من تانى نفس الأداء السيئ ونفس الفوز الذى يأتى بالهدايا فقط وليس نتاج خطة أو تكتيك مدرب ينفذه اللاعبون داخل الملعب مثلما يحدث فى الفرق الكبرى !
ثنائية أحمد المحمدى ومحمد صلاح (مهارات خاصة) أهدت المنتخب الوطنى الفوز على الكونغو مساء الأربعاء ومنحته ثلاث نقاط جديدة، بنفس الطريقة التى حصدنا بها نقاط مباراة الافتتاح أمام زيمبابوى بهدية من تريزيجيه أيضًا.. أينعم الفوز ساهم فى ضمان الفريق التأهل للدور التالى واحتلال صدارة المجموعة، إلا أن السلبيات لا تعد ولا تحصى واستمرارها يعنى اللعب تحت هاجس الخسارة فى أى لحظة خصوصًا حال مواجهة فريق كبير صاحب خبرات وإمكانيات أعلى من زيمبابوى والكونغو.
السلبيات كانت طاغية على أداء الفراعنة أمام الكونغو وهى المعروفة مسبقًا وبدأنا نحفظها وننتظرها مع كل مباراة، دون أى تحرك من جانب أجيرى المدير الفنى للفريق لتصحيحها وتدراكها، لإعادة الانضباط بالصفوف بما يساعد على تجميل المظهر والمستوى العام للمنتخب، والاكتفاء بالاعتماد على المهارات الخاصة للثنائى صلاح وتريزيجيه فقط وهو رهان خاسر لا يجوز أن يستمر على الدوام، فليس من الطبيعى أن تعتمد على لاعبين فقط من الوارد أن يحلفهما التوفيق ومن الوارد ألا يحدث .
الغريب أنه لا يوجد ما يمكن أن نلتمس له العذر فى أداء المنتخب أمام الكونغو، خصوصًا ونحن داخلون المباراة بمعنويات جيدة عقب الفوز على زيمبابوى فى الافتتاح وتجاوز مخاطر ضربة البداية، فضلاً عن حصول اللاعبين على فترة راحة جيدة للغاية من الجمعة إلى الأربعاء، هذا بخلاف أنك تواجه منافس يلعب مباراة مفتوحة دون تزمت دفاعى صرف يجعلك تلعب دون أريحية.
أجيرى المدير الفنى للمنتخب الوطنى يعتمد على طريقة 4/ 2/ 3/ 1 وهى طريقة - وفقًا لما نراه فى المباريات - لا تناسب تمامًا إمكانيات اللاعبين داخل الملعب أو بالأحرى لا يُجدون تنفيذها.. وهو ما يحتاج لتغيير فى بعض المراكز وأن يتراجع الخواجة عن عناده ولابد من إعادة نظر فى استمرار أكثر من لاعب بالتشكيلة الأساسية إذا ما أراد تعديل وضعية الفريق، وأبرز هؤلاء محمد الننى، الذى يتسبب فى أعباء كثيرة على الفريق لعدم الضغط على المنافس فى نصف الملعب وهو ما يتسبب فى أعباء مقابلة لظهيرى الجنب أحمد المحمدى وأيمن أشرف ويقلل من خطورتهما فى التقدم للأمام.
ويحتاج الفراعنة منح الفرصة للمهاجم الصريح أحمد على الذى يجيد التصرف داخل الصندوق وقادر على استغلال أى كرة بمنطقة جزاء الخصم، على العكس من مروان محسن وكوكا اللذان يتحركا كثيرا خارج الصندوق، وهو ما يقلل من خطورة الفراعنة على مرمى المنافس.
وهناك عبد الله السعيد المقيد فى تحركاته ويؤدى دورًا لا يجيد تنفيذ بمهامه خاصة فى الشق الدفاعى، ما يؤثر عليه فى لعب الدور المطلوب كصانع ألعاب يساعد بتمريرته الطولية والبينية فى الوصول لمرمى المنافس، وهو ما لم يحدث وظهر ذلك فى عدم وجود أى ربط بين عبد الله ومحمد صلاح ومروان محسن فى تشكيل خطورة حقيقية على الفريق الكونغولى ــ ويكفى أن المنتخب لاحت له ثلاث فرص فقط جاء منها الهدفان ــ هذا بخلاف أن ذلك يؤدى إلى خلق مساحات شاغرة بخطوط الفريق يدفعنا إلى الانكماش ويمنح المنافس الفرصة للسيطرة على مجريات المباراة وتشكيل خطورة على مرمانا.
سوء مستوى المنتخب بدا واضحًا فى اللجوء إلى الكرات الطولية على الطريقة الإنجليزية، دون أى build up للهجمة بتنظيم من الخلف للأمام، وكأن اللاعبين لا يجيدون حتى مجرد تمرير الكرة فيما بينهم فى طريق الوصول لمرمى الخصم، وهو أسلوب لا يؤدى به أضعف الفرق وتلجأ إليه المنتخبات الدفاعية البحتة من أجل ابعاد الكرة عن نصف ملعبهم والسلام.
ونأتى لعامل اللياقة البدنية الذى ظهر واضحًا أنه أبرز نقاط الضعف فى المنتخب الوطنى، ولا يناسب بطولة كبيرة مثل أمم أفريقيا، لدرجة أنه عندما وصلت المباراة للدقيقة 70 لم نجد اللاعبين ووجدنا أشباحًا داخل الملعب يلعبون بالسلب ويمنحون المنافس الكرة بدلاً من تمريرها لأنفسهم، ما أدى معه إلى انكماش الفريق أخر ربع ساعة من المباراة بشكل غريب لا يناسب مكانة المنتخب أو الفارق فى الامكانيات بين الفريقين، لدرجة أصبح معها اللاعبين غير قادرين على مواجهة لاعبى الكونغو وتركهم يتسلمون الكرة على حدود منطقة الجزاء ويفعلون بها ما يشاءون دون أى تدخل .
الحقيقة التى لا يغفلها عاقل أن ربنا سترها مع المنتخب فى البطولة، ويكفى أن العارضة منعت الكونغو من أن يخرج متعادلاً مع الفراعنة بعدما منعت هدفين للمنافس كادت أن تحرم المنتخب الوطنى من نقاط المباراة التى جاءت بدعاء الملايين من الجماهير المصرية.