تمر اليوم الذكرى الـ256، على ميلاد الإمبرطورة جوزفين، إمبرطورة فرنسا السابقة وزوجة الجنرال الفرنسى الأشهر نابليون بونابرت.
وكانت الإمبرطورة السابقة، تزوجت من "الكونت بوهامان" فى عام 1779، وأنجبت منه طفلين ثم توفى عام 1794، فتزوجها الإمبراطور نابليون بونابرت فى عام 1796، إلا أنه أبطل زواجه بها عام 1810 بحجة عقمها عن إنجاب الأطفال، وماتت معتزلة المجتمع فى قصر مالميزون.
وقد اختلفت الروايات حول قصة الحب بين قائد الحملة الفرنسية على مصر وبين زوجته الراحلة، وبحسب ما يذكره الدكتور أشرف توفيق فى كتابه "مشاهير وفضائح" فعلى قدر ما كان نابليون عاشقا متيما بحب جوزفين الجميلة، فلم يكن لديها أى ميل نحوه، بل لم يثير فى أى لحظة رغبتها فى مبادلته الحب، ولولا جهود "باراس" أحد اعضاء حكومة فرنسا، لما تمت الزيجة، ويكشف الكتاب أنه فى الوقت الذى كان قلب نابليون يشتعل حبا بجوزفين كان المدير "باراس" هو العشيق الفعلى لجوزفين.
ويوضح الكاتب أن العشيق بذل قصارى جهده فى إقناع جوزفين بجدوى زواجها من نابليون، ويفسر المؤلف ذلك بأن عشق "باراس" لجوزفين قد تحلل وصار عبئا عليه وعلى مستقبله السياسى، وربما كانت فرصته المواتية للتخلص من العشيقة الملازمة والحفاظ على سمعته دون شائبة.
اما جوزفين الحسناء فبعد سفر زوجها إلى إيطاليا، لم تجد سببا يلزمها بالوفاء له، وقد بقيت بمفردها، وبعد أيام قلائل من سفر نابليون رمت شباكها على واحد من أشهر الفرسان وسامة وأكثرهم مرحا، وهو الملازم أول الخيال "شارل هيبوليت".
وأرسل إليها زوجها برسالة مع مساعدة الخاص يحثها فيها على أن تستقل عربة من خلال أقصر مدة ممكنها، وتسلك طريق طريق إيطاليا بأقصى سرعة، وأن صبره أوشك أن ينفد، وهنا كان على جوزفين أن تعيد النظر فى الأمور، فهى ليست لديها رغبة فى مغادرة باريس، ولا تريد استبدال عشيقها "شارل" ولم تعد قادرة على فراقه، وهنا استدعت رسول زوجها "مورا" واغدقت عليه بما عرف عنها بسخاء عاطفى، وطلبت منه أن يقول لنابليون أنه ملتزمة بمداوة صحتها نظرا لأنها تنتظر مولود جديد، وهى الفكرة التى أثرت فى نابليون وبكى من شدة الفرح.
وكادت أزمة تنفجر فى فرنسا، بحسب ما يوضح الكتاب، فالجنرال بونابرت يحترق شوقا لزوجته، ويفكر فى الاستقالة ليرتمى فى احضانها، وينتهى سبب الفراق، خاصة أن حكاية الحمل المزعوم قد شاعت، واتفقت حكومة المدراء على تكليف "باراس" بمهمة إعادة الإتزان للزوجة المشاكسة التى تهوى الرجال والاستقرار فى آن معا.
وعندما زار "باراس" العشيق القديم جوزفين، أوضح لها بأن أوان الهزل قد ولى، وإنه لا يمكن إفساد حملة عسكرية فريدة من اجل نزوة امرأة، ورغم حدة الحديث، إلا أن جوزفين أدركت أنه يعبر عن الحقيقة، فالمال لا ينضب بوصفها زوجة نابليون، أما فى حال الطلاق فإنها ستدخل السجن فورا.
وهنا وافقت جوزفين على السفر إلى إيطاليا ولكن بشرط أن يكون يصطحبها عشيقها "شارل" ورغم غرابة الطلب، إلا أن حكومة المدراء وافقت، وبالفعل ذهب العشيق إلى إيطاليا، لكن يبدو أنه ارتبط بعشق امرأة اخرى، هى بوليس بونابرت شقيقة نابليون والمتزوجة بالماريشال لوكليرك.
ولكن على يبدو أن شارل وبوليس لم تدم علاقتهما طويلا، حيث هجرها فانتقمت لنفسها بإخبار أخيها الذى أمر بعودته، فلحقت به جوزفين، لتنفرد به عدة أيام فى فندق ريفى، ويبدو انها كانت حريصة على زيارته فى ضاحية سانت أونرية، التى عاش فيها، وهنا اكتشف جوزيف بونابرت شقيق نابليون خيانتها وأخبر زوجها، حتى إنه عندما أبحر إلى مصر، وعرف بأمر خيانتها، قرر العودة ليطرد الخائنة، لكنها استطاعت أن تستدر عطفه من جديد، وتم تتويجها كإمبرطورة، وكان ذلك سبب القطيعة مع ذلك الشاب الوسيم "شارل هيبوليت".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة