"السايس" أو "الركين" أو "منادي السيارات" كلها مصطلحات لشخص واحد، ذاك الشاب الذي يجبرك على دفع الأموال مقابل "ركن" سيارتك في الشارع، وفي حال اعتراضك يكون السب والتطاول والتعدي على السيارة مصيرك.
جرائم "السايس" لا تتوقف على جمع الأموال بصورة غير قانونية، وإنما تتخطى ذلك وصولاً لجرائم البلطجة والشغب وفرض السيطرة، خاصة في المناطق الشعبية والنائية، وتصل أحياناً للتعدي على الغير بالقوة.
"السايس" يتعامل مع الشارع كأنه ملكه، على غرار شراء "العتبة" في أفلام إسماعيل يس، ومن ثم لا يقبل الجدل معه في المبلغ الذي يفرضه عليك بمجرد أن تُعطي سيارتك ضوء الانتظار تمهيداً للركن.
للأسف هؤلاء الأشخاص الهارب معظمهم من القانون، باتوا يمارسون خطراً على الجميع، ويشوهون المنظر الجمالي للقاهرة، ويرتكبون جرائم أخرى فى المناطق التى يتواجدون بها، ما بين سرقات وأحياناً يصل الأمر للقتل مثلما حدث مع السيدة "سالى" فى مدينة نصر، وقتل مسن فى وسط البلد على يد "سايس".
الأكثر خطورة، أن بعض المواطنين يعطون هؤلاء الأشخاص شرعية، من خلال الإصرار على التعامل معهم، فتجد مواطنين يعزفون عن وضع سياراتهم فى الجراجات الحكومية الآمنة المخصصة لهذا الغرض، ويجنحون للتعامل مع البلطجية من "السياس" لتبدأ رحلة المشاكل بعد ذلك.
الأخطر من ذلك، أن هناك أشخاص يثقون فى "السايس" رغم أنهم لم يقابلوه قبل ذلك، لدرجة ترك "مفتاح" السيارة معه، ليصطدموا بعد ذلك بجريمة سرقة.
"السايس" واقع فرضناه على أنفسنا، عندما قبلنا التعامل مع هذه الفئة، ورفضنا الإبلاغ عنهم، فبالرغم من مناشدة الجهات المعنية بضرورة الإبلاغ عن هؤلاء الأشخاص، إلا أننا أصبحنا "ودن من طين وودن من عجين"، نتعامل معهم ونثق فيهم، حتى إذا وقعت الكارثة ساعتها نلجأ للقانون.
القضاء على خطورة هؤلاء الأشخاص من الشباب والفتيات، تبدأ من عندنا، عندما نبادر بالبلاغ عن كل ما يخل بالقانون، ونستخدم الجراجات التابعة للمحافظات طالما وجدت فى نطاق المكان الذى نستخدمه.
أعتقد أن قانون "السايس ومنادى السيارات" الذى ينظم عمل وترخيص مهنة السايس، ويمنع الفوضى سيقضى على بلطجة بعض "السياس"، حيث يشترط أن يكون "السايس" حاصلا على شهادة صحية صادرة من الطب الشرعى، أو المعامل المركزية بوزارة الصحة تفيد بخلوه من تعاطى المواد المخدرة وأن يكون قد أدى الخدمة العسكرية أو أعفى منها، ولا يجوز ممارسة مهنة منادى السيارات إلا بعد الحصول على ترخيص بذلك من الجهة المختصة بالمحافظة أو جهاز المدن الجديدة المراد ممارسة المهنة بها، ومن ثم تكون هناك قاعدة بيانات عن هؤلاء الأشخاص، فضلاً عن معرفة مصير الأموال التى يحصلونها.
أظن أن الفترة المقبلة ستشهد وجود مواقف إلكترونية بدلا من منادى السيارات، وربما خلال الأشهر القليلة المقبلة لن ترى "سايس" مرة أخرى، لكن عليك من الآن أن تبدأ بنفسك، بالإبلاغ عن أن ممارسة خارج القانون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة