القارئة مريم محمد سعيد تكتب: أنا أهوى

السبت، 29 يونيو 2019 12:00 م
القارئة مريم محمد سعيد تكتب: أنا أهوى الحب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى منتصف العمر وأنا ما زلت أهوي؛  أهوى كل ألوان الحب، أهوى المشاعر النبيلة والخصال الحميدة، أهوى النسيم الذى يداعب وجهى فى الصباح، فيرسم عليه البسمة من جديد، أهوى الناس بمختلف الأطياف وأفرح بمبادلتهم الود، أهوى من رق قلبه لى وقال لى أنا أهواكِ....فلا تستهين بكلمة أهواك من شخص صادق القول فهى اختزلت أقاويل كثيرة نعجز عن وصفها لأننا لو تحدثنا عنها سيطول الحديث ونحن مازلنا غير قادرين على الوصف الدقيق لكل ما بداخلنا من مشاعر وأحاسيس..، وهى ليست مختصرة فقط على الأحباب بل تشمل الناس جميعاً.

 

مع مرور العمر يعتقد البعض أن الحب قد نفد وأصبح القلب كتلة متحجرة وأنه أصيب بضمور فى العاطفة، ولكن تلك الفكرة خاطئة، لأن الحب لا نهاية له فهو مثل البحر، مياهه لا تجف أبداً، صحيح أن به أمواجاً مثل المشاكل التى نقابلها فى حياتنا ولكنه فى نهاية المطاف ينقلنا إلى الشط، ينقلنا الى بر الامان وهذا لن يتحقق إلا لو زرع الحب بداخلنا فبرغم ما نمر به من أزمات إلا أننا لن نستطيع التغلب عليها بدون وجود المودة والرحمة.

 

وأنا أهوى الطبيعة بكل مفرداتها؛ أزهارها وطيورها فأنا أحب أن أنصت لتغريد الطيور فصوتها يحيينى من جديد كأنى ولدت اليوم، يجعلنى كالطفلة اجرى نحو النافذة لكى أنظر إليها فأستعد لإشراق يوم جديد كله تفاؤل وأمل، أما أزهارها فما أجمل عطرها تفوح منها رائحة جميلة تجعلنى مقبلة على العمل بروح مرحة ونفس سوية، إحساس جميل أن نتأمل فى صنع الله.....صنع غير مصطنع صنع السهل الممتنع....، صنع يروق للفقير قبل الغني....الجاهل قبل المتعلم..، فانظر الى تصرفات الطيور الحكيمة كيف تخاف على صغارها وكيف تقضى يومها فى كبد لإشباع احتياجاتهم وانظر الى إصرارها على الحصول على قوت يومها، كل تلك التصرفات رسالة من الله لكى نحاكيهم مثل الغراب الذى حاكاه قابيل لكى يوارى جسد أخيه فأنا فى عشق الطبيعة اتغزل والى الله اسجد شكراً لكل تلك النعم التى لا تحصي.

 

إن وجدت من يهواك بصدق وإخلاص فكأنك ملكت الدنيا بأكملها، فحافظ على وجوده فى حياتك فهو سينير دربك ويجعل لحياتك طعماً ومذاقاً خاصاً، فاسأل عليه ولا تهمله فما اجمل أن تجد من يهتم بك ويراك جميلاً فاعطيه من الحب ما لم يعطى من قبل وأسعده كما أسعدك فهنيئاً لك عشقه.

 

إن الحب سر الحياة برغم كل ما نعانيه من متاعب، فلا تنسى وسط الزحام ومكر الماكرين من اعطى لك يد المعاونة ولم يخزلك قط ولا تجعل التيار يجرفك و يبعدك عن احبائك؛ حب الدنيا كما هي..، حب اسرتك..، و ازرع بداخلهم الحب لكى تكبر الشجرة وتوارى ما افسده الناس...، فالدنيا جميلة بمتاعبها مادام الحب عنوانها والهوى مرسالها.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة