تعددت صور علاج أمراض التوحد والتلازم، وفرط الحركة، والتى يعانى منها عدد كبير من الأطفال، مثلها مثل العديد من الأمراض والتى يلجأ الأطباء والمتخصصون للبحث عن وسيلة علاج للمرضى، وطرق للتكيف مع المجتمع.
سمعنا كثيرًا عن العلاج بالموسيقى، ولكن أن يتدخل الطب البيطرى فى علاج أطفال التوحد والتلازم والعديد من الأمراض المشابهة، أمر جديد فى العالم وفى مصر خاصة، وبمحافظة كفر الشيخ يتبنى طبيب بيطرى علاج تلك الحالات باستخدام الحيوانات ويعقد جلسات فردية وجماعية للأطفال وأسرهم لعلاج الأطفال، وعلى تهيئة جو مناسب لإحداث عملية التكيف بين الطفل والحيوان وبعدها تنتقل عملية التكيف بين الطفل والمجتمع سواء الأطفال أقرانه أم أطفال أصحاء، وبراعته فى ذلك تم اختياره ليمثل مصر فى مؤتمر على الشرق الأوسط، تحت شعار "معا نستطيع.. مبدعون Dr . Pets program، وسيعقد يوم 30 يونيو بالقاهرة، وخلال المؤتمر سيعرض برنامجه "دكتور بيتس، لتأهيل وعلاج ذوى الإعاقة ومرضى اضطرابات السلوك بالطيور والحيوانات الأليفة.
وقال أيمن عوض الشرقاوى طبيب بيطرى، لـ"اليوم السابع"، إنه أعد برنامجا مساعدا لعلاج أمراض متحدى الإعاقة ومرضى الاضطرابات السلوكية "التوحد، والتنمر، والمتلازمات، وفرط الحركة"، وهو عبارة عن تعاون مثمر بين الطب النفسى والطب البيطرى وأخصائى التربية الخاصة، لمساعدة متحدى الإعاقة بكل درجاتها من الشلل الى التوحد والتنمر والمتلازمات وفرط الحركة و قلة التركيز عن طريق توفير حيوان أليف له 3 مواصفات، بأن يكون الحيوان المناسب، وآمن ومتدرب، ويشترط توافر تلك الشروط.
وأضاف الشرقاوى، أن الحيوانات الأليفة مثل "القطط والكلاب" ويمكن الاستعانة بالسلاحف والعصافير و الأرانب، ولابد من اختيار نوعية معينة ومناسبة للحالة من كل الأنواع السابقة لضمان فعاليتها ونجاحها فى العلاج، كما يشترط فى الحيوان الاليف أن يكون مناسب فليس كل الكلاب مناسبة ولا كل القطط، بالإضافة أن يكون آمنا، وخاليا من الأمراض حتى لا تنتقل العدوى منه للطفل أو يكون مصدر ازعاج، ولابد من أن يكون متدربا،حتى لا يكون عبءًا على صاحب الحالة، مؤكدًا أنه يوفر جميع الحيوانات المناسبة لكل حالة من خلال برنامج أطلقت عليه "دكتور بيتس" بمعنى أن الحيوان يساعد فى علاج الحالة، وتم تطبيق التجربة بين الطب النفسى وأخصائى التربية والطب البيطرى، ونسب النجاح أكثر من 95%، من خلال الدراسة التى أجريت على هذا النوع من العلاج .
وأكد الشرقاوى، أن أصحاب مراكز تأهيل التربية الخاصة والصحة النفسية، أكدوا أن الحالات بدأت تشعر بالملل من الجلسات داخل المراكز لكونها متكررة، واستخدام أجهزة معينة أو طريقة التفاعل مع الطفل غير فعالة، بعكس استخدام الحيوان الأليف الذى يتفاعل معه يوميًا وغير مقتصرًا على مدة علاجية معينة أو الانتقال للمراكز العلاجية.
وقال الشرقاوى، إنه من خلال استخدام برنامجه تتأكد الإيجابيات منها لعب الأطفال مع الحيوان الأليف جعلهم يتناسوا العلاج، ويفهموا أن الحيوان الأليف يلعب معهم، وليس وسيلة للعلاج، وباستخدام الحيوان الأليف أعطاهم تفاعل وأعطاهم مرح أثناء الجلسات، والحيوان الأليف يتعايش مع الطفل، ويلقى اهتمامه ويعطى الحيوان الأليف الثقة لصاحبه خصوصا الذى يعانون التنمر، ومن خلال تطبيق برنامجه على العديد من الحالات أثبتت أن الحيوان الأليف والتوحد قصة نجاح، فهو وسيلة ناجحة للتفاعل والتحدث والتواصل.
كما أن الحيوان الأليف يعلم الأطفال المسئولية والنظافة ويجعلهم يمارسوا الرياضة، ووجود الطفل مع الحيوان الأليف يعالج فرط الحركة، كما أن فائدة الحيوان الأليف، يُبعد الأطفال عن تأثيرات التكنولوجيا، وتأثير الموبايلات، مؤكدا أن البرنامج تم تسجيله فى حقوق الملكية الفكرية لضمان أمان البرنامج واحترافيته بمعنى أن ليس كل طبيب بيطرى يمكنه استخدام برنامجه "دكتور بيتس"، لذا تم دعوته فى مؤتمر لفنون متحدى الإعاقة.
وأوضح "الشرقاوي"، أن لعلاج الأطفال خطوات، منها أن الطبيب النفسى أو مركز التأهيل يرسل الحالة مع تقرير موضح للحالة ودرجتها، فعلى سبيل المثال حالة التوحد، أن يكون المريض غير متفاعل ويرفض التحدث ويميل الى العزلة، فيبدأ بتوفير جميع الحيوانات المتفاعلة، ويتم اختيار نوع مُعين من الكلاب أو القط وغيرهم، ويتم تهيئة فاصل من المرح أمام الحالة ونجعل الحيوان يمر بسهولة بين أيدى الحالة، ويقف الحيوان على قدميه ترحيبا بالحالة.
وأكد أنه يتم تحصين الحيوان جيدا ضد الأمراض، وينتقل الحيوان لمنزل الطفل ليرافقه، وبعدها يحرص على التواصل مع الطفل وأسرته، ويتابع الحالة، حتى تحسن الحالة .
وقال "الشرقاوى"، إن برنامجه دكتور بيتس Dr. Pets، طريقة مبتكرة عالمية، الهدف منه مساعدة مرضى متحدى الإعاقة ومرضى الاضطرابات السلوكية، ويتم بالتعاون المثمر بين أطباء الطب النفسى وأخصائى تعديل السلوك والطبيب البيطرى المتخصص المشترك فى برنامج دكتور "بيتس" فقط.
وأضاف "الشرقاوى"، أن البرنامج يهدف لتوفير حيوان أليف مناسب، ومدرب وخالى من الأمراض، وذلك لمساعده المرضى فى العلاج وتقليل الوقت والأدوية إلى أدنى نسبة، مؤكداً رؤية البرنامج هو طريقة مبتكرة لمساعدة الإنسان فى الشفاء عن طريق الحيوان وخاصة متحدى الإعاقة ومتلازمة دون وأطفال فرط الحركة والتوحد والتنمر، بالإضافة إلى الإنسان السليم.
وقال الدكتور مينا عزت، استشارى الصحة النفسية، إن البرنامج هدفه أن يكون للحيوانات الأليفة دور فى تخفيف معاناة المرضى، وتعديل السلوك، لدى الأطفال التى تعانى من الاضطرابات النفسية والسلوكية، مؤكدا أنه تابع الدور الإيجابى للحيوانات، لإعطائها ردود أفعال إيجابية أفضل من الألعاب الروتينية، والإنترنت والكمبيوتر والذى يؤدى لمزيد من الاضطرابات والتشتت وضعف التركيز، بالإضافة أن الحيوانات الألفية تنمى المهارات الشخصية، وتزيد الثقة بالنفس.
وأكدت هند عبور، أخصائى تربية خاصة، أنها تحمست للبرنامج بمجرد الإطلاع عليه، ومن خلال متابعة تطبيق البرنامج لاحظت أن الأطفال تستجيب مع الحيوانات، فالطفل الذى لديه خجل أو عدم ثقة بالنفس، من خلال التواجد مع الحيوان يشعر بامتلاكه وحده ويعلب معه، ويعطيه ثقة بنفسه، أما أطفال التوحد، يخرجه من عالم الوحدة الذى يشعر به فيلعب معه ويقلده فى الأصوات ويعلب معه ويعطيه تواصلاً بصريًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة