عادل السنهورى

"أيها الأشقاء ..منورين مصر"..عودة العلاقات مع سوريا الرد الأقوى على الجهلاء

الثلاثاء، 11 يونيو 2019 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصوات جاهلة غبية لا نعرف من يقف وراءها وسر توقيتها ومن يغذيها ومن يحرضها لاشعال فتنة جديدة بين الشعوب العربية ظهرت خلال الأيام الماضية على وسائل التواصل الاجتماعى – لعنها الله- وهذه المرة داخل حدود الدولة الواحدة.
 
فجأة وبدون سابق انذار ينادى بعض من هواه الشهرة والكسب السريع على حساب مصالح وطنية خالصة بطرد الأشقاء السوريين من مصر ومراقبة أموالهم واستثماراتهم وعودتهم الى سوريا ، وتذكر هؤلاء فجأة أن هناك من الأشقاء من يمول الارهاب فى سوريا وينتمى الى جماعة الاخوان الارهابية بدليل أنه شارك فى اعتصام رابعة المسلح واحتشد فى الصالة المغطاه باستاد القاهرة لاعلان المعزول مرسى بقطع العلاقات مع سوريا والدعوة لتدريب جماعات الارهاب ضد الدولة السورية فى القاهرة، ومحاولة اقحام الجيش المصري فى الداخل السورى وهو ما رفضته المؤسسة العسكرية المصرية الوطنية.
 
هناك ريبة وشكوك فى هذه الدعوة ..ولماذا السوريين فى مصر بالذات رغم أن مصر تحتضضن آلاف وملايين من الاشقاء العرب التى تعانى بلادهم أزمات وصراعات داخلية..؟
من وراء هذه الدعوة المريبة..؟ وما الغرض منها..؟
أى عاقل أو واع أو قارئ لطبيعة العلاقات السياسية والتاريخية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية بين الشعبين والبلدين الشقيقين لا يمكن أن ينطق بهذه الكلمات المتسكعة الثملة والمتهورة.
 
أيها الجهلاء ومن وراءكم..مصر وسوريا طوال التاريخ الفرعونى القديم والتاريخ الحديث لم تكونا الا دولة واحدة وأرض واحدة حتى انهيار الدولة العثمانية.. كان شعب واحد وأرضا واحدة ودولة واحدة..وحتى عندما جاء محمد على باشا بفتوحاته وقف قائد جيشه ابنه ابراهيم باشا على جبال طوروس فائلا:" هنا تبدأ حدود مصر الشمالية"..وفى عهد الخديوى اسماعيل  كانت مصر تحاول بناء نهضتها وكانت بمثابة واحة الأمان والانفتاح لكل الاقاء والأجانب فوفد اليها الاشقاء من سوريا- الشام وقتها وساهموا فى نهضتها الفنية والثقافية والفكرية والاجتماعية..وأسس يعقوب صنوع المسرح المصرى وتبعه جورج أبيض وجاء الفنانون الشوام وجاء آل زيدان وآل تقلا لتأسيس الصحافة الحديثة.
 
وبقى حنين الدولة الواحدة ساكنا فى وجدان الشعبين حتى جاءت ثورة يوليو واعلن مصر وسوريا الوحدة عام 58 ولم تستمر سوى ثلاث سنوات فقط بفعل عوامل داخلية واستعمارية خارجية تعى تماما وحدة مصر وسوريا فى المنطقة.
 
كل المعارك والحروب التى دارت من أجل الاستيلاء على مصر بدأت على الأراضى السورية منذ الهكسوس والتتار وحتى الاستعمار الحديث وكل حاكم واع وعاقل لمصر كان على الدوام يدرك أن حدود مصر الشمالية تبدأ من سوريا. وفى حرب أكتوبر المجيدة  73 حاربت مصر وسوريا معركة واحدة لتحرير الأرض .
 
الشعب السورى والشعب المصرى بينهما خصوصية تاريخية و ثقافية واجتماعية لا يمكن لدعوة جاهلة من هنا أو هناك ان تؤثر فيها. وربما لا يعرف الكثيرون أن تقسيم الجيش السوري والمصري مازال حتى الآن يرتبط بتقسيم أيام الوحدة فالجيش الأول هو الجيش العربي السوري والجيش الثاني والثالث في مصر.
 
وعندما تولى الرئيس السيسى الحكم قال قولته الشهيرة فى عام 2014:" أن سوريا هى العمق الاستراتيجي لمصر وأن القاهرة تدعم الجيش السورى والدولة الوطنية السورية لمحاربة الارهاب".
 
ان مثل هذه الدعوات الغريبة والمريبة يجب أن توأد وتدفن فى الحال وأتمنى أن يكون الرد القاطع والقوى هو اعلان عودة العلاقات المصرية السورية، فمصر 30 يونيو ليست مسئولة عن قرار الجماعة الارهابية بقطع العلاقات مع دمشق.
 
أيها الاشقاء السوريون فى مصر ..منورين وطنكم الأول مصر دائما ..حبايب مصر ياسورية..وأيها الجهلاء "..موتوا بغيظكم.." فلن تفلحوا فى ايقاع الفتنة بين شعب واحد نصفه فى سوريا ونصفه الآخر فى مصر.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة