محمد أحمد طنطاوى

محطة الضبعة ومعادلة جديدة للأمان النووى

السبت، 29 يونيو 2019 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هل تعلم أن محطة الضبعة النووية، التى تبنيها مصر، بمعرفة شركة روساتوم الروسية، هى الأكثر أمانا في العالم ؟ وتعتمد على تقنيات تكنولوجية متطورة، تتفوق على المحطات الموجودة فى الولايات المتحدة الأمريكية، و فرنسا ، من حيث كفاءة إنتاج الطاقة ومعدلات الأمان النووى، فهى تنتمى إلى الجيل الثالث المطور المعروف ب VVER  - 1200 ، الذى يتميز بنظام تحكم آلى، ومستويات حماية متعددة، تلغى تماما مخاطر الخطأ البشرى أو احتمالات التخريب، وقد تم تجريب هذا النظام واختياره بنجاح فى روسيا، وهناك 3 وحدات تعمل بالفعل بكامل كفاءتها.

 

أسرد هذه المقدمة الموجزة، تعليقا على ما عرضته قناة HBO الأمريكية الشهيرة، فى مسلسل " تشرنوبل" ، الذى يعرض على شاشتها   وأثار اهتمام آلاف المتابعين في مصر والعالم حول مخاطر استخدام الطاقة النووية ، وإلى أى مدى وصلت هذه التكنولوجيا الآن، خاصة إنها مرتبطة فى ذاكرة البعض بمخاطر التسرب الإشعاعي ، والقنابل النووية، وما قد تقوده من مخاطر إلى الشعوب، ارتباطا بأن هذه المفاهيم يتم الترويج لها طول الوقت فى الأفلام الأمريكية.

 

امتلاك مصر لمشروع نووى حقيقى حلم طال انتظاره منذ ستينيات القرن الماضي، ولم تتمكن من تحقيقه واستكمال خطواته إلا فى السنوات القليلة الماضية، لإيمان النظام جيدا بأهمية الطاقة النووية، ودورها فى تحقيق التنمية، ووعيه بالمحاولات التى تستهدف تفزيع الرأى العام من هذا المشروع العملاق الذى سينقل مصر إلى النادى النووى العالمى، ويرفع من قدرتها على جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة.

 

حادث تشرنوبيل فى أوكرانيا، كان قبل 33 عاما، ومنذ ذلك التاريخ حتى الآن، حدثت طفرات كبيرة  في تقنيات الأمان النووى ومعايير السلامة، التى تجعل من المفاعلات النووية من الجيل الثالث المطور VVER -1200

تكنولوجيا مثالية لإنتاج الكهرباء فى مصر،  ودليل كبير على أن عملاق الطاقة النووية فى العالم "روساتوم" نجح في ابتكار تكنولوجيا  نووية متطورة قادرة على تلافى أى أخطاء بشرية، واستفادت جيدا من درس تشرنوبل، الذى جعلها تبحث وتدرس وتطور لخدمة البشرية ، التى قطعا تحتاج فى مستقبلها إلى مصادر طاقة أكثر استدامة، أكثر كفاءة، أكثر حفاظا على البيئة، أكثر أمانا، وهذا ما توفره روساتوم فى المحطة النووية المصرية بالضبعة، التى ستتحول إلى حقيقة فى 2026 بعد تشغيل المفاعل النووي الأول.

 

من حق شعوب العالم الثالث والدول الفقيرة والنامية أن تشق طريقها نحو امتلاك مفاعلات أو محطات نووية، من أجل التنمية والبناء لمستقبل أفضل، وهذه الدول سوف تكمل طريقها نحو تحقيق هذا الحلم مهما كانت الظروف والتحديات، ولن تلتفت إلى المحاولات التى تروجها أعمال درامية أو تهويل متعمد من جانب دول معينة اعتادت تعويق أى خطوات نحو التطور والتنمية، خاصة في القارة الإفريقية وفى القلب منها مصر.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة