجد المواطن أمامه وقت كبير لتناول الغداء ، ثم يأخذ قسطا من النوم يطلقون عليها " القيلولة" وبعد ذلك يقوم بإجراء بعض الأمور الحياتية التى تميز الصعيد عن غيره منها صلة الرحم وزيارة الأقارب وزيارة المرضى ، والمشاركة فى الجلسات العرفية التى تعقد لحل بعض المشاكل التى تحدث بين البعض بسبب خلافات بسيطة.
ورغم كل ذلك، يجد المواطن الصعيدي أمامه جزء كبير من الوقت في اليوم، للجلوس مع عائلته، وقضاء وقت ليس بقليل معهم، ثم يتناول وجبة العشاء ، وينتهي يوم المواطن الصعيدى الساعة العاشرة أو الحادية عشر مساء على أقصى تقدير، حتى يتمكن من الاستيقاظ مبكرا مع أذان الفجر.
الحياة فى الصعيد لها مزايا عديدة، منها تشعر أنك بعيد عن الصراع من أجل لقمة العيش ، فرغم حالة الفقر المنتشرة بمحافظات الصعيد الا ان حالة الرضا بالحال وعدم السؤال هى السائدة بين الأهالى، كما أن بساطة المعيشة احد الأسباب التى تجعل المواطن يستطيع العيش مستورا بمبلغ ١٠٠٠ جنيه.
الفرق بين المواطن الصعيدى ونظيره من محافظات وجه بحرى، يتمثل فى الإصرار والعزيمة وتحمل المسئولية ، والرغبة فى تغيير وتحدى الظروف ، وهو ما يفسر الأمثال والحكم التى تطلق على الصعايدة، ومنها الصعيدى لو فى النار ما تقلقيش عليه، وغيرها من الأمثلة.
حسن النية ، والأخلاق ، والرجولة، والعزيمة، سمات ومزايا ، يتميز بها الرجل الصعيدى، تجعله قادر علي مواجهة الظروف التى تمر بها محافظات الصعيد، والإهمال الذى طال الصعيد لسنوات طويله وعلى مدار حكومات متعاقبة، رغم ان الصعيد يتمتع بثروات كبيرة تساهم في احداث تنمية حقيقية داخل البلاد، وهو ما جعل القيادة السياسية تنظر للصعيد فى الفترة الاخيرة من اجل تحسين معيشة المواطن الصعيدى واستغلال ثروات محافظات وجه قبلى.
المشروعات الأخيرة التى اطلقها السيد الرئيس السيسى ، لتنمية الصعيد من شانها ان تحدث فارق كبير فى عملية التنمية والنهوض بهذه المحافظات، جاءت فى مقدمتها مشروعات البنية التحتية والطرق، ومشروع المليون ونصف فدان، ومدن الجيل الرابع الذي يحظى الصعيد منها بنصيب كبير، فضلا عن الاهتمام بالمشروعات السكنية والصرف الصحي، ومشروعات المياه، هذه المشروعات بالفعل بدأ يشعر بها المواطن الصعيدى، ولكن مواطني الصعيد يتمنون من الرئيس السيسى المزيد والمزيد والاهتمام بمحافظات الصعيد وثرواتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة