البطولات التى يسطرها أبطال الجيش والشرطة على أرض الفيروز، تقشعر لها الأبدان، إجلالا وإعجابا، كما أنها تملأ مجلدات، وتصنع عشرات الأفلام المثيرة، والملهبة لمشاعر جمهور السينما، وتنتج عشرات المسلسلات الدرامية الواقعية.
وما يدور فى سيناء ليس حربا بمعناه التقليدى، جيش فى مواجهة جيش معلوم بالضرورة عدده وعتاده، وإنما هى حرب مطاردة الأشباح، عدتها الخسة والنذالة، واتخاذ المدنيين الأبرياء دروعا يحتمون بها، ومن الاتجار فى الأعضاء البشرية، والمخدرات مصدرا لتمويل شراء الأسلحة، وذمم بعض ضعاف النفوس من المدنيين، لتسهيل مهامهم فى المراقبة، وتوفير أماكن التخفى!!
نعم، ما أخطر أن تحارب الجيوش النظامية والشرطة المدنية أشباحا غير معلومين، ومتخفين تحت ساتر الخسة والوضاعة والحقارة، وربما تجلس مع بعضهم صباحا، باعتبارهم مواطنين شرفاء، تملأ قلوبهم الانتماء للوطن، ثم تجدهم فى المساء، إرهابيين، لا يعلمون عن الدين شيئا، ولا يعرفون عن الانتماء والخوف على الوطن، والدفاع عن العرض والشرف، سبيلا!!
من هنا تكمن الصعوبة، وتعقيدات المعركة، فرجال الجيش والشرطة لديهم عقيدة القتال المبنية على القيم الأخلاقية والدينية والإنسانية، وعلى التضحيات بالنفس والروح فى سبيل إنقاذ روح مدنى بريئة، بينما عقيدة الجماعات والتنظيمات الإرهابية، قائمة على الخسة والنذالة والخيانة، ومنزوع من صدورهم كل القيم الأخلاقية والدينية والإنسانية!!
وللتأكيد على أن الجماعات الإرهابية تجنح لحرب الأشباح، ما توصلت إليه أكثر من دراسة أمنية، أن تنظيم داعش الإرهابى على سبيل المثال دأب منذ وقت طويل، على تسخير العالم الافتراضى، المتمثل فى مواقع التواصل الاجتماعى، لتنفيذ مخططاته، والانتشار من خلال تدشين ما يزيد عن 90 ألف صفحة موزّعة بين «فيس بوك» و«تويتر»، وغيرها من التطبيقات باللغة العربية، بالإضافة إلى ما يقرب من 40 ألف صفحة تنشر خطابات التنظيم بلغات أجنبية، مما يُسهل قدرات التنظيم على تجنيد عناصر جدد له بشكلٍ مستمرّ.
ونظرا للضربات القاتلة التى تعرض لها جماعة الإخوان الإرهابية، وأبنائها الذين ولدوا من رحمها، تنظيم القاعدة وداعش وجبهة النصرة، وغيرها من المسميات الإرهابية العديدة، فإنها بدأت نهج استراتيجية حرب «الذئاب المنفردة» وجوهرها، العمل فى سرية تامة، بدلاً من العمل كمنظمات كبيرة.
ووضعت- حسب الدراسات الأمنية- دستور عملها وتحركها فى 10 وصايا، وهى كالتالى:
1 - الابتعاد قدر الإمكان عن محل الإقامة والتنقل كلّ فترة من منطقة إلى أخرى.
2 - تجنب استعمال الهواتف الخلوية وتشفيرها.
3 - حلق اللحى.
4 - التردد على الخمارات من دون المغالاة فى تناول الخمور.
5 - ارتداء الملابس الغربية، بشرط ألا تكون جديدة، لبيان أن مرتديها مندمج مع محيطه حتى لا يثير الشبهات.
6 - عدم الصلاة فى المساجد بشكل منتظم.
7 - التواصل بين العناصر فى أماكن عامة مكتظة بالسكان.
8 - تزويد العناصر بكل الدعم، لإخفاء الأسلحة، والأموال، فى أماكن خفية، ومعلومة لعناصر الخلية فقط.
9 - الاجتماع مرة واحدة قبل تنفيذ العملية مباشرة، لتحديد الأهداف ودقة تنفيذها وكيفية الانسحاب.
10 - التسلح بالأحزمة الناسفة وقتل أكبر عدد من المستهدفين عند التفجير.
تأسيسا على ذلك، يتبين بوضوح كيف يواجه أبطالنا هؤلاء الأشباح، لذلك نطالب أبطالنا بأن ينثروا جثث هؤلاء الإرهابيين على جبال سيناء لتأكلها الذئاب، وحتى لا يقولون إن هناك ذئبا جائعا على أرض الفيروز الطاهرة، وتكون خير رادع، وشفاء صدور أمهات الشهداء..!!
عدد الردود 0
بواسطة:
المصري
مو أفق تماما معك على هذا الاقتراح
لا يجب أن نلوث تراب سيناء بجيف كلاب خونة
عدد الردود 0
بواسطة:
Amin daoud
ونعم الرأى
إلى جهنم وبئس المصير