فى مثل هذا اليوم من سنة 1820 صارت السودان تابعة لمصر، وذلك بعد حملات قام بها محمد على باشا والى مصر.. لكن لماذا قام محمد على باشا بهذه الحملات؟
حسبما يذكر كتاب "أيام محمد على: حكاية رجل سبق عصره" لـ عصام عبد الفتاح "عمل محمد على جاهدا على أن يوسع رقعة حكمه شرقا إلى الحجاز وغربا إلى ليبيا وجنوبا إلى السودان ليضم هذه البلدان تحت إمبراطوريته حتى أنه شمل فى تهديده الإمبراطورية العثمانية شمالا".
ويقول الكتاب "لم يبق له سوى تأمين الحدود الجنوبية، بعد أن شغلته حملاته ضد (الحجاز) عن ذلك، حتى أرسل وفدا يحمل فى ظاهره الصداقة والمودة إلى سلطان الفونج فى 1813 وكانت مهمة الوفد استقصاء الحقائق حول الوضع العام فى بلاد السودان سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وكذلك عسكريا، وحمل الوفد هدايا إلى السلطان تقدر قيمتها بـ 4 آلاف ريال، فرد السلطان الهدية بما يتناسب ورغبات الباشا لكن أهم ما حمله الوفد فى طريق عودته كانت التقارير التى تفيد ضعف السلطنة خاصة، والسودانيين عامة إضافة إلى خلو السودان من الأسلحة النارية، ورغم ذلك تأخر الغزو بعد ذلك عدة سنوات لأن الوهابيين لم تنكسر شوكتهم بعد.
أسباب أخرى لغزو محمد على بلاد السودان
استقدام الجنود من السودان
الجندي السوداني معروف عنه شجاعته، وتكوينه الجسماني القوى، لذلك أراد محمد علي أن يستقدم الجنود من السودان للمساعدة فى تكوين جيشه الحديث وإمداده بعناصر متميزة.تأمين منابع المياه
خلال القرن الثامن عشر كانت الحبشة تشكل تهديدا للمصريين والسودانيين بتحويلها لمجرى النيل وخاصة بعد الأنباء التى أشاعت أن الإنجليز وأوروبا عامة يسعون لمساندة فكرة التحويل، فأراد محمد على تأمين هذا لإدراكه قيمة وأهمية النيل بالنسبة للحياة فى مصر.
زيادة الرقعة الزراعية
أراد محمد على أيضا باستيلائه على السودان إضافة المزيد من الرقعة الزراعية لأراضيه.
متابعة فلول المماليك
أراد محمد على تأمين السودان لضمان ملاحقة فلول ما تبقى من المماليك الذين هربوا من مذبحة القلعة.
الاستفادة من ثروات السودان الطبيعية
كان محمد على يرمى إلى استغلال ثروات السودان الطبيعية واحتكار حاصلاتها وتسويقها فى السوق العالمية عن طريق مصر وكان من أهم صادرات السودان آنذاك العاج والأبنوس وريش النعام والجلود.