ما تتمتع به مصر من مئات المواقع السياحية الطبيعية متنوعة، يجعلنا دولة عظمى سياحيا، نحن لدينا مناظر طبيعية في كل مكان، ولدينا أفضل المنتجعات السياحية الساحلية على مستوى العالم مثل شرم الشيخ التى قال عنها الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلنتون عندما زارها لأول مرة إنها "أجمل بلاد الدنيا"، وكذلك البحر الأحمر الغني بالمحميات الطبيعية والبحرية والشعاب المرجانية الفريدة.
وكذلك هناك سهل حشيش والغردقة والعين السخنة وفايد وطابا وغيرها الكثير من الأماكن الساحلية في البحر المتوسط مثل مرسى مطروح والإسكندرية والعلمين وسيدي عبد الرحمن وغيرها من الشواطئ التى تمتد إلى أكثر من 2000 كم، بالإضافة إلى البحيرات العذبة والمالحة الكثيرة في مصر مثل بحيرة السد العالي والبحيرات الشمالية وبحيرة قارون في الفيوم وغيرها.
هذا بالنسبة للمقاصد السياحية الشاطئية أو الترفيهية، أما عن المقاصد الأثرية فحدث ولا حرج، ففى الأقصر وحدها ثلث آثار العالم، وفي كل مكان بمصر يوجد متحف به آلاف القطع الأثرية الفريدة، والأهرامات، ورحلة العائلة المقدسة، بالإضافة إلى السياحة العلاجية في عشرات الأماكن في مصر وأشهرها في واحة سيوة وحلوان وغيرها، ولن نستطيع أبدا نحصي ما تتمتع به مصر من مقاصد سياحية مختلفة ولكنى أثرت أن أذكر بعضا منها قبل أن نتحدث عن كيف ننظم التقدم الذى نشهده حاليا فى هذا القطاع المهم وننهض به أكثر.
أولا، لابد من وضع خطة محكمة لميكنة الخدمات المقدمة للسائح في كل الأماكن السياحية، بحيث يتم تسهيل إجراءات حصولة على تأشيرة الدخول لمصر وحسن استقباله بتحديد أماكن لاستقبال السائح خاصة، بحيث لا يتعرض لأي عمليات نصب أو استغلال.
ثانيا، وضع برنامج للزيارة، واتاحة عدة اختيارات للسائح ليختار منها ما يناسبة ماديا أو فيما يتعلق بالوقت المتاح، والترويج لكل برنامج على حدة، بيحث مثلا يتم وضع برنامج لزيارة آثار القاهرة والجيزة، تتضمن مثلا زيارة الأهرامات وقلعة صلاح الدين، ورحلة نيلية في القاهرة، وبعض الأماكن الأخرى، وذلك خلال فترة زمنية محددة مثلا ثلاث أيام وبسعر مناسب وهكذا، ويتم تقسم كل المقاصاد السياحية ووضعها في برامج مختلفة لكل منها سعر وزمن محدد وبذلك ستتيح للزائر العديد من الاختيارات التى تتناسب مع كل الفئات المالية.
ثالثا، لابد من استمرار التأمين الشامل للسياح منذ أن يأتى إلى المطار حتى يقوم بالمغادرة، لمنع تعرضهم لأي اعتداء يمكن أن يحدث.
رابعا، مزيد من الاهتمام بتطوير الأماكن السياحية نفسها وتطوير الأماكن المجاورة لها والطرق المؤدية إليها، فلا يعقل أن تكون كل الطرق المؤدية لأشهر معلم سياحي في مصر والعالم وهي الأهرام مثلا هي طرق سيئة جدا مليئة بالقمامة والمخلفات، وتسئ لمصر كلها، كما أنها محاطة بمنطقة عشوائية من جميع الجهات، مليئة بتجار المخدرات والبلطجة وغيرها من المظاهر السيئة، ولذلك يجب إزالة كل هذه العشوائيات على مسافة لا تقل عن 3 كم من كل الاتجاهات وإعادة تخطيطها وتجميلها والتوسع في الحدائق والمتنزهات حول الأماكن السياحية وبناء الكافيهات ووسائل الراحة والمتعة للسائح الأجنبي والمحلي أيضا.
ورغم المجهود الكبير الذي تقوم به وزيرة السياحة الحالية الدكتورة رانيا المشاط للنهوض بقطاع السياحة محليا ودوليا إلا أن التنمية والتطوير للأماكن نفسها بالإضافة إلى تطوير مهارات القائمين عليها من الموظفين هي البداية الحقيقية لأي ترويج للسياحة المصرية عالميا.