عمرو صحصاح

حنان مطاوع تاجرة المخدرات التى كرهها الجمهور ثم عشقها وبكى عليها

الإثنين، 17 يونيو 2019 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

منذ بداية متابعتى لحلقات مسلسل "لمس أكتاف"، للنجم ياسر جلال، والكاتب هانى سرحان، للمخرج حسين المنباوى، ومع بداية ظهور شخصية تاجرة المخدرات "عايدة الحناوى"، التى جسدتها الفنانة حنان مطاوع، وجدت نفسى أنتظر بلهفة كل مشهد تظهر فيه عايدة، وليس أنا فحسب بل كل متابعى العمل، الذى حقق نجاح جماهيرى ونقدى كبير طوال وبعد عرضه بموسم رمضان المنقضى.

 

حنان مطاوع نجحت بتفوق فى رسم شكل جديد لتاجرة المخدرات على الشاشة، جعلت الجمهور يتفاعل معها بل حيرته فأحبها وعشقها وكرهها ثم تعاطف معها، ربما ساعد حنان على تقديم الشكل الذى أعجب وحير الجمهور معها، هو وجود تفاصيل كثيرة ودقيقة ومركبة للشخصية كتبها المؤلف هانى سرحان بحرفية، حيث لم يجعلها تاجرة المخدرات متجمدة المشاعر التى لا يشغلها سوى تحقيق مبدأ القوة وكسب الأموال فقط من وراء تجارتها الممنوعة، بل جعلها بالفعل إنسانة من لحم ودم تحب وتكره وتضعف رغم قوتها وسطوتها إلا أنها تضعف أمام طفل تتنمى إنجابه لكن لم يرزقها الله به، كل هذه التفاصيل استغلتها الموهوبة حنان مطاوع ووضعت عليها لمساتها الخاصة، لذلك ظهرت عايدة الحناوى بهذا الشكل المبهر.

 

من السهل كممثل أن تجعل الجمهور يحبك طوال أحداث العمل الذى تقدمه ومن السهل أيضا أن تجعله يكرهك على طول الخط، لكن أن تحيره معك وتجعله متناقض الأحاسيس حين يشاهدك فهذا هو الأصعب، الذى لا يحقق المراد منه سوى ممثلة على قدر كبير من الاحترافية مثل حنان مطاوع، تستطيع أن تضع مقادير الإحساس المطلوبة بالضبط فى كل مشهد دون مبالغة أو "أفورة"من حيث تون الصوت وتعبيرات الوجه التى تٌغنيها عن الكلام فى كثير من الأحيان وترسل كل ماتريده للمشاهد من نظرات عيناها فقط.

 

حنان مطاوع مع بداية ظهورها فى الحلقات الأولى للمسلسل وبالتحديد فى مشهد إستعراضها لشخصية عايدة الحناوى، عندما ذهبت لتوزع الفلوس والطعام فى الحارة التى تقطن بجوارها كى تكسب عطف الأهالى، حتى جاءت إحداهن "نوال سمير" وصرخت فى وجهها رافضة منحتها هذه التى تعتبرها مقابل مادى، بعد أن أضاعت ابنها فى تجارة المخدرات وتم القبض عليه، حتى تحولت "مطاوع" وكشرت عن أنيابها لهذه السيدة، لتتحول "رقة وطيبة عايدة" إلى سيدة حارة لا يقدرها أحد، كمية التحول فى هذا المشهد لحنان مطاوع يؤكد أنك أمام عجينة تمثيل نادرة، قادرة على التقمص والتلون والتنقل بسهولة من إحساس لأخر دون أن تشعر كمشاهد بهذا التحول.

 

مع استمرار تواجد شخصية "عايدة الحناوى" وتصاعد أحداثها فى باقى الحلقات، تبين مدى قدرة حنان مطاوع على مراوغة الجمهور، الذى أصبح يحبها ويكرهها يغضب منها ويبكى على أحزانها، من هنا تظهر عظمة الممثل الذى يجعل الجمهور حائرا فى أمره، فيصدق كل مايقدمه ويتعاطف معه تارة، وتارة أخرى يكره أفعاله.

 

ظهر ارتباط الجمهور الشديد المتابع لمسلسل "لمس أكتاف" بشخصية عايدة الحناوى عندما تم قتلها فى الحلقة قبل الأخيرة، فرغم ما قدمته هذه الشخصية من أذى، إلا أنه تقبل بصدر رحم توبتها ورغبتها فى بداية حياة أخرى خالية من كل أنواع الحرام، لذلك حزن عليها بشدة، تمسك الجمهور أيضا بتواجد "عايدة الحناوى" فى المسلسل لم يكن لانغماسه مع أحداث الشخصية فحسب، ولكن لاستمتاعه بأداء حنان مطاوع كممثلة الذى تعامل معها كـ ميسى فى الملعب كلما ذهبت له الكرة استمتع بأدائه ومهاراته، كذلك حنان كلما ظهرت فى المسلسل استمتع بأدائها ومهاراتها، فكل مشهد تظهر فيه كانت بالفعل بمثابة مباراة تمثيلية يقف الجميع أمامها لينبهر ويستمتع فقط.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة