أكثر من ميزة يوفرها تنظيم كأس الأمم الأفريقية فى مصر، فهو فرصة للتواصل مع الأشقاء فى قارتنا أفريقيا، ومساحة لتقديم مصر للقارة ولدول العالم، وفى حال استغلالها جيدًا يمكن أن تكون جزءًا من ترويج سياحى كبير، وقد وفر الحدث فرصًا لتطوير العديد من الخدمات واختبار لقدرات الجهات المختلفة لتنظيم حدث قارى كبير. فى مرحلة تشغل مصر مساحة اهتمام من خلال عدد كبير من أبنائنا المحترفين فى الفرق العالمية. ربما يكون أبرزهم محمد صلاح الذى يسجل صعودًا رياضيًا وإنسانيًا لافتًا يديره بذكاء ووعى فطرى واضح.
قدم صلاح لمصر وللسياحة فى البحر الأحمر دعاية مجانية فى إجازته الأخيرة، وانتشرت صوره فى وسائل الإعلام ومواقع التواصل بشكل كبير، وربما كان يمكن استغلالها بشكل أكبر لو انتبه خبراء التسويق السياحى، لأن محمد صلاح قدم بهذه الصور خدمة تطوع بها، كانت يمكن أن تكلف كثيرًا فى حال كانت مع نجم آخر. والواقع أن نجوم منتخبات أفريقيا كلهم يمثلون كنزًا للبطولة ولمصر، وكل منهم يمكن أن يكون سفيرًا لمصر مع كل جولة وكل تحرك، وكل منهم له معجبون وأصدقاء فى بلاده وفى العالم، وبالتالى فإن الجولات التى يقومون بها فى أى مكان بمثابة نقطة إضاءة حال توظيفها بشكل طبيعى.
وهنا نقطة مهمة، ربما يكون على مسؤولى الأحياء والمحليات أن ينتبهوا إلى الجهد الذى بذل فى المدن والمناطق التى تقع فيها الاستادات، من طرق وخدمات. وبعضها خدمات يفترض الحفاظ عليها واستمرارها، ما بعد البطولة.
وتستحق الجهات التى أنجزت هذه التطورات فى وقت قياسى تحية، سواء الهيئة الهندسية أو شركات الإنشاءات، والجهات التى أشرفت على تطوير هذه الاستادات لتظهر بهذا الشكل الحضارى. وهو عمل امتد إلى المدن التى تستضيف المباريات.
وأفضل شكر لها أن تتعلم باقى الأجهزة، خاصة المحليات، أن تنظيم مثل هذه البطولة، لا يخص فقط الأحياء والمدن التى تدور فيها المباريات، لكنها تتعلق بباقى المدن والأحياء، وبالتالى فإن المحافظين ورؤساء الأحياء عليهم أن يدركوا أن هذه البطولة تتعلق بكل مكان فى مصر، لكن الواقع أن هناك رؤساء أحياء ليس لدى أى منهم إدراك لما يجرى، وما تزال أحياؤهم تعانى من إهمال وتجاهل. وربما يتطلب الأمر حسمًا لمواقف رؤساء الأحياء والمسؤولين الكسالى ممن لم يدركوا أهمية العمل فى مثل هذه الأوقات وغيرها.
تنظيم البطولة وما سبقه وما رافقه يمثل رسالة كاملة، وصورة يشاهدها العالم كله، بما فيها سلوك اللاعبين والجمهور، وطريقة تنظيم التذاكر، بشكل جديد وحديث، تأخرنا كثيرًا فى اللحاق به، لأن تطبيق تذكرتى، والحجز بالطريقة الإلكترونية، هى طرق مطبقة فى دول العالم من سنوات، وكانت بطولة الأمم الأفريقية فرصة لتطبيقها، وتعميمها لتحل الكثير من المشكلات التى كانت فى السابق.
نحن أمام حدث يمكن أن تكون له عشرات الفوائد، لأن التنظيم لم يقتصر على المباريات، لكنه يتعلق بالنقل والتذاكر، والخدمات التى تتعلق بكل زاوية من زوايا الحدث. أهمها أن تستمر هذه الروح، وتتوسع لتكون عملًا مستمرًا.