الصراع الأمريكى الصينى والروسى وصراع الشرق الأوسط و بمناطق البحر المتوسط، هى محاولات للحفاظ على الإستثمارات فى مجالات السيطرة المختلفة.
واختلفت معايير القوة بإختلاف الأزمنة، فالصراع الأمريكى الصينى ليس صراع تجارى أو مالى فقط، بل هو صراع على قوة المعرفة والتكنولوجيا، وعلى غرار فيلم عنتر ولبلب قامت الصين بتوجيه الصفعة الأقوى وغير المتوقعة للكبرياء الأميركي الذي حمل لواء التقدم في العصور الحديثة.
صراع الجيل الخامس من تكنولوجيا الإتصالات هو ما يضمن للصين السيطرة فى العصر الحالى والقادم، فمن يصل أولا إلى المعلومة والمعرفة هو صاحب القوة والسيطرة،و كل محاولات الكيان الأمريكى لتخويف المارد الصينى من قرارات حظر والتلويح بالأذرع الناعمة الأمريكة والمتمثلة فى جوجل ومواقع التواصل الإجتماعى، لن تردع التنين عن تفوقه، بل تزيده إصرارا وشراسة، فهو لم يصل إلى قوة المعرفة من فراغ فالتصريح الأمريكى بأن استثمارات الصين التكنولوجية تشكل خطورة على الأمن القومى ليست بهينة.
ودخول الصين موسوعة جينيس ريكورد ب1374 طائرة بدون طيار، محطمة رقم شركة انتل الامريكية بفارق 156 أثار حفيظة الأمريكيين بشكل قوى لأن العرض وإن كان يشاع عنه الإستعراض والترفيه ولكن فى جوهره يُعد نواة الجيش الإلكترونى الأول فى العالم، ضمن للصين تفوق عسكرى فى مجال حروب الدرونز المستقبلية، علاوة على سيطرتها المطلقة على تقنية الجيل الخامس والتى تضمن لمالكها الإستحواذ على سوق الذكاء الإصطناعى.
وضربات العمق والإختراق الإلكترونى الذى قامت به شركة كاسبرسكاى الروسية كشركة خبيرة مرموقة في مكافحة البرامج الضارة وجرائم الإنترنت، فى كشف عورات أدق وأخطر المؤسسات الأمريكية فى عقر دارها جعلها تترنح أمام العالم لدرجة تفوق بمراحل ترنح جورج فورمان فى كنشاسا 1974 على يد محمد على كلاى بالضربة القاضية.
وصراع الشرق الأوسط هو صراع الهيمنة على ممرات التجارة وحقل لتجربة الأسلحة العسكرية الجديدة وتدفئة خزائن تجار الحروب، فكل أشكال الحروب الحالية ليست للهيمنة الجغرافية أو حتى لفرض السطوة ولكنها لحماية إستثمارات القوة، التى تضمن لمالكها السيطرة الناعمة على العالم، والقدرة على إدارة المعارف فمن ملك المعرفة حكم العالم.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عزمي
برافو
تحليل واقعي جدا و منطقي تحياتي لكاتب المقال