هوس التنقيب عن الآثار والرغبة فى الغنى السريع أصبحا هما العاملين الأساسيين لأصحاب النفوس المريضة، خاصة فى الصعيد، فما أكثر الجرائم التى ترتكب ويكون ضحيتها إما الطمع أول الخلاف على عملية توزيع متحصلات الحفر والتنقيب عن القطع الأثرية بالقرى والنجوع والمناطق الجبلية، وغيرها من الأماكن المعروفة وغير المعروفة.
فعملية الحفر والتنقيب تستنزف أموال المنقبين وتستنزف أيضا أرواحهم فقصة اليوم ضحيتها مزارع أصبح مهووسا بالآثار عندما يقول له فلان أن فى المنطقة كذا يوجد آثار يهرول برفقة شيخ صديقه للوصول للمكان وكلهم أمل ويعودون ويحملون خيبة الأمل.
هذه الأمور كلها انعكست على حياته بالمنزل وعرض من حوله للخطر بما فيهم زوجته والتى سرعان ما افتقدته كزوج فعادت إلى حبها القديم، وأعادت ذكريات الماضى وأخبرته أن زوجها شعر بالعلاقة التى بينهما وأنها تخشى أن يتخلص منها أو منه، واجتمعا وكان الشيطان ثالثهما ففكرا ودبرا أمرا، وقرر العشيق أن يستغل هوس غريمه بالآثار ورغبته الملحة والشديدة فى الحصول عليها وقرر أن يدخل له من هذا الباب .
وحضر العشيق إلى الزوج وأقنعه أنه توصل إلى مقبرة أثرية بمنطقة أرض الخريجين بدائرة مركز دار السلام واستدرجه إلى المكان المهجور بالمنطقة واستغل فحولته وقوة شبابه وبنيانه الجسمى وقام بالتعدى عليه بالركل المباشر حتى أسقطه على الأرض ولم يعطيه أى فرصة للدفاع، وقام بدفعه بكل قوته داخل بئر للمياه الارتوازية يستخدمها الأهالى لرى الأرض، حتى يوهم الجميع أن الوفاة طبيعية ولا يوجد ورائها شبهة جنائية وأنه سقط داخل البئر قضاء وقدر.
ولكنه لا يعلم أنه مهما اكتملت أركان الجريمة فلابد من خطأ بسيط يوصل إلى مرتكبيها مهما طال الزمن.
وتمكن ضباط وحدة مباحث مركز شرطة دار السلام جنوب شرقى محافظة سوهاج من كشف غموض واقعة العثور جثة مزارع داخل بئر للمياه الإرتوازى بأرض تابعة لأراضى الخريجين بدائرة المركز، حيث تبين أن وراء ارتكاب الواقعة زوجة المجنى عليه وعامل تربطه بها علاقة عاطفية بسبب التنقيب الآثار.
وكان اللواء حسن محمود حكمدار المديرية قد تلقى بلاغا من نائب المدير لفرقة الشرق يفيد بالعثور على جثة محمد ا م ج مزارع داخل بئر ارتوازى بأرض تابعة لأراضى الخريجين دائرة مركز دار السلام ملك أحمد ا م 60 سنة مزارع يرتدى كامل ملابسه وبمناظرتها تبين عدم وجود ثمة إصابات ظاهرية بها وعثر بحوزته على مبلغ 800 جنيه.
وعلى الفور أنتقل العقيد أحمد شوقى زيدان رئيس فرع بحث الشرق والرائد كريم علام رئيس مباحث مركز شرطة دار السلام بالإنابة، بالاشتراك مع فرع الأمن العام وبسؤال شقيقه كريم ا م ج قرر بمضمون ما تقدم ولم يتهم أحد بالتسبب فـى ذلك وبتوقيع الكشف الطبى على الجثة بمعرفة مفتش الصحة أفاد بأنه لا يمكن الجزم بسبب الوفاة وبالعرض على النيابة العامة قررت انتداب الطبيب الشرعى لتشريح الجثة، وبيان سبب الوفاة والتصريح بالدفن عقب ذلك،وتم الانتهاء من التشريح والدفن طلب تحريات المباحث حول الواقعة وظروفها وملابساتها .
ونظرا لما تمثله الواقعة من خطورة إجرامية تمثلت فى التعدى السافر على الحريات والنفس فقد وجه اللواء حسن محمود نأئب مدير أمن سوهاج بتشكيل فريق بحث برئاسة العميد مدير إدارة البحث الجنائى بالاشتراك وفرع الأمن العام شارك فيها ضباط إدارة البحث الجنائى ووحدة مباحث المركز، ووضع خطة بحث هادفة لكشف غموض الواقعة.
فقد أسفر التطبيق الجيد لبنود تلك الخطة والتى تضمنت بحث علاقات المجنى عليه وخلافاته مع الآخرين إلى أن وراء ارتكاب الواقعة كل من ثابت م ث م 23 سنة عامل ونسمة ر م س 22 سنة ربة منزل " زوجة المجنى علية " ويقيمان بناحية الخيام دائرة المركز".
عقب استصدار إذن النيابة العامة، تم إعداد عدة أكمنة ثابتة ومتحركة أسفرت إحداها عن ضبط المتهمان وبمواجهتهما اعترفا بارتكابهما للواقعة حيث اتفقا فيما بينهما على التخلص من المجنى علية لارتباطهما بعلاقة غير شرعية فقام المتهم الأول باستدراج المجنى عليه إلى مكان العثور على الجثة بعد إيهامه بالعثور على أثار بتلك المنطقة ثم قام بركله بقدمه وإسقاطه أرضاً، وعند محاولة قيام المجنى علية بالنهوض للاشتباك معه قام بركله مرة أخرى ودفعه داخل البئر مما أدى لوفاته.
وتم تحرير محضر بالواقعة، وبالعرض على النيابة العامة قررت حبس الزوجة والعشيق 4 أيام على ذمة التحقيق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة