هنا شارع "النبى دانيال" أشهر شوارع وسط محافظة الإسكندرية التاريخية، وأحد أهم شوارع المدينة، حيث يمتد من محطة الرمل حتي محطة مصر، ويعود تاريخه إلي بداية بناء المدينة ذاتها، وبه العديد من المباني الهامة ذات الصبغة التاريخية.
ففي بداية الشارع يوجد مسجد النبي دانيال، والمعبد اليهودى الذي يتوسط الشارع والمركز الثقافى الفرنسي الذي أنشيء عام 1886، وعلى الجانب الآخر من الشارع توجد الكنيسة المرقسية أقدم كنيسة في مصر وأفريقيا والتي بناها القديس مرقس في القرن الأول الميلادي عام 43م وتوجد بها رأسه.
بات هذا الشارع من أكثر الشوارع ضوضاء في الإسكندرية بسبب وجود المحال التجارية التي تبيع كل شىء على جانبيه بدءا من الملابس والأحذية انتهاء بالكتب والأجهزة الكهربائية، ومع حركة البيع والشراء انتشر الباعة الجائلون عند مفترق الطرقات وبالقرب من البنايات، وبدلا من أن يتميز بالهدوء لإتاحة الفرصة للسائحين والزائرين بالتمتع بالقيمة التاريخية له.
ومن جانبه قال مجدى موسى رئيس لجنة الحفاظ على التراث بمحافظة الإسكندرية، إن شارع النبى دانيال يتمتع بقيمة تاريخية كبرى، وأن اللجنة وضعت تصورا لتطوير الشوارع القديمة بالإسكندرية والحفاظ على تراثية تلك الأماكن، وعلى رأسها شارع فؤاد و شارع النبى دانيال المتقاطع معه، و ذلك من خلال جعل الشارع مخصص لحركة المشاه فقط ، لإعطاء فرصة للزائر والسائح التمتع أكثر بالحركة داخل الشارع خاصة وأن حركة السيارات تعوق ذلك حاليا.
وحول سوق الكتب المستعمل، أكد رئيس لجة الحفاظ على التراث، أن سوق الكتب المستعمل من أهم العلامات الممميزة للشارع، ويتضمن مخطط الحفاظ على تراث الشارع تطوير باكيات بائعى الكتب المستعمل مع الحفاظ على بقاء السوق كما هو، ومؤكدا حرص اللجنة على الحفاظ على تراث الإسكندرية القديم من خلال الحفاظ على تراثية شوارعها الكلاسيكى.
لكن مشهد الفوضى المرورية والضوضاء السمعية و البصرية ، تجعل أى مواطن يمرعابرا بهذا الشارع يتساءل حول جهود المحافظة والجهات المعنية للحفاظ على هذا الشارع التاريخى، بل و حفظ الانضباط به لسلامة المارة والزائرين ، خاصة وأن أولى المشروعات التى تولاها المجلس الاستشارى للتراث، فى عهد الدكتور محمد سلطان محافظ الإسكندرية السابق.
وكانت دراسة مشروع تطوير وتنمية والحفاظ على المبانى التراثية بشارع النبى دانيال بتكلفة تقدر بما يقرب من 27 مليون جنيه وفق ما أعلنته محافظة الاسكندرية فى ذاك الوقت، بهدف إشعار المواطنين بقيمة الأماكن التراثية والحفاظ على المبانى الحضارية والتراثية، التى تشكل الهوية السكندرية، إلا أن هذا المشروع لم ينفذ حتى الأن، و مازال الشارع العريق يعيش فى فوضى و ضوضاء صنعتها لغة سوق الباعة الجائلين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة