سيدات أثبتن قدرتهن وصمودهن في تحدي الصعاب فكان بهن صمود الرجال في الشدائد، ويؤكدن أنهن قادرات على تحمل المسؤولية الكبيرة التي تقع على عواتقهن عقب وفاة أزواجهن، تاركين لهن مصيرًا مجهولًا، وتتحمل الأم مشقة الطريق بدون السند الحقيقى، لتواجه صعوبات لم تكن تتوقعها كان يحملها رب الأسرة.
وهذا هو حال كوثر مسعود ربة منزل 43 عاما، توفى زوجها لتواجه متاعب الدنيا وحيدة، وتشكى لسان حالها لعلها تجد الحل والراحة عما تحملته، حيث استعرضت مشكلتها مع "اليوم السابع"، التى بدأت برحيل زوجها منذ 7 سنوات، تاركا لها إرثا ثقيلا مكون من 3 أبناء ابنين وبنت، ومنزل والدتها التي تتقاسمه مع شقيقها، بلا مصدر دخل لتواجه مصيرها وتشق الصخر للحصول على قوت يومها.
فى البداية، قالت كوثر مسعود، ابنة مركز كفر شكر بالقليوبية، إنه توفى زوجها منذ 7 أعوام، ولم يترك لها شيئًا، أو مصدر دخل أساسى تعتمد عليه خلال، حيث كان يعمل بنظام اليومية "حلاق"، ولا يوجد أى مصدر دخل ثابت، إلى جانب أنهما كانا يقطنان بمنزل والدتها، و3 أبناء، موضحة: "جوزى مات من 7 سنوات، وتركنى أنا و3 أبناء بدون أى دخل، لأنه كان يعمل باليومية "حلاق"، ومفيش أى مصدر للدخل، وكمان البيت اللى ساكنين مع والدتي رحمها الله، غير فواتير الكهرباء والمياه، وأكل البيت، ومصاريف أولادى".
وتابعت "كوثر"، أنها عقب وفاة زوجها خرجت للعمل لتوفير احتياجات المنزل وأبنائها، لتسعى جاهدة فى التغلب على كل المصاعب، قائلة: "اشتغلت فى النظافة بالوحدة الصحية بالقرية لكن المرتب لا يكفى حتي دفع فواتير الكهرباء والمياه، حيث إنني غير معينة، وفيه شهور يتم جمعها على بعضها علشان أستلم مرتبي اللي ممكن يكون 3 شهور 500 جنيه، وكمان مفيش تأمين صحي أو اجتماعي".
وتابعت: "على الرغم من مرضى بضعف بالسمع والبصر صممت إنى أشتغل ومقعدش فى البيت لأن مفيش حد يصرف عليا وعلى أولادى، وبصراحة مفكرتش أروح لأطباء وقولت اللى أدفعه للطبيب أوفره لبيتى وأولادى، وكملت شغل، لأن مفيش حتى معاش تكافل وكرامة مش بقبضه، وقدمت فيه كتير لكن مفيش أي استجابة حتي الآن، وكمان ابني في الثانوية العامة ورافض ياخد دروس علشان هو عارف بالحال وبيذاكر وبياخد المذكرات من أصحابه".
وأوضحت: "لفيت كتير على مكاتب التضامن فى المديرية والإدارة التابعين لها فى بنها، ومحدش يرد عليا، ويقولولى ورقك فى الوزارة روحى اسألى هناك والمشكلة مش من عندنا، ومين اللى هيروح يسأل، وأنا تعبت من كتر اللف بدون أي جدوى، وأخويا كل واحد ربنا يعينه على حاله وملاهي الدنيا تشغل الأهل عن بعضهم".
وأشارت، إلى أن أحد الأطباء بالوحدة الصحية بالقرية سعى لها فى الحصول على راتب من خلال عملها بالنظافة بالمدرسة وبالفعل حصلت على خطاب معتمد من الإدارة الطبية بكفر شكر، إلا أنه بعد أن عملت طوال شهرين وفوجئت بعدم إدراجها على قوة الإدارة وعدم وجود راتب لها من الأساس، وهو ما صعب عليها الحال والموقف، موضحة "بعقد ساعات ببص لصورة زوجى وأقوله سبتنى لمين".
وناشدت "سحر" وزارة التضامن الاجتماعى، والدكتور علاء عبد الحليم مرزوق محافظ القليوبية، بتوفير وظيفة تعمل خلالها لتكون مصدر دخل أساسى لها، وتوفير معاش التضامن الخاص خاصة بعد وفاة زوجها للإنفاق على أبنائها وتوفير حياة كريمة لهم، واستكمال مراحلهم التعليمية بين أقرانهم بالقرية.