قال المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة، فى تهنئته للرئيس عبد الفتاح السيسى فى الذكرى السادسة لثورة 30 يونيو: "فى هذه المناسبة نحيى الذكرى السادسة من ثورة 30 يونيو 2013 لوقفة الشعب المصرى واتحاده مع جيشه العظيم فى حماية المجتمع من دعاة العنف والإرهاب، نقول لك يا سيادة الرئيس سر على بركة الله ونحن شهود على عصرك، شهود على صدقك، شهود على أمانتك واَداء واجبك وجديتك وشجاعتك وجسارتك، شهود أنك استطعت أن تنقذ هذا الوطن فى أصعب مرحلة مرت بها مصر فى تاريخها الحديث، مرحلة أنهكت اقتصادها وحاولت أن تدمر إرادتها، لولا موقفك الجسور وإرادة الشعب معك، إنه يوم الإرادة المصرية، يوم الالتزام بإرادة الشعب وهذا الالتزام هو جوهر شرف هذه الثورة."
ويمضى المستشار الدكتور محمد خفاجى فى رسالته قائلًا: "أتذكر يا سيادة الرئيس قولك منذ قيام الثورة بأنك تعرض حياتك للموت قبل أن يمس أحد بمصر سوء، هذه العبارة تكشف عن حقيقة العلاقة بين الحاكم وشعبه فالالتفاف الزعامى من الشعب حول زعيمه الذى يحقق لمجتمعه معظم الأهداف التى يصبوا إليها الشعب على جناحى الأمن والتنمية قائم فى التاريخ الدستورى للدول فى وقت الأزمات والمحن وهو ما يسمى " الإلهام الجماهيرى " وهو اعتراف منك بأن الجماهير هى أساس السلطة وشريك فاعل يغتنم الفائدة من تحقيق الاستقرار وهى قاطرة العمل، وقديمًا كانت الجماهير فى الماضى تقول لرئيس الدولة " سر ونحن خلفك " ولكننا اليوم وبعد أن جعلت حياتك مرهونة بعدم المساس بالشعب المصرى فإن لسان الجماهير تنطق " سر ونحن حولك وإذا مس مصر خطر فنحن إلى الخطر قبلك "
وأضاف الدكتور محمد خفاجى فى رسالته للرئيس السيسي: "لسان الشعب المصرى الأصيل يقول لمن أنقذ الأمة من الهلاك لقد استطعت فى فترة وجيزة القيام بإعداد تتويج العيش على عرش الضرورة، واستطعت فى الاختبار الصعب فى أن تحرك الاَلية الاقتصادية فى مشروع اذدواج القناة لمجرد أنك خاطبتنا فالتقى ضميرنا مع ضميرك، والتقى عقلنا مع عقلك، نحن نعترف بمدى الجهد الذى بذلته والنيات الطيبة التى ناضلت من أن تنعش هذه الصحوة على أرض مصر أرض الواقع بركائز ومقومات هى الانتاج والعمل والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وتطهير أرض الوطن من الدنس والإرهاب وإعلاء قيمة الشهادة فى سبيل الأهداف الوطنية فنزلت خطواتك علينا بردًا وسلامًا."
واستطرد خفاجى فى رسالته: "نحن لا نشك سيادة الرئيس أنك تعرف أكثر من غيرك أن الطريق صعب وطويل وملغوم وتكتنفه معوقات عديدة وتناقضات فكرية وأيدولوجية لكنك استطعت أن تبذر البذور فى أرض معظمها قابلة للنماء والتوريق، ومساحة قليلة تربتها عصية على المعالجة لكن أفقك الذى اتسع لفلسفة التخطيط والسياسات بالمشروعات الواضحة أمام الجميع، وفى ذات الوقت جربت القيادات رجالًا ونساءً واستبدلت مواقعهم عدة مرات وهذا دليل واضح على أنك دائم البحث هنا وهناك عن طريق النجاة الذى ينقذ مصر من معاناتها وأزماتها الطاحنة، والتجريب المتعدد قصير المدى لأول مرة يجرى على أرض مصر بعد أن كانت السلبيات فى عقود مضت تحت شعار الاستمرارية والقبوع فى المنصب عشرات السنين بحجة الاستقرار وهى فى الحقيقة أدت إلى الجمود واستنفدت على مدى عقود الفاقد من حصيلة الجهد الوطنى."
وتابع نائب رئيس مجلس الدولة: "ولهذا فإن لسان المواطن يقول لك أن انجازات عهدك انجازات حقيقية تعبر عن الإرادة الشعبية والطاقة البشرية وهى بداية على الطريق الصحيح، وينبغى علينا فى ضوء الأحداث والمتغيرات والمستجدات والتحديات داخليًا وخارجيًا أن نستخلص الدروس الواقعية فيها وأن نتائج هذا التحليل سيكون منك أنت، بمعنى أدق فهذا يعطينا الثقة واليقين بأنه لا يوجد هناك ما يدعو إلى القلق أو المبالغة من أى مجموعة قريبة منك أو بعيدة عنك لكن التجربة علمتنى وتعلم الشعب منك وتعلمت أنت من الشعب أن البسطاء هم أقرب إلى فكرك من الذين منحوا أنفسهم حق احتكار الحكمة وأطلقوا على أنفسهم أنهم حكماء ومفكرين وعلماء ولأنهم يريدون فرض أفكارهم ومصالحهم ويريدون أكثر من هذا أن توصم مصر كما كانت فى الماضى بأنها كانت دولة فقيرة يسكنها بعض الأغنياء."
واختتم الدكتور محمد خفاجى رسالته للرئيس قائلا: "أقول أنه منذ أول تعاقدك مع الشعب وأنت فى الموقع الأول لقيادة الوطن حينما طلبت التفويض من الشعب فوضك لأن الشعب شعر بالصدق فى عزمك الأكيد على أن تنفذ إرادة هذا الشعب لتطهير البلاد من دعاة الظلام والإظلام، وأنت تقود بإرادة شعبية معركة الحفاظ على الهوية القومية حتى لا تنقسم الأمة، وأن التيارات التى تحاول أن تتستر خلف العقائد والدين عجزت عن تقديم حلول عملية للمشاكل اليومية الدنيوية، ومن هؤلاء المارقين عن فكرة الوطن نحن نحسدك على قفص صدرك الحديدى الذى يتحمل من أجل مصر فى كل ساعة الانتقاد والتطاول والتجاوز، أما عن المشروعية أو الشرعية فإن الرياح القوية التى تهب من حين لأخر على الشعب فى تقرير مصيره وحقه فى الحياة الاَمنة تكشف عن أن كل تيار يحاول تقويض الدولة فقد صلته بالعصر وبالحقيقة، وأن مصر ليست على استعداد أن تدفع فواتير باهظة الثمن لكل من يحاول جر هذه الأمة للخلف فتتحول إلى شظايا متناثرة فى فترة من الزمن تقاس بها عمر الشعوب."