كان الفينيقيون شعبًا قديمًا، يحكم البحر الأبيض المتوسط، هذا ما أوضحه عدد قليل جدًا من النقوش التى تركها الفينيقيون، والتى تثبت صحة هذا الأمر.
اشتهر البحارة الفينيقيون باستخدام خبراتهم فى التجارة فى جميع أنحاء البحر المتوسط، وأبرز دليل على نشاطهم التجارى هو تأسيس قرطاج عاصمة تونس اليوم، إضافة إلى هذا اشتهر الفينيقيون باختراعهم للأبجدية، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع ancient-origins.net.
تاريخ الفينيقيين
وفقًا للتقاليد تأسست المدينة كمستعمرة فى عام 814 قبل الميلاد من قِبل الفينيقيين تحت قيادة الملكة ديدو الأسطورية، أصبح القرطاجيون أنفسهم قوة بحرية مهيمنة فى غرب البحر المتوسط حتى تم تدميرهم من قبل روما فى عام 146 قبل الميلاد، وبعد هزيمتهم فى الحروب البونيقية أسس الفينيقيون مستعمرات فى قبرص وفى الأناضول بجانب قرطاج، والجزء الأكبر من الأرض التى احتلوها يومًا ما يتوافق مع لبنان الحديث، لكن الفينيقيين احتفظوا أيضًا بأجزاء من جنوب سوريا وشمال الأراضى المحتلة.
الأبجدية الفينيقية
قدم الفينيقيون مساهمات عديدة للحضارة الإنسانية، أبرزها الأبجدية الفينيقية التى تتمثل فى الحروف الهجائية الأخرى المستخدمة اليوم.
لقد تكهن العلماء بأن الفينيقيين أطلقوا على أنفسهم اسم "كنعانى"، ومن المثير للاهتمام أنها تعنى فى العبرية "تاجر"، وهو وصف مناسب للفينيقيين، إلا أن مصطلح "الفينيقيون" يشيع استخدامه اليوم، حيث كان اليونانيون هم الذين أطلقوا على هؤلاء الأشخاص بهذا الاسم.
أشار الإغريق القدماء إلى أرض الفينيقيين باسم "فوينيكى"، وهى مشتقة من "فنخو"، وتعنى "سوريا"، وهذا يرجع إلى حقيقة واحدة أن أغلى الأشياء التى أنتجها وصدرها الفينيقيون كانت صبغة معروفة باسم تايريان "الأرجوانى" وهكذا عرف الفينيقيون أيضًا باسم "الشعب الأرجوانى".
ووفقا للمؤرخ اليونانى هيرودوت، كان الفينيقيون فى الأصل من منطقة البحر الأحمر، ولكنهم هاجروا واستقروا على طول الساحل الشرقى للبحر الأبيض المتوسط، ومع ذلك يعتبر علماء الآثار اليوم أن سرد هيرودوت لأصول الفينيقيين أسطورة، بالإضافة إلى ذلك هناك نقص فى الأدلة لدعم الادعاءات بأن الفينيقيين هاجروا إلى شرق البحر المتوسط من مناطق أخرى من العالم القديم، بدلاً من ذلك من المقبول أن يكون الفينيقيون فى الأصل من شرق البحر الأبيض المتوسط، وربما يكونوا قد نشأوا من ثقافة "الغسولية"، وهى مرحلة أثرية فى جنوب فلسطين تعود إلى العصر الحجرى الحديث أى الألفية الرابعة قبل الميلاد.
الفينيقية تزدهر
ازدهر الفينيقيون فى الألفية الأولى قبل الميلاد، خلال ذلك الوقت كانت هناك ثقافات كنعانية أخرى تسكن المنطقة أيضًا، ولا يستطيع علماء الآثار التمييز بين الفينيقيين وهذه الثقافات الأخرى من حيث الثقافة المادية واللغة والمعتقدات الدينية،هذا يرجع إلى حقيقة أن الفينيقيين كانوا أنفسهم الكنعانيين،ومع ذلك ميز الفينيقيون أنفسهم عن إخوانهم الكنعانيين بإنجازاتهم كبحارة وتجار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة