يوما بعد يوم يثبت النظام التركى برئاسة رجب طيب أردوغان عدائه للمثقفين والمبدعين الأتراك.
ومؤخرا بدأت تركيا تحقيقات مع عدد من الروائيين الأتراك، بينهم الروائية إليف شفق صاحبة الرواية الشهيرة "قواعد العشق الأربعون"، وهو ما وصفه نشطاء بأنه تهديد خطير لحرية التعبير.
ووفقا لما ذكرته جريدة "الجارديان" البريطانية، جاء هذا التحقيق بعد الجدل الذى اشتعل على مواقع التواصل فى تركيا حول التحرش بالأطفال، واتهم خلاله بعض الروائيين والروائيات بالترويج لمثل هذه الجرائم.
ومن بين الكتاب الذى يتم معهم التحقيق، الروائية الشهيرة إليف شافاق، الكاتب عبد الله شفقى، والروائية عائشة كولين، موجهين إليهم اتهامات "إساءة معاملة الأطفال والتحريض على أعمال إجرامية".
ولم تكن الأسماء سالفة الذكر فى مسلسل مطاردة سلطات "أردوغان" المستبدة ضد المبدعين الأتراك، فالعديد من الكتاب والروائيين الأتراك تمت مطاردتهم وحبسهم أيضا فى قضايا مشابهة.
ومن هولاء الكاتب دوغان أخانلى، المولود عام 1957 فى تركيا، ويعيش منذ 1992 فى كولونيا غرب ألمانيا، ويعتبر الكاتب من المناهضين للنظام التركى، وسبق أن لوحق أمام القضاء التركى، فبعد الاشتباه بضلوعه فى عملية سرقة عام 1989 أوقف لدى وصوله إلى إسطنبول فى 2010، ثم أفرج عنه وتمت تبرئته قبل أن تقرر محكمة استئناف محاكمته مجددا.
كما تمت محاكمة الكاتب مراد بلج إثر نشره مقالا فى صحيفة "طرف" فى سبتمبر 2015، لمح فيه إلى أن الرئيس التركى هو الذى أشعل النزاع فى جنوب شرقى البلاد مع الأكراد لتحقيق مكاسب انتخابية.
أما روائى نوبل الكبير أورهان باموق، يبدو الخلاف بينه وبين الرئيس التركى واضحا للجميع، حيث سبق وقال أردوغان: "يتكلمون عن تركيا الجديدة، ها هى تركيا الجديدة، إنها استمرار لتركيا القديمة، وها هم الكتاب على أبواب المحاكم"، وكان باموق لوحق قضائيا عام 2005 بعد أن وصف ما تعرض له الأرمن من مجازر خلال حكم السلطنة العثمانية بأنه "إبادة".
وفى سنة 2015 حمل أورهان باموق الرئيس التركى رجب طيب أردوغان مسئولية انعدام الاستقرار وزيادة الحوادث الأمنية فى تركيا بعد الانتخابات البرلمانية فى السابع من يونيو الماضى، مؤكدا أن سبب هذه الأحداث يعود لفشل حزبه فى الحصول على أغلبية تمكنه من تشكيل حكومة بمفرده.
وفى سنة 2014 فقال باموق معلقا عن الوضع داخل تركيا: "الأسوأ هو الخوف.. ألاحظ أن الجميع خائفون وهذا ليس طبيعيا"، جاء ذلك فى حديث نشرته صحيفة "حرييت" التركية.
بعدما قضت 3 أشهر فى السجن أفرجت السلطات التركية عن الكاتبة أسلى أردوغان، لكن التحقيقات لا تزال مستمرة حيث تواجه الكاتبة اتهامات بالإرهاب، وعملت أسلى أردوغان، التى اشتكت من مخاوف صحية وهى وراء القضبان، مع صحيفة "أوزغور غونديم"، اليومية الكردية التى أغلقتها الحكومة لصلاتها المزعومة بحزب العمال الكردستانى المسلح، وذلك على أثر أغلاق تركيا أكثر من 150 من وسائل الإعلام فى الأشهر الأخيرة بعد محاولة انقلاب فاشلة فى يوليو، وكان بعضها مرتبط بحركة الداعية عبد الله جولن، الذى وجه إليه اللوم فى محاولة انقلاب، وهناك أكثر من 100 صحفى يقبعون فى السجون التركية.
كما كان قد صدر حكم بسجن المخرج التركى على أفجى، إثر إدانته بالانتماء إلى جماعة الداعية المعارض فتح الله جولن، الذى تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016.
وبحسب تقارير صحفية، فأن النظام التركى، استغل أحداث يوليو 2016، فى عملية اعتقال واسعة للمثقفين والكتاب الأتراك، حيث يقبع نحو أكثر من 120 صحفيًا فى معتقلات أردوغان، من بينهم الكاتبة والفنانة زهرة دوغان، رئيسة تحرير الأنباء النسائية، بسبب لوحة فنية نشرت بالوكالة، حكم عليها على أثرها بالسجن 3 سنوات، بالإضافة إلى مراد سابونكو، رئيس تحرير جريدة "جمهورييت" والذى حكم عليه بالسجن 7 سنوات بتهم تتعلق بالإرهاب.