نقطة مياه تساوى حياة
الحفاظ على المياه لم يعد أمر ثانوى فى هذه الفترة، بل أصبح ضرورة من ضروريات الحفاظ على الحياة، ولم يقتصر ذلك الأمر على الحكومة أو الجهات المعنية، بل المواطن هو الأساس، لتقديم المساعدة للأجيال القادمة.
الحرب القادمة لن تكون على بترول أو استغلال ثروات البلاد، بل ستكون حرب من أجل المياه، لأن كل نقطة بمثابة حياة إنسان على وجه الأرض، مصر تزيد حوالى 2.5 مليون نسمة سنويا، ورغم ذلك ما زالت حصة مصر من المياه ثابتة منذ عشرات السنين.
كافة التحديات التى تواجه مصر والمتعلقة بملف المياه، جعلت الحكومة تسارع فى تنظيم حملة لتوعية المواطنين بأهمية ترشيد استهلاك المياه، وجاءت تلك الحملة القومية تحت عنوان كل نقطة بتفرق، وتضمنت ورش عمل وزيارات للمدارس وندوات وخلافه، ولكن هذه الحملة القومية تجاهلت المرأة الريفية وربات البيوت، فإهدار المياه من الممكن أن يحدث من خلال التغاضى عن إصلاح صنبور مياه داخل المنزل لمدة يوم أو يومين مثلا، كما عدم إلمام ربات البيوت بأعمال السباكة الخفيفة كتغيير جلبة أو محبس، داخل المنزل، يتسبب فى فقدان الكثير من المياه.
استخدام مياه الشرب فى رش الشوارع، يمثل جريمة حقيقية فى حق الوطن والناس، ولسكوت عنها يعد بمثابة خيانة، فهناك مشروع قانون يعاقب بالغرامة لكل من يقوم برش المياه، ولكن لم يطبق أ يقر حتى الان، فالحفاظ على المياه يجب أن يستتبعه إجراءات تشريعية وقوانين قوية، تمثل ردع حقيقى لكل من يفكر فى إهدار المياه سواء فى رش الشوارع أو غسيل السيارات ، ويجب أن يعاقب أى مواطن يتسبب فى إهدار المياه، وأن تكون هناك متابعة دورية ورقابة شديدة من كافة المسئولين سواء موظفى الأحياء أو شركات المياه، أو العمد ومشايخ القرى، وكافة الجهات و ذلك لإنجاح تلك المنظومة للحفاظ على نقطة المياه، فنقطة المياه تساوى حياه.
وهناك نقطة أخرى تجاهلتها الحملة الحملة القومية لترشيد استهلاك المياه، وهى تجاهل المرأة الريفية داخل القرى، وكذلك ربات البيوت، من خلال تدريبهم على كيفية عمل السباكة الخفيفة، كما فعلت شركة صرف صحى القاهرة، ولكن كان من الأولى أن تسارع شركات مياه الصعيد، وكذلك شركات مياه وجه بحرى على الاهتمام بذلك والتفكير خارج الصندوق.
المعروف أن الريف والقرى من أكثر الأماكن استهلاكا للمياه، فإذا نجحنا فى اقناع قاطنى القرى والعزب والنجوع فى ترشيد استهلاك المياه، تكون الدولة استطاعت ان تقضى على 80 % من اشكالية استهلاك المياه المتزايد وفقد المياه الذى يصل لـ30% من اجمالى انتاج المياه.
الوصول للمرأة الريفية أمر لا يعد صعبا، بشرط الابتعاد عن الحلول التقليدية التى تتبعها الدولة فى حملاتها ، فالجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدنى هى كلمة السر فى الوصول للمرأة الريفية وذلك من خلال عقد لقاءات وندوات مع المرأة الريفية، فهى الأجدر على الوصول للمرأة داخل القرى والنجوع، بخلاف شركات المياه التى تقتصر على إعداد الدورات لأئمة المساجد وأساقفة الكنائس.
ولنجاح الحملة القومية لترشيد استهلاك المياه يتطلب عدة محاور بالنسبة للمرأة الريفية، المحور الأول يتمثل فى إعداد دورات وورش للمراة الريفية والذهاب إليهم، بمعنى أن تعقد هذه الورش والدورات داخل القرى والعزب والنجوع واستغلال بعض الأمكان الشهيرة مثلا قاعاة مناسبات العائلات الكبرى، أو دوار العمدة أو شيخ البلد بالقرية لما لهذه الشخصيات تأثير كبير على المواطنين بالقرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة