الأرقام لها أسرار، يتعامل معها الإنسان على أنها رموز، البعض يرى فيها بشرى مقبلة أو نذير شؤم وشر، والبعض يعتبرها تحمل رسائل وألغاز، وكثيرًا ما ارتبطت الأرقام برموز ودلالات معينة فى الديانات الإبراهيمية الثلاث (اليهودية – المسيحية – الإسلام).
ويأتى موضوع رمزية الأرقام، ذات أبعاد واسعة كل يأخذها من نظرتهِ ومن زاويته التى من خلالها ينطلق فى التأويل على أساس الثقافة التى يحملها أو (اكتسبها).
الرقم 1
رمز التوحيد ووحدة الإله فى جميع الأديان السماوية، ولهذا يرتبط الرقم (1) فى الكتـاب المقدس بالله الواحد (تث6: 4، يع 2: 19)، وبالمسيح الرأس (إش 44: 6، رؤ1: 17، 2: 8، 22: 13)، وبالكنيسـة باعتبـار وحـدة أفرادها (أف4: 3 - 6، يو10: 16، 17: 10، 21-23)، وفى القرآن الله هو الواحد الأحد.
الرقم 3
فى الكتاب المقدس أن الإنسان كائن ثلاثى (جسد ونفس وروح - 1تس5: 23)، وأن لله أقانيم ثلاثة (الآب والابن والروح القدس - مت 28: 19)، وهو رمز الثالوث المقدس الرمز الأبرز فى المسيحية، و جاء ذكر هذا العدد فى القراّن الكريم 17 مرة -12 مرة لمعدود مذكر و5 مرات لمعدود مؤنس، واسماء الله الحسنى 99 وهى عدد من مضاعفات 3، وفى الوضوء غسل كل عضو ثلاث مرات، وفى الصلاة عند الركوع يقال سبحان ربى العظيم ثلاث مرات، واستغفار الله ثلاث مرات بعد السلام وختام الصلاة.
الرقم 5
يعتبر الرقم 5 تميمة مشهورة لإبعاد الحسد والشر، ويعرف فى منطقة الشرق الأوسط ما تسمى بـ"الخمسة وخميسة"، خيث يسميها المسلمون يد فاطمة نسبةً إلى فاطمة الزهراء، ويسميها اليهود يد مريم نسبة إلى مريم أخت موسى وهارون. وللرقم أهمية خاصة فى الإسلام تظهر فى أركانه الخمسة، والصلوات المفروضة الخمس، وفى اليهودية تظهر فى كتب التوراة الخمسة.
الرقم 7
يعد الرقم 7 من الأرقام ذات المدلولات والرموز الخاصة المشتركة عند أصحاب الديانات الإبراهيمية (السماوية) الثلاثة، حيث ذكر فى العهد القديم أنه قد حَذر الله نوح قبل الطوفان، ثم أنزل المطر بعد سبعة أيام، وبعد سبعة أيام من الطوفان أرسل نوح الغراب والحمامة، وفى حلم فرعون الذى فسره يوسف كان عدد البقرات سبع، وعدد السنابل سبعة.
كما يرتبط الرقم بالشمعدان اليهودى أو ما يعرف بـ«المينوراه» رمزًا من الرموز القومية والدينية المقدسة لدى شعب إسرائيل، وهو عبارة عن درع مجزأ إلى سبعة فروع حاملة للشموع، وكان اليهود يحتفلون باليوم السابع للعبادة، وبالسنة السابعة، وكانت أعياد الفطير والمظال سبعة أيام، وكانت الذبائح فيها سبعة, وكان الدم يرش على المذبح فى يوم الكفارة سبع مرات.
أما فى المسيحية فنجد الأسرار السبعة المقدسة "سر المعمودية، سر الميرون، سر الأفخارستيا، سر التوبة والاعتراف، سر مسحة المرضى، سر الزيجة، سر الكهنوت"، والخطايا السبع المميتة "الشراهة، الكسل، الغرور، الشهوة، الغضب، الانتقام، الحسد".
أما فى الإسلام فهو عدد آيات سورة الفاتحة، وعدد مرا الطواف حول الكعبة، وعدد مرات السعى بين الصفا والمروة، وعدد رمى الجمرات فأن المسلم يرمى سبع جمرات، كما للرقم سبعة حظ وافر فى الأحاديث النبوية، كما ذكر فى القرآن الكريم مرات عدة.
الرقم 12
يرتبط أيضا الرقم 12 برموز ودلالات معينة فى الديانات الثلاث، فنقرأ فى العهد القديم عن 12 سبطاً، يرتبط به والقضاة المذكورون فى سفر القضاة عددهم 12. وفى العهد الجديد أقام الرب 12 رسولاً أرسلهم إلى شعبه الأرضي، كما نقرأ عن 12 قفة مملوءة كِسراً فاضلة من معجزة إشباع الآلاف.
والبروج فى السماء عددها اثنا عشر، ولهذا كان هو عدد شهور السنة (رؤ22: 2) كما أنه هو عدد ساعات النهار (انظر يو 11: 9)، ومثلها ساعات الليل. وبالتالى فهو الرقم الذى يعبر عن إدارة الله وتنظيمه فى الخليقة.
الرقم 13
هو نذير الشؤم، والرقم الذى يمثل الشر لدى غلبية كبيرة من الناس، وبتتبع هذا الرقم فى الكتاب المقدس نجد أنه يرتبط بالخطية وبالشيطان الذى يريد أن يشوه نظام الله فى الخليقة، كما يرتبط كذلك بقضاء الله ودينونته على هذه الحالة، وأول ذِكر لهذا الرقم فى الكتاب كان مرتبطاً بالعصيان والحرب (تك4:14). وفترة الذل فى حياة يوسف كانت 13 سنة.
والعجيب أن أسماء الشيطان فى اللغة اليونانية قيمتها العددية هى دائماً مضاعف الرقم 13. فعلى سبيل المثال « إبليس والشيطان » (رؤ9:12) القيمة العددية لحروفه =2197=13×13×13!.
الرقم 18
هو أحد الأرقام المقدسة فى اليهودية بالتحديد، غالبا ما تحتوى التبرعات التى يقدمها اليهود على الرقم 18، مثلا 20.18$، أو مضاعفات 18 مثل 36$، وهذا يسمى «إعطاء (شاي)» Chai فى اليهودية، ماذا تعنى كلمة (شاي) ياترى؟، تعنى كلمة (شاي) الحياة. إن لكلمة (شاي) معنى عددياً وآخراً رمزياً فى الدين اليهودي، فالكلمة تتألف من حرفين من الأبجدية، (شيت – ח) و(يود – ꞌ). هذان الحرفان معا يشكلان الكلمة (شاي) التى تمثل كون المرء على قيد الحياة.
الرقم 666
كان بعض المسيحيين فى الأزمنة القديمة يخاف من هذا الرقم، الذى يوصف بأنه رقم الوحش؛ بسبب الاعتقاد أنه يشير إلى الشيطان، أو المسيح الدجال، كما ذُكر فى الآية (18: 13) من رؤيا يوحنا.{هُنَا الْحِكْمَةُ! مَنْ لَهُ فَهْمٌ فَلْيَحْسُبْ عَدَدَ الْوَحْشِ، فَإِنَّهُ عَدَدُ إِنْسَانٍ، وَعَدَدُهُ: سِتُّمِئَةٍ وَسِتَّةٌ وَسِتُّونَ}.