لا أعرف لماذا تذكرت الفنانة القديرة ليلى طاهر فى مسرحية هاملت إخراج استاذنا الراحل د، هانى مطاوع على المسرح القومى فى 2004، فقد دارت فى ذهنى مواقفها بمناسبة تأجيل عرضين مسرحين حاليين فى مسرح الدولة فى اسبوع واحد بدعوة التكريم والاحتفالات فكان تأجيل العروض، لنتلقى درساً مسرحياً جديداً لم يعتاده او يسمح به رواد المسرح الجاد.
كان عرض هاملت يضم كوكبة من رموز المسرح القومى مع ليلى طاهر وهما القديرعبد الرحمن ابو ظهره ،والرائع رشوان توفيق بجانب وجوه صاعدة برزت بسرعة وكان لها صدى جماهيرى معروف قبل افتتاح العرض وهما الفنان فتحى عبد الوهاب والفنانة ريهام عبد الغفور، وقد استدعونى للعمل فى العرض بناءً على طلب زميل دفعتى الراحل احمد السيد لأكون معه، وفى اليوم التالى لمجيئى للمسرح كلفنى د. هانى مطاوع رحمة الله عليه بتولى مسئولية خشبة المسرح، وقد لاحظت فى عرض امتدت بروفاته لمدة عام تقريباً، وجئت فيه قبل افتتاحه بشهر واحد انشغال الفنانة الكبيرة ليلى طاهر بالتصوير، حيث تسافر يومياً خارج العاصمة وتحضر من التصوير للبروفات متأخرة قليلاً، حتى أن الفنان عبد الرحمن ابو ظهره غاب يوماً عن البروفات ولم يكن محبذاً لديه حمل موبيل انذاك، ولم نستطع الوصول اليه عبر تليفون منزله، وحينما سألته، لماذا لم تحضر يا استاذ ؟ حضرتك كان لديك تصوير ؟ فأجابنى لم يكن لدى شىء بل تخلفت رداً على جلوسى اول امس انتظر بروفة مشهدى وقد تأخر المشهد اكثر من ساعة.
وحقيقة انتابنى القلق من تأخير الفنانة القديرة ليلى طاهر فى بروفات العرض، فالمسرح القومى لديه سيستم، وليلى طاهر تقطع محافظات العاصمة المختلفة يومياً للتصوير، وتحضر بسائقها على البروفة مباشرةً دون راحة، وقبل بداية العرض بيومين فقط دخلت ليلى طاهر المسرح القومى موضحة أن التصوير أنتهى، فحمدت الله، وظللت قلقاً، فأى مشكلة تقع على خشبة المسرح مشكلتى الان طبقاً لتكليف د. هانى مطاوع فى توزيع مهام العرض، بعدها تحركت ليلى طاهر كالفراشة تغرد داخل المسرح اداء والتزاماً، تأتى قبل العرض بساعتين تقريباً، لم تنتظر مرة واحدة طيلة احداث المسرحية، أن يستدعيها احد من إدارة المسرح وعددهم اربعة، تعرف وقت دخولها جيداً، والفواصل الزمنية بين الدخول لمشاهدها بإتقان، وقتها ايقنت كلمة السيد راضى فى اوائل التسعينيات لنا بالمسرح الكوميدى الذى انتميت اليه منذ تعيينى، بأن العرض المسرحى يلغى أى شىء، واتذكر اثناء العرض ذهبت لمسرحى الكوميدى ظهراً فوجدت مديرى الفنان رياض الخولى فى مكتبه، وحينما دخلت لأصافحه ،سألنى بطريقته المعهودة عامل اية يا عمدة فى المسرح القومى ؟، فأخبرته كله تمام، لكن هناك ما يدهشنى فى القديرة ليلى طاهر، وسردت له مشهد النهاية حيث ترتمى ليلى طاهر على الارض وبينها وبين ستارة المسرح القومى شبراً واحد لاغير، واطراف ستارة المسرح سميكة، ليست قماشاً خالصاً ولديها صوتاً مسموعاً عند غلقها وقدراً من القوة، وينتابنى القلق على رأس ليلى طاهر يومياً، الا أن قلقى زال الان لاننى احسست انها محددة مساحة المسرح بإتقان، فأجابنى الفنان رياض الخولي، هذه سيدة ماشية ولديها خبرة نصف قرن من الزمان، اطال الله فى عمر ليلى طاهر، التى ذكرتنا، بزمن كنا نأمل أن نحياه الان، ولاعزاء للعروض التى تغلق على هوى اصحابها دون تنظيم مسبق او خطة واضحة .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة