تداولت مواقع التواصل الاجتماعى فيديو لعشرات العرب والمسلمين المقيمين فى أوروبا أمام مقر المفوضية الأوروبية فى بروكسل، وهم يرتدون لباس الإحرام وأدوا الطواف حول المجسم الرمزى للكعبة، مشيرة إلى أن عدداً من الجنسيات العربية، أبرزها الجزائرية والمغربية والتونسية والسورية والمصرية والسودانية والموريتانية والليبية، شاركوا فيما أطلقوا عليه "نشاط توعوى"، وذلك التصرف بغض النظر عن فكرته لكنه يذكرنا ببدع كثيرة كانت قائمة على بناء كعبة أو مجسم لها خارج مكة ومن ذلك:
فى اليمن
بعد سيطرة الأحباش، بقيادة أبرهة الأشرم، على اليمن، قبل الإسلام واتّخاذهم صنعاء عاصمة لهم، أمر الأشرم ببناء كنيسة القليس، كأوّل كنيسة مسيحية فى البلاد، لصرف نظر العرب عن مكّة، ولتصبح محطّةً للمسيحيين فى جزيرة العرب، ولذلك اهتمّ أبرهة بإنشاء كنيسة القليس كثيراً، فاستعان بالإغريق فى بناء الكنيسة، التى بُنيت بالمرمر المرصّع بالجواهر النفيسة، من ذهب وفضّة وزمرّد وفسيفساء، كما أن أبوابها كانت مطليّة بالذهب والفضة، وفق ما تشير إليه المصادر التاريخية.وقد كانت الحبشة، سنة 525 بعد الميلاد، مركزاً لنشر الديانة المسيحية فى القرن الأفريقى والشرق الأوسط، ولذلك طرح أبرهة الأشرم فكرة بناء كنيسة القليس على الإمبراطور الروماني، وكانت الفكرة أن يتمّ تشييد كاتدرائية لا مثيل لها تسمّى كاتدرائية صنعاء، على أن يتمّ بناؤها بفخامة كبيرة لصرف نظر العرب عن الحجّ إلى مكة، وتوجيههم إلى اليمن للحجّ فى كنيسة القليس، إلّا أن الهدف الأساسى من إنشاء القليس لم ينجح، فلم تجد الكنيسة إقبالًا من قبل العرب، ممّا دفع أبرهة إلى الخروج بجيش عظيم على ظهور الفيلة لهدم الكعبة، ولكن الله أرسل عليهم طيراً أبابيل، رمتهم بحجارة من سجّيل، فجعتلهم كعصف مأكول، كما تروى الآيات القرآنية.
وعلى الرغم من هلاك أبرهة الأشرم وجيشه، كما جاء فى سورة "الفيل"، إلّا أن كنيسة القليس ظلّت قائمة نحو قرنين.
فى الإحساء
فى عام 317 هجريا هاجم القرامطة مكة المكرمة التى كانت تتبع الخلافة العباسية وانتزعوا الحجر الأسود من الكعبة وانتزعوا بابها وقاموا بأعمال دموية بشعة فقتلوا من الحجاج 30 ألفاً، ثم عادوا لديارهم ومعهم الحجر الأسود ووضعوه فى كعبة بديلة فى الإحساء ليحج إليها الناس.وظل الحجر الأسود معهم فى الإحساء لمدة 22 عاماً، يطوف الناس حول الكعبة ولا يجدون الحجر الأسود، حتى هدد الخليفة العزيز بالله الفاطمى فى مصر القرامطة أن يسير لهم جيشاً إلى الإحساء ليعيد الحجر الأسود، فخافوا على ملكهم فى الإحساء وأعادوا الحجر الأسود إلى مكة سنة 339 هجريا.
حدث الهجوم القرمطى على الكعبة يوم التروية، حيث قام أبو طاهر القرمطى بغارة على مكة والناس محرمون، واقتلع الحجر الأسود، وأرسله إلى هَجَر وقتل عددا كبيرا من الحجاج، وحاولوا أيضا سرقة مقام إبراهيم ولكن أخفاه السدنة، وفى 318 هـ تقريبا سنّ الحج إلى الجش بالقطيف بعدما وضع الحجر الأسود فى بيت كبير، وأمر القرامطة سكان منطقة القطيف بالحج إلى ذلك المكان، ولكن الأهالى رفضوا تلك الأوامر، فقتل القرامطة أناساً كثيرين من أهل القطيف.
فى إيران
فى عام 2017 تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى مقطع فيديو، يكشف بناء إيران لمبنى يشبه الكعبة المشرفة ومداخل الحرم المكي، وزى أفراد الأمن فى السعودية.
وكشف المقطع وجود عدد من الشيعة فى إيران أثناء ارتدائهم ملابس الإحرام، ويطوفون حول الكعبة المزعومة، فى أول عمرة لهم يوم الافتتاح.