مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة معدلات الرطوبة فى الجو بصورة مبالغ فيها، حتى وصلت إلى 85% فى القاهرة و95% فى المدن الساحلية، فى حين أن معدلاتها الطبيعية يجب أن تتراوح بين 30 إلى 40 %، باتت النصيحة واجبة لكل الأسر المصرية، خاصة ربات البيوت بضرورة حسن التعامل مع جهاز "التكييف"، وكل ما يتعلق باستخدامه وضبطه والتمتع به إن جاز التعبير.
التكييف هو أكثر الأجهزة المنزلية استهلاكا للكهرباء، وقد يصاعف فاتورة استهلاكك مرتين أو ثلاثة حسب عدد الأجهزة الموجودة ودرجات حرارة الجو ومستوى التبريد المطلوب، والأماكن المفتوحة والمغلقة،خاصة أن هذا الجهاز الهام لم يعد استخدامه من قبيل الرفاهية أو دليل على الثراء، بل بات ضرورة فى ظل حالة الاحتباس الحرارى التى تعيشها القاهرة الكبرى ومعدلات الارتفاع فى درجات الحرارة التى لا تقل طوال فصل الصيف عن 35 درجة على أقل تقدير، وتسجل 46 درجة كأعلى معدل.
أسعار الكهرباء الجديدة سوف يتم تطبيقها اعتبارا من الشهر المقبل، لتشمل الزيادات التى أعلنت عنها وزارة الكهرباء، وتصل إلى 15% فى المجمل على مختلف الشرائح، إلا أنها فى الشرائح عالية الكثافة التى تتقارب فيها معدلات الاستهلاك بين المواطنين، وهى الشرائح "الثالثة والرابعة و الخامسة"، التى يكون فيها الاستهلاك من 200 كيلو وات حتى 650 كيلو وات قد تصل مستوى الزيادات إلى أكثر من 20% خاصة أن الشريحة الثالثة مغلقة ولا تحصل على دعم الشريحتين السابقتين لها.
معدلات تشغيل أجهزة التكييف تتزايد جدا فى أوقات الليل، ارتباطا بعدم القدرة على النوم فى أجواء الرطوبة الشديدة وارتفاع درجات الحرارة، بالإضافة إلى عدم قدرة الأطفال على النوم دون تشغيل أجهزة التكييف على درجة حرارة مناسبة، فى حين أن المراوح العادية باتت أقل كفاءة وغير قادرة على تخفيض درجة حرارة الغرفة بالصورة المأمولة.
يجب على كل أسرة مصرية أن تراعى عند تشغيل أجهزة التكييف أن تجعلها على معدل حرارة 25 درجة، حتى يقل الضغط على الأجهزة وتتمكن من الوصول بدرجة حرارة الغرفة إلى هذا المعدل، بينما إذا تم ضبط التكييف على درجات أقل يضاعف من استهلاك الكهرباء، نظرا لعدم قدرة الجهاز فى الوصول بدرجة حرارة الغرفة إلى هذا المعدل، وبالتالى تستمر دورة عمل التكييف دون توقف.
فاتورة الشهر الجديد سوف تصل خلال أسابيع قليلة ومع تشغيل أجهزة التكييف واستمرار الموجة الحارة، سيزيد معدل استهلاك فاتورتك الشهرية 80% على الأقل خاصة أننا خرجنا من شهور الربيع ولم نكن نستعمل أجهزة التكييف بهذه الكثافة كما هو الأمر الآن، فعلينا أن نستعد لتقبل تلك الفاتورة، التى لا ذنب على الإطلاق لوزارة الكهرباء فيها أو المحصل أو شركة القراءة، ولكن القدر يلعب دوره دائما أن زيادات الكهرباء تكون فى شهر يوليو، الذى يتزامن مع الحرارة الشديدة فى فصل الصيف.