لو كان عندك فرصة ترجع بالعمر لورا وتبدأ من جديد، هل كنت اختارت نفس اختياراتك وأخدت نفس القرارات المصيرية؟
لو صحيت يوم الصبح وبصيت على حياتك اللى فاتت واكتشفت أنك عايز تبدأ من جديد. تقفل كتاب حياتك وتكتب كتاب جديد وتفتح أول صفحة فى حياة جديدة. نقطة ومن أول السطر. طبعًا أول إحساس حايجيلك هو الخوف من المجهول والخوف على اللى بنيته فى سنين عمرك اللى فاتت. بالعكس لازم تبصلها إنها فرصة تانية. أنت مش محطم ولا مكسور ولا حياتك اللى فاتت دى عدت وخلاص من غير قيمة. بالعكس دى هى مدرسة الحياة اللى علمتك وقوّتك. دى التجارب اللى حاتخليك تفهم الدنيا والناس أحسن، والأهم تفهم أنت نفسك. أنت بتحاول تعيد اكتشاف نفسك وقدراتك. فيه حاجات بنمر بيها فى حياتنا بتسيب جرح وذكرى مؤلمة. علشان نقدر نكمل لازم نداوى آلامنا علشان نقدر نكمل ونبص لقدام. فى مشوار الحياة فيه حاجات بتحصل فجأة وبدون إنذار. تغير حياتنا فى لحظة. طبعا فيه ابتلاءات زى المرض والحوادث والموت كلها ملناش يد فيها ولا نقدر نغيرها. بنصير ونحمد ربنا على كل حاجة.
فيه ناس لو رجع بيها الزمن حاتختار نفس حياتها. هما راضيين بيها زى ماهى. مش معنى كده إنها حياة مثالية. كل حاجة فيها الحلو والوحش. شوية فوق وشوية تحت. عجلة دايرة مابتقفش أبدا. الناس دى راضية على كل اختياراتها المصيرية ومعظم الحاجات اللى تربت عليها، حابين اللى عندهم وحابين نفسهم علشان كده راضيين وحاسين إن عندهم كل حاجة. إنك ترضى عن حياتك أهم من إنك تبقى ناجح فيها. النجاح نسبى بس الرضا جواك أنت. أنت مش مهتم بالشكليات، الجوهر هو الأساس.
فيه ناس تانية لو جتلها فرصة تغير حياتها حاتتمسك باختياراتها المصيرية. اختيار شريك حياتك مثلاً والحياة اللى بنتوها مع بعض والأسرة. دى اختيارات فيها حب وعشرة وصداقة وسكن. من الأول العلاقة اتبنت صح بفضل الله. فى مشوار حياتهم ممكن يندموا على اختيارات كانت غلط أثرت عليهم بالسلب. هى دى الحاجات اللى لو رجع بيهم الزمن كانوا تجنبوها أكيد. ممكن اختيارهم لصديق غلط يشقلب كيان العيلة المستقرة فى يوم وليلة. ممكن دخوله أو دخولها يكسر حاجة ما بينهم. يكون صديق سوء وحاسدهم ومهما حاولوا الشرخ ده حايفضل موجود. ممكن سر كبير يظهر فى حياتك ويغيرها للأبد وتعيش تتمنى إن عمرك ما عرفته، ممكن تقديرك لموقف معين يأثر على شغلك واستقرارك المادى. ممكن تندم على قرار أخذته بمحض إرادتك فى وقت ما فى حياتك كنت شايف إنه فى مصلحة عيلتك بس مع الوقت اختيارك ده ساب طعم مرار. زى مثلاً أم قررت تسيب شغلها علشان تتفرغ لرعاية أولادها، ولما كبروا وكل واحد راح فى طريقه لاقيت إنها نسيت تحقق نفسها وذاتها.
فيه نوع تالت عايز بجد يقطع كتاب حياته ويعمل عكس كل حاجة اختارها. بداية جديدة وصفحة جديدة. يتخلص من كل اختياراته الغلط ويصلحها. ساعات أحسن تبتدى من جديد بدل ماتحبس نفسك فى سجن وتفضل تتمنى المستحيل وأنت قاعد مكانك. كل حد يستاهل فرصة تانية. ساعات فى ماضينا القدر بيمشينا فى طريق مش من اختيارنا. الظروف بتبقى أقوى مننا. التوقيت مش بيبقى فى صالحنا.
طبعًا عقارب الساعة مش بترجع للوراء بس أى حد يقدر يحاول يغير اللى مش عاجبه فى حياته. مش معنى إن امبارح ماكنش على مزاجك إن بكرة مش أحلى مما تتخيل. خلى سقف طموحك عالى. مفيش حاجة بتيجى بالساهل. المهم ماتستسلمش.
كل واحد بيحاول على قد ما يقدر إنه يختار أكتر شكل لحياته يريحه.مش لازم تبقى شبه الناس ولا عايش فى نفس القالب اللى معظم الناس بتشكل حياتها على أساسه. بيحط أولوياته هدفه. الاختلاف مش غلط.
ابتسم كل ما تقدر حتى لو حياتك مش سهلة ولا هى دى الحياة اللى كنت راسمها لنفسك. اختار السعادة والرضا. احمد ربنا على كل حاجة حلوة فى حياتك، وكل حاجة وحشة بعدها عنك.