وصانا الله سبحانه وتعالي بالأبوين فى القرآن الكريم، وخاصة عند بلوغهما الكبر، والسطور التالية تروى قصة تدمي لها القلوب، حيث هان الدم وتدخل الشيطان بين ابن وأبيه، حتى شكا الابن والده فى المحاكم حتى حصل على حكم نهائى بحبسه لمدة عامين وتم القبض علي الأب منذ أربعة أشهر.
القصة تدور أحداثها في مركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية، فلا حديث لأهالي الإبراهيمية سوى عن حبس إبن لوالده المسن المريض بسبب الميراث، تواصلنا مع الطرفين لعرض الحقيقة كاملة.
" أخويا الكبير جاحد عايز يأكل حقنا وحبس أبوه المريض " قالها الشاب الثلاثيني "أحمد صبري إبراهيم " حداد، مقيم بالإبراهيمية، والذى كان أبوه متزوجا قبل أمه من سيدة وأنجب منها شقيقه الأكبر" سيد" 40 سنة و3 بنات، حيث قال : تزوج المرحوم أمى ورزقه الله منها ب4 بنات وأنا، وكانت حياته بين الأسرتين، وأنفق علينا جميعا من عمله فى ورشة حدادة يمتلكها بمدينة الإبراهيمية، وقام والدي بتزويج أشقائى البنات السبعة وأنا وشقيقي، وكانت أمورنا هادئة تماما حتي 4 شهور، حيث تبدلت حياتنا إلي جحيم.
وأضاف: منذ أربعة شهور قام ضباط تنفيذ الأحكام بمركز شرطة الإبراهيمية، بالقبض علي والدى لتنفيذ حكم نهائي ضده بالحبس عامين في قضية إيصال أمانة، مقدم من نجله" السيد" 40 سنة حداد، بسبب الميراث والطمع لرغبته في الحصول على كل شئ، حيث كان يعمل فى الورشة منذ سنوات وكان أبى يثق فيه كابن أكبر ويأتمنه علي كل أمور حياته، وذات يوم قام أحد التجار المتعاملين مع الورشة بإعطائي إيصالا كان علي والدي له بحكم المعاملات التجارية، وقام أبى الذي لا يقرأ ولا يكتب باعطائه لشقيقى الأكبر" السيد" لكى يمزقه، لكنه احتفظ به وبعد عدة سنوات عندما دب خلاف بينه وبين والدنا أستغل الإيصال وقام بتقديمه للمحكمة وحصل على حكم نهائي بحبس والده عامين.
وتابع الابن الأصغر: والدى هو من قام بدفع تكاليف زواج" سيد" شقيقى وكان يقف بجواره في كل شئ، وجهز له شقة الزوجية والأساس، وكان لى شقيق أصغر مني توفى وعمره 17 سنة غريقا في المصيف، وقام " السيد" بعدها بفترة قصيرة بإتمام زواجه مما تسبب في حالة من الجفاء فى العلاقة ببينا وبينه وبين أبيه، لأنه لم يراعى حالة الحزن التي كنا فيها ومن هنا بدأ الخلاف.
وقاطعته شقيقته الصغرى: قائلة "حسبي الله ونعمة الوكيل في الظالم"سيرتنا أصبحت على كل لسان في الإبراهيمية، بسبب أخ جاحد، أهان والده فى آخر أيامه،وآخر زيارة لوالدى فى السجن كانت من يومين، كان مكسور الخاطر يعانى من الحزن الشديد والمرض حيث يعاني من فيروس سي وتم الكشف عليه في الحملة الأخيرة للفيروس، لكن تم تنفيذ الحكم عليه قبل السير في إجراءت صرف العلاج، علاوة علي السن فعمره 75 سنة، وكان يستحق أن يعيش آخر أيامه معززا مكرما لكن الطمع والجشع الذي دب في قلب شقيقنا الأكبر"السيد" هو الذي أوصلنا إلي كل هذا.
وأردفت: مركز الإبراهيمية أخبرنا أنه سوف يتم ترحيل والدنا خلال أيام إلى سجن الزقازيق العمومى، طبقا لقوانين الحجز، وأبي طالبنا بأن نذهب لشقيقى ونتفاوض معه لكي يتصالح له ويتنازل، وقال لينا بالحرف أخبروه بأنى حاسس أني هاموت هنا من الحسرة والحزن، وبالفعل وسطنا عدد من العقلاء بالإبرهيمية لكن كل محاولتهم للصلح مع شقيقى رفضها، وكان شرطه الأساسي للتنازل هو أن يتنازل له والدنا عن الورشة بيع وشراء، والورشة ومنزلين هذا كل ما يملكه والدها وهو حق لجميع أبناءه، ووافقنا على ذلك مقابل خروج والدنا المسن من الحجز، وطلب أن يوقع والدنا له على ذلك، وعرضنا عليه أن يوقع شقيقنا"صبري" له على إيصال بذلك لكن رفض وطالب أن يقوم والدنا بالتوقيع والتنازل له، والأب في السجن.
واختتمت حديثها بالجهش الشديد في البكاء قائلة: لو مات في السجن هنحمل الذنب لشقيقنا" السيد" ولن نسامحه طول عمرنا.
فيما تواصل "اليوم السابع" مع الطرف الثانى الابن" السيد صبري" والذى أكد أنه لم يظلم والده وأن هذا حقه، موضحا أن والده تزوج من سيدة أخري غير أمه عندما كان عمره 6 سنوات وتركه ، وأنه اعتمد علي نفسه حتى سافر للعمل في دولة السعودية وهو شاب، وعندما عاد للإبراهيمية، وجد والده متعثرا ماديا، وطلب منه إعطاؤه مبلغ 150 ألف جنيه، مقابل توقيعه علي إيصال أمانة بالمبلغ وبعدها رفض أن يعطينى حقي وهذا حق أبنائى وتعبي وشقاى فى الغربة.
وبسؤاله عما إذ كان ضمير مرتاح ووالده في السجن يقضي عقوبة الحبس الموقعة عليه وهي عامين قضي منها أربعة أشهر، أفاد بأنه لم يظلمه وأن القضاء هو الذى حكم بذلك والقانون سيف على الجميع.
الاب صبري
صورة للاب داخل ورشته في الابراهيمية منذ فترة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة