اتهامات عديدة يواجهها تيار اليسار فى مصر حاليا، فى مقدمتها أنه يمهد الطريق للإخوان، خاصة وأن كثيرا ممن تم القبض عليهم اليوم ضمن خلية الإخوان ينتمون إلى تيار اليسار، وعلى رأسهم زياد العليمى، عضو مجلس النواب السابق عن حزب المصرى الديمقراطى، وحسام مؤنس، عضو التيار الشعبي.
في هذا السياق اعتبر طه على، الباحث السياسى، أن انخراط الشباب المنتمي لتيار اليسار المصري، فى أعمال العنف والإرهاب ينبع من تخبط لدى بعض المنتمين لهذا التياروخاصة مع ضعف الهياكل المؤسسية والتنظيمية اليسارية في مصر، فضلا عن تداعي القيادات اليسارية من المشهد السياسي في مصر إما بسبب الشيخوخة التى الزمت بعضهم البيوت ، أو بسبب وفاة بعضهم ومنهم الدكتور رفعت السعيد، والمفكر اليسارى سمير أمين، وأخيرا نبيل ذكي وكلهم من رموز اليسار المصري.
وقال على ، إن عدم وجود مؤسسات سياسية تستوعب الطاقات اليسارية في إطار مشروع وطني شرعي ربما يعزز المزيد من الاتجاه نحو العنف، قائلا :" لا ينكر أن اليسار المصري يلعب دورا تاريخيا..ورغم وطنيته إلا أنه لم يخلو من أعمال العنف في بعض الأحيان الأمر الذي يفسر انخراط بعض الشباب اليساريين في منظومة العنف التي تدعمها جماعة الإخوان الخاسر الأكبر من ثورة المصريين ضدهم في 30 يونيو".
وأشار الباحث السياسى ، الى أن مصر شهدت خلال أجواء ثورة 25 يناير حالة انفتاح عشوائي على كافة التيارات، الأمر الذي صاحبه فوضى طبيعية ملازمة لمثل تلك الأجواء ، وهو ما يجعل من الطبيعي أن تتداعى المؤامرات على مصر نظراً لأهميتها بالنسبة لمنظومة السياسة العالمية، وهو ما يفسر انتباه الكثير من القوى الاقليمية والعالمية، لما يحدث في مصر بل وتورط بعضها في الكثير من المخططات استهدفت النيل من الدولة المصرية بما يتوافق مع أجندات هذه الدولة التي يرغب بعضها إما في مزاحمة المكانة الاقليمية لمصر أو نهب مواردها كما هو الحال لتركيا وقطر وهما الدولتان اللتان تقفان بالمرصاد ضد محاولات نهضة الدولة المصرية خلال السنوات الاخيرة ، لافتا الى أنه من الطبيعي أن ينساق مثل هؤلاء الشباب لخدمة بعض القوى الخارجية وأجنداتها الضارة بسيادة الدولة المصرية، ولاسيما في ظل الأجواء الثورية المكتظة بالحماسة، حيث يسهل على القوى الأجنبية توظيف مثل هؤلاء الشباب .
وأكد هيثم شرابى ، الباحث الحقوقى، أن جماعة الاخوان ، اعتادت الاعتماد على مجموعة من الشخصيات الكارتونية داخل مصر لتكون غطاء سياسى لتنفيذ مخططاتها ، موضحا أن الإخوان نهجت التعاون مع ما يسمى بالتيار المدنى .
ولفت الباحث الحقوقى ، أنه هذا الأمر يعد استمرار لحالة من التواصل والتعاون من لحظة اجتماع "فيرمونت " الذى عقده الرئيس المعزول محمد مرسى وقت حكمه ،معتبرا أنهم ليسوا اليسار بل كوادر تنتمى له تعاونت مع الإخوان منذ هذا الاجتماع تحت مسمى أنهم فصيل سياسى ، موضحا أن هذه الشخصيات تعتمد على أن عودة الإخوان للحكم تعنى حصولهم على مناصب وزارية وسياسيه يطمحون إليها .
واعتبر شرابى ، أن هؤلاء الشخصيات نسبوا لهذا التيار والحقيقة أنه برىء منهم فاليسار لديه رؤى وطرح للأزمات الإقتصادية ليس من بينها إطلاقا التعاون مع الإخوان ، مؤكدا أنه من المتوقع الكشف عن شخصيات أكثر من ذلك بعد حالة التضييق التى تحدث لتنظيم الإخوان والتى لا تمكنه من تنفيذ مخططاته وحده .
قال محمود بدر، إن التيار الاشتراكى وقع تحت سيطرة التيارات الاسلامية منذ فترة طويلة، وليس لديه أى غضاضة للتعاون مع الاسلاميين لمواجهة النظام، وإن كل كتابات التيارات اليسارية الفترة الأخيرة كانت فى اتجاه مغازلة جماعة الإخوان، بشكل يعكس أن المصالح تجمعت تحت هدف واحد وهو الوصول إلى السلطة.
وأضاف "بدر" ،أن التيارات اليسارية تنسى أى خلاف أيدولوجى فى سبيل الوصول إلى الأطماع، متابعاً، : " ليس بالضرورة أن تكون اخوانياً لكى تخدم أفكارهم، أيمن نور ليس إخوانياً ولكنه فى خدمتهم من تركيا، حسن نافعة ، ليس إخوانياً ولكن كل كتاباته تخدم الإخوان ، بشكل مباشر، كثير من المنظمات الحقوقية تعمل خدم فى بلاط الإخوان".
وأشاربدر ، فى تعليقه على واقعة القبض على خلية "تنظيم الأمل" لإثارة الشغب فى 30 يونيو، أن الداخلية لم تقل أن كل المقبوض عليهم إخوان، وبالتالى فكرة الدفاع عن كونهم غير إخوان " تلبيس للحق بالباطل"، متابعاً، : " كلهم معروفين إن لديهم توجهات ضد الدولة المصرية، مش غريب عليهم، وفى كل الأحوال الأمر الآن فى يد القضاء والنيابة، ليقول كلمته".
وفى ذات السياق بدأت أجهزة التحقيق المختصة ، التحقيق مع كل من الإخوانى مصطفى عبد المعز، وأسامة العقباوى، وعمر الشنيطى، وحسام مؤنس، وزياد العليمى، وهشام فؤاد، وحسن بربرى، فى اتهامهم بتشكيل خلية استهداف مؤسسات الدولة فى 30 يونيو، وضرب الاقتصاد القومى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة