ظهور نتيجة الصف الأول الثانوى أمس الإثنين، كان له ردود فعل كبيرة داخل أكثر من 585 ألف أسرة مصرية، خاصة أن نسب النجاح ليست مرتفعة كما عهدتها هذه الأسر، ولم يعد أبناءهم يحصلون على 100% من مجموع درجات الامتحانات، وكذلك لا يوجد أوائل على مستوى الجمهورية أو المحافظة أو حتى المدرسة، بل أكثر من ذلك أنه لا يوجد درجات للطالب، بل تقييمات تعبر عنها ألوان، مثل اللون الأزرق الذى يعبر عن الطالب المتفوق، واللون الأخضر للطالب أقل من المتوقع، بينما البرتقالى مناسب للتوقعات، وأخيرا اللون الرمادى الذى يعبر عن أن الطالب دور ثان.
هذه الثقافة التى لم تعتدها الأسر المصرية خلقت حالة من القلق، على مستقبل السنوات المقبلة لهؤلاء الطلبة، خاصة أن هذه التقييمات والألون لم يكن أحد يعرف عنها شئ، بل إن الكثير يتساءل ماذا يعنى أن نتيجة الطالب باللون الأخضر، أو الأزرق، وكيف أعرف أننى دور ثان ؟! ، كل هذه الأسئلة كان يجب أن تجيب عنها وزارة التربية والتعليم فى شرح واف، قبل أيام من ظهور النتيجة، حتى تطمئن الأسر المصرية، التى مازالت قلقة من النظام التعليمى الجديد، واعتادت منذ سنوات طويلة على المناهج الصماء، التى يحفظها الطالب عن ظهر قلب ويدخل امتحانها ليحصل على الدرجات النهائية فى نهاية العام.
نحن نثق فى أهمية النظام الجديد للتعليم، ودوره فى تنمية وتطوير مهارات الطالب المصرى، وقدراته العقلية ومستوى تفكيره وتعامله مع المناهج، ونجاح هذا النظام فى القضاء على مشكلة الدروس الخصوصية، والكتب الخارجية، وإنهاء أسطورة الامتحانات المركزية والغش والتسريب، التى كانت ظواهر موجودة فى مصر فقط دون غيرها من الدول، ولكن يجب أن يتم توعية أولياء الأمور والطلاب بكل جديد فى هذا النظام، وتقديم شرح واف لكل خطوة تتم قبل تنفيذها بوقت كاف، حتى لا يشعر الطالب أنه محل تجربة طوال الوقت.
يجب أن تطمئن الأسر المصرية للتقييمات الخاصة بالنظام التعليمى الجديد، فى الثانوية التراكمية والامتحانات الإلكترونية، وألا ينزعجوا على الإطلاق من تقييمات الطالب، فالعام الماضى كان مجرد " بروفة " على النظام الجديد، ولن يضاف إلى المجموع الخاص بدرجات الطالب فى العامين المقبلين، ولن يؤثر فى دخوله الجامعة، بالإضافة إلى أنه فرصة كبيرة ليراجع الطالب مستواه، والتوجه إلى بنك المعرفة المزود بكل موسوعات وأمهات الكتب فى مختلف التخصصات، حتى يستزيد منها ويتعلم بصورة حقيقية كما تفعل كل دول العالم المتقدم، دون الاكتفاء بالمناهج المقررة.
وزارة التربية والتعليم أعلنت أن الطالب الذى لم يوفق فى كل المواد الدراسية، بالصف الأول الثانوى لن يعتبر راسب كما كان يحدث فى السنوات السابقة، بل يعتبر " دور ثان " وسوف تتاح له الفرصة بأن يؤدى الامتحان مرة أخرى، خاصة أن الامتحانات فى النظام التعليمى الجديد تزيد من خبرة الطالب وترفع مهاراته.
النظام التعليمى الجديد ومنظومة الامتحانات الإلكترونية مازالت الملاذ الوحيد أمام إصلاح التعليم فى مصر، على الرغم من بعض الأخطاء الصغيرة والارتباك المقبول، وعلى الطلاب وأولياء الأمور أن يضعوا فى اعتبارهم فلسفة هذا النظام أولا، حتى يتمكنوا من إدراك أهدافه ودوره فى بناء شخصية الطالب.