لم يك غريباً أن تظهر الجماهير المصرية في مدرجات أمم أفريقيا بهذا الشكل المتحضر الذي أبهر الجميع، وبات حديث الصحف العالمية، بعدما صدروا مشهد متحضر يليق بتاريخ وحضارة مصر.
الجماهير التي قطعت عشرات الكيلو مترات نحو ستاد القاهرة، والتي تحدت الظروف الطقسية وحرارة الجو والانتظار لساعات طويلة لمساندة منتخبها، وتصدير مشاهد البهجة والفرحة من قلب العاصمة للعالم، لا تعرف قواميسها لغة العنف أو التخريب، وإنما تعرف مصلطحات التحضر والرقي.
عبرت الجماهير عن فرحتها بالحفل الإسطوري لافتتاح الكان في نسخته 32، وحرصوا على التقاط الصور السليفي في أجواء عائلية، وسط حراسة من رجال الشرطة الذين لم يدخروا جهداً في تأمين هذه الأجواء الاحتفالية.
قائمة ممنوعات طويلة وصلت لـ 20 محظوراً، حذرت الجهات المعنية منها الجماهير داخل المدرجات، فجاء الإلتزام ملفت للانتباه، فلم تظهر في مدرجاتنا "الأسلحة النارية ومحدثات الصوت من الصواريخ والألعاب النارية والشماريخ والآلات الحادة والمدببة وأقلام الليزر وزجاجات وعلب المياه الغازية المعدنية وغيرها من المحظورات.
هذه الجماهير التي سطرت مشهد مبهج في ستاد القاهرة، لم يك غريباً أن تلقى تقديراً الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أكد فخره بهذا النموذج المحترم لشباب الوطن على تقديمهم صورة مشرفة لمصرنا العزيزة أمام العالم أجمع، فضلاً عن تقدير وزارة الداخلية لهم والتي أكدت على تقديرها لتعاون والتزام الجمهور المصرى الواعى مع أجهزة الوزارة، والتي عكست الوجه الحضارى لمصر والصورة المضيئة للجمهور وجسدت دقة التنظيم وروعة الإبداع والإنجاز، مما ساهم فى نجاح الإجراءات الأمنية وإخراج هذا الحدث التاريخى بالصورة اللائقة وحجم مصر ومكانتها بإعتبارها مهد الحضارات الإنسانية العريقة.
الداخلية أكدت في شكرها وتقديرها للجماهير المصرية ـ عبر صفحتها على الفيس بوك ـ أن إعجاب المتابعين بحفل الافتتاح المبهر أثبت قدرة الأجهزة الأمنية وكفاءتها فى التنظيم والتأمين، وأعربت الداخلية عن تطلعها إلى استمرار التعاون والالتزام بالإجراءات الأمنية للاستمتاع بكافة فعاليات البطولة الإفريقية، وتقديم صورة مشرفة لبلدنا أمام العالم والمشاركين والضيوف ، ويؤكد على حقيقة ما تنعم به مصرنا من أمن وإزدهار.
الأمر لم يتوقف عند حد الالتزام في المدرجات والظهور في مشهد حضاري مبهج، لكن تخطى ذلك وصولاً لتنظيف المدرجات عقب انتهاء المباراة الافتتاحية في مشهد راقي لشبابنا وجماهيرنا، هذا المشهد الذي سطرته ورصدته الصحف والمواقع المحلية والعالمية.
أعتقد أن هذا الالتزام والمشهد الحضاري لجماهيرنا المصرية، سيكون بداية جديدة لعودة الجماهير لأحضان المدرجات في الدوري والكأس والبطولات المحلية، لتعود البهجة والسعادة لملاعبنا مرة أخرى، وتبقى الساحرة المستديرة عشق المصريين ومصدر سعادتهم.