الجميع بات على يقين سواء فى إيران أو فى الولايات المتحدة أنه لا نية للخوض حرب فى المنطقة المشتعلة أصلا بالأزمات، فأصبح الخيار الوحيد أمام الطرفين الأن هو "التصعيد المدروس" الذى يتفادى المواجهة، باللهجة تارة والتصريحات وبأوراق الضغط السياسى تارة أخرى، لكن فى كلا الأحوال لن يغير هذا التصعيد من قواعد اللعبة السياسية بين الطرفين، طالما بذلت أطراف ثالثة عربية وغير عربية جهود الوساطة بين الطرفين، وفى هذا الإطار وأمام الضغوط الأمريكية على طهران لم ولن تكف التهديدات الإيرانية، ومجددا هدد أحد كبار مساعدى خامنئى العسكريين السفن الأمريكية التى تمر بالخليج.
وقال مساعد عسكري للمرشد الإيرانى على خامنئي اللواء يحيى رحيم صفوى، اليوم الأحد، إن السفن العسكرية الأمريكية فى الخليج تقع فى مرمى الصواريخ الإيرانية، محذراً من أن أيّ اشتباك بين البلدين سيرفع أسعار النفط إلى أكثر من 100 دولار للبرميل.
وأكد اللواء رحيم صفوى، أن 20 ألف جندي في القواعد الأمريكية فى قطر والكويت والبحرين يقعون فى مرمى الصواريخ الإيرانية، حسب وكالة أنباء فارس. وتابع صفوى يمكننا استهداف القواعد الأمريكية فى الدول المقابلة باستخدام صواريخ بمدى 300 كم.
وأضاف صفوى فى تصريحات أن أى حرب سيشنها ترامب سيخرج منها خاسرا وتكلفه ثمنا اقتصاديا باهظا؛ واعتبر صفوى أن قوات إيران هى الأقوى عسكريا فى المنطقة.
وتابع صفوى: «يدرك الأمريكيون تماماً أن قواتهم العسكرية في المنطقة في مرمى الصواريخ الإيرانية، وكل القوات البحرية الأمريكية والأجنبية في الخليج تقع في مرمي صواريخ أرض - بحر التي يمتلكها الحرس الثوري الإيراني».
ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية عن صفوي قوله إن «أول رصاصة ستطلق في الخليج سترفع أسعار النفط إلى أكثر من 100 دولار للبرميل، وسيكون هذا فوق طاقة أمريكا وأوروبا وحلفاء أمريكا كاليابان وكوريا الجنوبية».
وعلى الجانب الأمريكى، وفى خضم التوتر المتصاعد، عاد وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو، ليؤكد إن بلاده مستعدة للحديث مع إيران دون شروط مسبقة لكنه أضاف أن واشنطن بحاجة إلى أن ترى إيران تتصرف كدولة عادية، وذلك بعد أن لوح الأسبوع الماضى لشروط التفاوض الـ12 التى وضعتها واشنطن لإيران.
ويبدو أن الولايات المتحدة تسعى لنزع ذريعة رفض طهران للجلوس مجددا على طاولة المفاوضات مع واشنطن، أو أنها تلعب على وتر إحداث انقسام بين مسئولى طهران أو استقطاب ثنائى، فخامنئى المرشد الأعلى من ناحية أكد الأسبوع الماضى على رفض التفاوض مجددا مع أمريكا، لكن على جانب أخر أشار الرئيس الإيراني حسن روحاني، يوم السبت، إلى أن بلاده قد تكون مستعدة لعقد محادثات، إذا أظهرت الولايات المتحدة احترامها، ولن توافق على المفاوضات بأسلوب الضغط.
أما الوسطاء فلن يمتنعون فى هذا الصراع، وتباعا للعراق واليابان، أعلنت سويسرا أنها تعمل على الوساطة بين الولايات المتحدة وإيران للتخفيف من حدة التوتر بينهما فى الشرق الأوسط، على لسان وزير الخارجية السويسرى إغناسيو كاسيس أثناء مؤتمر صحفى مشترك عقده اليوم الأحد مع نظيره الأمريكى، مايك بومبيو.
وذكر عميد الدبلوماسية السويسرية أنه ليس لديه أي استنتاجات بعد بشأن ما إذا كانت إيران خالفت الاتفاق النووي المبرم معها عام 2015، معربا عن ثقة بلاده بأن السلطات الأمريكية ستساعد فى إيجاد حل لإيصال المساعدات الإنسانية إلى إيران فى أقرب وقت ممكن.
وذكر الوزير أن أجندة مفاوضاته مع بومبيو تضمنت، علاوة على مسألة إيران، ملفات روسيا والصين والدور الذي قد تلعبه سويسرا فى العلاقات بين الولايات المتحدة وهاتين الدولتين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة