أكد مجموعة من المعارضين الأتراك على أن فوز زعيم حزب الشعب الجمهورى أكرم إمام أوغلو(49) عاماً ، أمس فى انتخابات البلدية بأسطنبول كان بمثابة بداية النهاية لحكم الدكتاتور العثمانى رجب طيب أردوغان ، مشيرين فى الوقت ذاته إلى أن نتائج الانتخابات كارت أحمر لأردوغان برفض الشعب له ولحكمه ولحزبه الذى أصبح ظلاً للفساد .
وقال تورغوت أوغلو المعارض التركى إن هزيمة مرشح حزب العدالة والتنمية فى انتخابات بلدية اسطنبول بمثابة زلزال ضرب دولة الدكتاتور رجب طيب أردوغان، بل نتائج الانتخابات التى اسفرت عن فوز المعارض أكرم أوغلو بمثابة جرح غائر فى قلب اردوغان ، ويمكن وصفها بأنها بداية لنهاية أردوغان.
وأضاف "أوغلو" فى تصريحات خاصة لـ" اليوم السابع" أن رئيس بلدية اسطنبول المنتخب "أكرم أوغلو" اصبح يمثل عائق كبير أمام "اردوغان"، موضحاً أن المسألة لم تنتهى لاردوغان فهناك انتخابات رئاسية قادمة سيواجه فيها أحمد داوواد أوغلو أو عبد الله جول أو على بابا جان فى حال تأسيسهم حزب سياسى جديد يقوم على أسس إسلامية يتفق مع أكرم أوغلو ، فى وقت لا يرغب فيه اردوغان فى إنشاء مثل هذا الحزب خوفا على نظامه من الأنهيار.
وأشار "أوغلو" إلى أن سياسة أردوغان دفعت أكثر من 55 % من الشعب التركى لأن يكون ضد الإسلام السياسى ، بل الأكثر من ذلك أن أكثر من نصف أنصار حزب" العدالة والتنمية" ينكرون انتماءهم للحزب .
ومن جانب قال "اسحاق إنشى" المعارض التركى رئيس تحرير صحيفة "زمان" التركية لـ" اليوم السابع" أن فوز أكرم إمام أوغلو فى انتخابات بلدية إسطنبول للمرة الثانية أسقط كل الإدعاءات التى كان يروجها أردوغان بحق الرجل وأثبت أن إمام أوغلو استحق الفوز في 31 مارس وأن حزبه من قام بعمليات تزوير وانتهاك للقانون ، وأن قرار اللجنة العليا لإعادة الانتخابات كان مسيساً.
وأشار "إنشى" إلى أنه للمرة الأولى منذ 16 عام أخرج الشعب التركى البطاقة الحمراء لأردوغان وحزبه، وأن الشعب أعطى درسا لأردوغان ورجاله بأنهم لا يريدون الاستقطاب في البلد ولا يريدون الاستبداد وأنهم لا يريدون التنازل عن الحريات ولا يريدون الفساد، مؤكدا على أن من خسر فى الانتخابات هو اردوغان وليس بن علي يلدريم مرشح حزبه ، مؤكداً على الشعب ارسل رسالة لأردوغان مفادها أن سياساته القمعية لم ولن تنجح .
وتعد هذه النتائج التى اسفرت عن فوز "أوغلو" صفعة قوية لأروغان الذي ضغط على اللجنة العليا للانتخابات من أجل إعادة الاقتراع فى المدينة التى كانت خزانا انتخابيا للحزب الحاكم بعد خسارة مرشحه.
وعبر إمام أوغلو فى كلمة له عقب إظهار النتائج الأولية فوزه عن شكره لكل من دعموه من سكان إسطنبول، مؤكدًا أن الانتخابات التى انتهت أمس سيكون لها وقعا إيجابيا على الديمقراطية فى تركيا.
ووعد أوغلو بنشر التسامح والعدالة والقضاء على الغطرسة، معلنا بداية عهد جديد في إسطنبول وانتهاء عصر الانحياز والتفرقة، فى إشارة للسيطرة السابقة لحزب أردوغان على مقدرات البلاد.
بدوره أقر بن على يلدريم، بهزيمته بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت" المعارضة، وقال يلدريم فى تصريحات صحفية مقتضبة "منافسى في المقدمة، أتمنى له التوفيق، وأتقدم له بالتهنئة".
ولم تكن هذه النتيجة مفاجئة للمتابعين والمحللين، إذ أن كافة استطلاعات الرأى التى جرت خلال الفترة الماضية، أكدت أن الفارق بين المرشحين يدور فى فلك الـ9%، وهذا ما حدث بالفعل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة