السوشيال ميديا بيئة خصبة لترويج وتناقل الشائعات، فالجميع يكتب هنا، يكتب أي شىء، وينقل أي شىء، ويمرر أي شىء، دون تدقيق أو فحص، دون التأكد من صحة ما ننقل ونمرر، ودون الالتفات لخطورة ما تناقله.
الأمر سهل جداً، في ظل وجود الـ"كوبي..بست"، فلا يستغرق سوى ثوان معدودات، فالأهم أن نكتب ولا تكون صحفاتنا على السوشيال ميديا خالية، ننقل "بوست" أو نشير صورة قديمة على أنها حديثة، دون الالتفات لخطورة ذلك وعواقبه الوخيمة التي تطول الجميع، بما فيهم أنفسنا، فيبدو لك الأمر بسيطاً وسهلاً، قبل أن تجد نفسك محاصر ومتورط في المشاكل.
نحو 6 مليون صحفة وهمية على الفيس بوك، تنقل الشائعات وتمررها، وتضلل المواطنين بسوء نية، تعتمد على الفضاء الإلكتروني الواسع، وعدم تقيده بحواجز جغرافية، تنتهز وجود إنجازات تتحقق على أرض الواقع ببلادنا، فتسارع وتعاجل بنشر سيل من الشائعات لمواجهة الإنجازات والتقليل من حجمها.
هذا الأسلوب الممنهج الذي لا يتم اعتباطياً، لا يتوقف لدى نفيه من قبل الجهات الرسمية التي تبذل جهود كبيرة وإحترافية في سرعة الرد على الشائعات بمعلومات رسمية، وإنما تعود لصياغة الشائعات ذاتها بطريقة أخرى وتنشرها بين المواطنين.
أعتقد أن مجلس الوزراء وعدداً من الوزارات وعلى رأسها الداخلية يتصدون باحترافية للشائعات عن طريق سرعة تفنيدها والرد عليها بمعلومات دقيقة، إلا أن الأمر يستلزم تضافر الجهود الشعبية، عن طريق الوعي الحقيقي بخطورة الشائعات على بلادنا والتصدي لها.
نعم.. أنت المسئول الأول وحائط الصد الأول، يمكنك أن تتصدى للشائعات بالرد عليها، أو عدم المشاركة في تمريرها على الأقل، وإعمال العقل والمنطق في تناول المنشور، والحذر فيما يتم تداوله، فهناك من يترصد بنا الدوائر ويضع السم في العسل، ما بين جماعات متطرفة وأجهزة خارجية تستهدف عقول الشباب عن طريق حرب الشائعات، فلم تعد الحروب الآن بالأسلحة بقدر ما تتم بوسائل التكنولوجيا الحديثة وتطويعها في تدمير وخراب بعض الدول، من خلال مجرمين بـ"لياقات بيضاء" يجلسون خلف شاشات الكمبيوتر ويوجهون أسلحتهم الفتاكة التي تستهدف تدمير عقول شبابنا، فأحذروهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة