يظل مركز قوص بمحافظة قنا، أحد أهم المراكز التى لدى الغالبية فيه ميول صوفية، والتى تشتهر ببناء المقامات والأضرحة، ويٌكثر فيها الزائرون من محبى ومريدى الطرق الصوفية، نظراً للمكانة العلمية والكرامات التى كان يتميز بها هؤلاء النقباء خلال الفترة التى كانوا يعيشون فيها، وأصبح لهم طلاب ومريدون يأتون لزيارتهم والتبرك بهم خاصة أن كرامتهم تتمثل فى نسبهم بالى البيت عليهم السلام.
ومع ظهور المذهب الشيعى فى مصر فى القرون السابقة، كان ابن دقيق، وسيدى عبد الرحيم القنائى، الحائط والسد المنيع لمنع انتشار هذا الفكر فى الصعيد وفى مصر بصفة عامة، واستخدم ابن دقيق مركز قوص بمحافظة قنا بوابة لمحاربة نشر المذهب حتى استطاع بمساعدة القنائى فى نشر المذاهب الأربعة وتدرسيها.
على بن دقيق العيد أحد أشهر الأولياء الصالحين فى مركز قوص، شمال محافظة قنا، تعب كثيراً خلال رحلته العلمية، متنقلاً بين المحافظات والقرى طالباً العلم، رحل وارتحل لطلبه، وكانت بدايته من مركز قوص شمال محافظة قنا، شاباً تقيا ورعاً، وكانت "قوص" تتميز بكثرة المدارس العلمية الفقهية فى ذلك الوقت، حفظ القرآن على يد والده الأمام مجدى الدين القشيرى، وتتلمذ على يده فى دراسة المذهب المالكى، ثم درس الفقه الشافعى على يد العلامة بهاء القفطى، ورحل إلى القاهرة التى كانت تشهد ثورة علمية كبيرة، حيث كانت قبلة طلب العلم.
خلال تواجده فى القاهرة استثمر "ابن دقيق" هذه النهضة العلمية وبدأ فى مجالسة العلم والعلماء من أشهرهم سلطان الأئمة أبن عز بن سلطان حتى وفاته، وأخذ منه فقه المذهب الشافعى، بعدها رحل إلى بغداد سمع من مشايخها الإمام أحمد بن عبد الدايم، ومنها إلى الإسكندرية، ورجع بعد ذلك إلى مهبطه بقنا، لكى يتولى التدريس فى المدرسة النجيبية فى عام 707 هجرية، ثم رحل إلى القاهرة مرة أخرى ليتعلم من كافة المدارس حتى ذاع صيته ولقب بـ"قاضى القضاة"، وبسبب التفاف طلبة العلم حوله، وكانوا يأتون إلى الصعيد لطلب العلم.
كان ابن دقيق مكانه كبيرة بين حكماء العرب والسلاطين فى ذلك الوقت، وعندما توفى قاضى القضاة فى زمن السلطان منصور بن لاجين أحد سلاطين الدوله المملوكة، لم يجدوا شخص وقعت فيه صفات سفيان الثورى والإمام ابن ادريس الشافعى، وإبراهيم بن أدهم فكان الاختبار للأمام أحمد بن دقيق سلك منهجهم فى فضائل العلم، لكنه رفض فى البداية أنه كان زاهداً فى الحياة فكان يقول "والله ما أقدمت على فعلاً أو كلمة إلا وجهزت الجواب له بين يدى الله، وقبل لأنه كان يعلم أنه الاحق بمصالح الناس فى ذلك الوقت.
لقب ابن دقيق العيد لأنه هذا لقب جده الأعلى وله مكانة مرموقة عند الصعيد وكان من أسرة ثرية، واكتسب بهذا اللقب بسبب لبسه ثياب لون أبيض يوم العيد فأشاروا عليه كأنه ابن دقيق العيد وهو جده لكثرة بياضه والتشبيه فى الوجه والملامح، وتأتى السيدات وكبار السن للتبرك بمقامه المدفون به بمسجده وسط مدينة قوص.
وقال أحمد محمود لابن دقيق له كرامات فى بدون كان المذهب الشيعى سيسطر على محافظات الصعيد، وتولى هو وسيدى عبد الرحيم القنائى تدريس الفقه بمذاهبه الأربعة، وحارب ذلك الفكر البغيض القائم على سب الصحابة وآل البيت.
وقال محمود إن مركز قوص يحتفل سنوياً بذكرى مولده، وتقام الاحتفالات ويأتى المريدون لزيارته فهو صاحب كرامات وله فضل كبير أن تظل مصر بلد متصوفة تحب آل البيت وتقدرهم، وتأتى السيدات والصغار والفتيات والكبار لزيارته وقراءة الفاتحة وطلب الدعاء كل وفق حاجته، وقيل إنه حارب إنشاء الحسينيات فى صعيد وقضى على ذلك بنشر العلم وفهم الدين الصحيح.
مدخل مسجد ابن دقيق العيد بقنا
احد الزائرين يتحدث عن ابن دقيق العيد
مقام دقيق العيد بقنا
لوحة تتحدث عن إبن دقيق العيد بجوار المقام
الحديث عن ابن دقيق العيد
رواد ابن دقيق العيد
مقام ابن دقيق العيد والتبرك به فى قنا
لوحة عن كرامات ابن دقيق العيد
مقام ابن دقيق العيد بقنا
مدخل المقام بقنا
سيرة ابن دقيق العيد
ابن دقيق العيد
احد الزائرين للمقام
مقام القنائى بقنا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة