منذ عام مضى، وبالتزامن مع انطلاق أعمال مؤتمر الشباب الأول بمدينة شرم الشيخ، واهتمام القيادة السياسية بالشباب وتنمية الحياة السياسية، بدأت بارقة الأمل لتأسيس تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، تلك الفكرة التى ظلت تداعب أحلام شباب مصر فى وجود منصة جامعة شاملة، ترى فيها تنوع الأفكار والاتجاهات، تهدف لاستيعاب طاقات الشباب المتدفقة. وحقيقة فإن هذه الفكرة لم تكن وليدة اللحظة، بل هى تراكم لنداءات متكررة انطلقت منذ فترة بعيدة، حتى جاءت ثورة 30 يونيو ومعها الأمل فى احتواء طاقات الشباب المتدفقة وطموحاتهم العريضة لخدمة الوطن.
إن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين ليست فقط منصة حوارية تجمع شباب الأحزاب والسياسيين من مختلف الاتجاهات والأيديولوجيات. إنها حالة فريدة فى حب مصر. فبرغم اختلاف التوجهات ترى الجميع وقد اتفقوا على قواعد ثابتة من التوافق الوطنى فى حب مصر، والحفاظ على الثوابت الوطنية، وحماية الأمن القومى، ورفض التدخلات الخارجية، وكذا محاربة مخططات هدم الدولة المصرية، والحفاظ على ترابط الشعب، وفضح التمويلات الخارجية.
وعلى مدار عام كامل شارك شباب التنسيقية بقوة فى العديد من الفعاليات المهمة والاستحقاقات الوطنية، كمؤتمرات ومنتديات وملتقيات الشباب التى نظمتها القيادة السياسية لتخلق حالة حوار وتقارب بين شباب مصر والعالم العربى والأفريقى وشباب العالم، كما كانت مشاركة شباب التنسيقية فعالة فى تقديم الرؤى والمقترحات فى محاور مهمة كدور مصر تجاه الوطن العربى والقارة الإفريقية، كيفية استعادة الهوية وبناء الإنسان المصرى، تأثير القوى الناعمة فى مجابهة الإرهاب والتطرف، دور قادة العالم فى استدامة السلام، ريادة الأعمال، بالإضافة للعديد من المحاور الأخرى التى تعكس وعى الشباب للمخاطر المحدقة التى تحيط بالوطن، وكذا رغبتهم فى التواصل والتكامل مع شباب العالم، كما اضطلعت التنسيقية بدورها السياسى فى التقدم بمشاريع تعديلات بعض القوانين إلى مجلس النواب كقانون الهيئات الشبابية، ومباشرة الحقوق السياسية، وقانون الإدارة المحلية. وإعداد مشاريع إنشاء المجلس الوطنى للشباب، وإنشاء مدرسة الكادر السياسى، كما أسست التنسيقية صالونها السياسى الذى أصبح منارة مهمة للحوار الجاد تجاه قضايا الوطن المحورية.
إن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين تجربة تستحق أن تستمر وتتطور لتنتشر وتعمم فى ربوع مصر، فالحفاظ على هذه الحالة الفريدة فى التقارب بين الشباب يساهم فى عملية الإصلاح السياسى التى تسعى مصر لتحقيقه، ويخلق مناخاً تستطيع فيه كل القوى السياسية أن تمارس العمل السياسى وفقا للدستور والقانون اللذين يكفلان الحرية والديمقراطية والتوافق الوطنى، كما أنها تساعد فى تنمية وإثراء الحياة السياسية، وخلق كوادر سياسية شابة قادرة على استيعاب متطلبات المرحلة الراهنة، وتملك من الوعى السياسى والوطنى ما يجعلها درعا وسيفا لحماية الوطن وفضح مخططات هدم الدولة، والتصدى للفكر المتشدد الإرهابى، كما أنها فرصة لتطوير القدرات وتقديم جيل جديد قادر على تحقيق قراءة صائبة للمشهد السياسى الداخلى والخارجى، جيل يملك أهم ما يفتقده العديد فى هذه المرحلة وهو الوعى بما يحيط بمصر على كل الأصعدة، كما أنه يملك القدرة والأدوات على التحدى والمجابهة والنصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة