أيام قليلة وتنطلق بطولة كأس الأمم الأفريقية فى مصر كان 2019، بمشاركة عدد كبير من المنتخبات الأفريقية القوية ومنها منتخب نيجيريا الذى يتصدر المجموعة الثانية.
ونيجيريا واحدة من أهم الدول الأفريقية وتقع فى غرب القارة، وشعبها أصله من شعب الـ"نوك"، وفيما بعد تمت هجرة شعوب أُخرى إليها وهم شعب كانورى، وهوسا، وفولانى، وكانت قد خضعت لسيطرة إمبراطورية "كانم" فى فترة ما بين نهاية القرن الحادى عشر إلى القرن الرابع عشر.
وفى بدايات القرن التاسع عشر فقد خضعت لِحُكم إمبراطورية فولاني، تم إعلان الاستقلال فى نيجيريا عام 1960م، إذ انضمت إلى الكومنولث (بالإنجليزية: Commonwealth) وأصبحت عضواً في الأمم المتحدة، ومن الجدير بالذكر أنها تتكون من مجموعات عِرقية ولغوية متعددة تُقدر بـ 250 مجموعة مما وضع البلاد بعد الاستقلال فى مهمة صعبة جدا لتوحيدها، ومعظم هذه الأعراق كانت من الهوسا من الشمال، والإيبو غالباً فى الشرق، وأخيراً اليوروبا فى الغرب.
وعاصمة نيجيريا هى (أبوجا) وقد تأسست حديثاً فى الثمنينيات بطريقةٍ عصريّة لتتميز بذلك عن باقى مُدُن نيجيريا، وهناك العديد من المعالم السياحية المهمة فى العاصمة أبوجا مما يجعلها وُجهة سياحية من الداخل والخارج.
وتمتلك نيجيريا مناظر طبيعية عِدّة، تتوزع ما بين غابات المنغروف، والمستنقعات التي تَحِد الساحل الجنوبى، إضافةً إلى ذلك غابات الخشب الصُلب، فى حين تُشكّل هضبة مامبيلا (بالإنجليزية: Mambilla) المنطقة الأعلى في البلاد حيث تمتد في حدودها مع الكاميرون وتتخللها الجبال والتلال، وتتشارك نيجيريا مع تشاد، والنيجر، والكاميرون فى بُحيرة تشاد التى تقع فى الشمال الشرقى من نيجيريا.
اللغة والدين فى نيجيريا
تتعدد اللغات المستخدمة فى نيجيريا لتصل إلى أكثر من 520 لغة متداولة فى البلاد، إذ أن اللغة الرسمية هى اللغة الإنجليزية، أما عن اللغات الرئيسية الأُخرى فهى تشمل الهوسا، وويوروبا، والإغبو، والفولانى، أما عن الدين فى نيجيريا فإن نسبة 50% من السكان يعتنقون الدين الإسلامى، فى حين تتوزع النسبة المتبقية بين الديانة المسيحية والمعتقدات المحلية بنسبة 40%، و10% على التوالى.
وبعيدا عن كرة القدم النيجيرية المعروفة بنجومها الكبار، فإن هذه الدولة الأفريقية تستحق المعرفة، لأنها ذات خصوصية فى القارة حتى فى عوالمها الدينية، وحسب كتاب "نيجيريا.. دراسة فى المكونات الاجتماعية والاقتصادية" لـ هشام نعمة فياض"، كانت فى البلاد ديانات أصلية قبل قدوم الإسلام والمسيحية، وكان كثير من سكانها يؤمنون بالمذاهب الروحانية، فى حين كان آخرون من أتباع ديانات وثنية.
لكن بعد القرن الحادى عشر انتشر الإسلام فى شمال البلاد بشكل خاص، أما المسيحية فدخلت البلاد مع مجىء الأوروبيين، وانتشرت عن طريق البعثات التبشيرية".
ويتابع الكتاب "حدثت فى البلاد أزمات دينية – بعدما وفرت الأوضاع الاقتصادية والسياسية التى يعانيها الشمال بيئة خصبة لنمو الأفكار المتطرفة- من مظاهرها حركة (بوكو حرام) التى ترتكز ملامحها الفكرية على تأسيس دولة إسلامية فى نيجيريا باللجوء إلى القوة المسلحة والدعوة إلى التطبيق الفورى للشريعة الإسلامية فى الولايات النيجيرية كلها".
وبالمجمل لا يمكن بالتحديد معرفة عدد المسلمين وعدد المسيحين فى نيجيريا لكنه فى العام 2006 صدرت نتائج إحصاءات رسمية وبلغ عدد السكان 140 مليونا، وتبين أن عدد الشماليين المسلمين فقط أكثر من نصف تعداد السكان.
وحسب المعلومات الرسمية لدى الحكومة الفيدرالية فى أبوجا، فإن عدد الشماليين بلغ 75 مليونا وأكثر من 90% منهم من المسلمين، وعدد الجنوبيين 64 مليونا ونسبة المسلمين بينهم أكثر من 30% والباقى من المسيحيين والوثنيين.