"سلميتنا أقوى من الرصاص"، كانت هذه هى مقولة مرشد جماعة الإخوان محمد بديع، من على منصة رابعة العدوية، ولكن لم يكن يعلم أن جماعته ستتحول إلى مجموعات مسلحة، وأن عددا كبيرا من شبابها سينضمون لتنظيم داعش الإرهابى.
محمد بديع لم يقتصر مزاعمه حول سلمية الإخوان على تلك المقولة التى ألقاها من منصة رابعة العدوية، بل أيضا أصدر رسالة من داخل محبسه فى عام 2015 للحديث لأول مرة عن الأزمة الداخلية التى نشبت داخل جماعة الإخوان، ودعوات العنف التى أعلن عنها شباب الإخوان، زعم فيها أن الإخوان متمسكون بالسلمية، وقال حينها محمد بديع فى رسالته المزعومة، إن نهج الجماعة الثابت بأنه لا استخدام للسلاح ولا استهداف للأرواح، وزعم بديع - أن الإخوان حريصون على أن لا ينجرون إلى العنف، وسيستمرون فى ما وصفه بـ"الثورة"، زاعما أنهم يسعون لتحقيق أهداف ثورة 25 يناير.
ادعاءات محمد بديع انكشف كذبها بعد بيان نداء الكنانة الذى صدر من عدد من شيوخ الإخوان وحلفائهم دعوا فى صراحة إلى الإرهاب وحمل السلاح والقتل هذا البيان الذى أزهر للجميع اتجاه الإخوان نحو العنف والإرهاب.
لم يقتصر الأمر عند هذا الحد بل إن شباب الجماعة كونوا لجان نوعية تمارس الإرهاب صراحة بدأت بحركات إعدام ومجهولون، ثم تطورت إلى حركات المقاومة الشعبية والعصيان، والتى كانت تذرع القنابل والعبوات الناسفة فى الشوارع لاستهداف رجال الشرطة.
تطورت حركات العنف والإرهاب داخل الإخوان، ليخرج لنا حركات مثل حسم ولواء الثورة ويعترفون أنهم من شباب جماعة الإخوان، ويستهدفون شخصيات سياسية وكذلك رجال الأمن عبر زرع القنابل والعبوات الناسفة، حيث أعلنتا تلك الحركتين مسؤوليتهما عن عدد كبير من العمليات الإرهابية التى شهدتها مصر.
وجاء اعتراف أحمد رامى، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة المنحل، ليؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن هناك أعضاء بجماعة الإخوان ضد انضموا بالفعل لتنظيمات إرهابية، بعدما كتب تدوينة عبر صفحته الرسمية أكد فيها أن الأوضاع التى تمر بها جماعة الإخوان دفعت عدد من بأبناء قيادات بالجماعة – لم يسمهم – للإنضمام إلى تنظيم داعش.
اعتراف ثانى يؤكد اتجاه الإخوان نجو التفجيرات هو اعتراف صدر خلال عام 2015 من القيادى الإخوانى أشرف عبد الغفار الذى ظهر فى أحد القنوات التابعة للإخوان وأكد أن أعضاء بالجماعة يقومون بتفجير محطات الكهرباء، زاعما أن هذا الفعل هو دفاع عن النفس، وأنهم بذلك لا يضرون المواطن بشكل مباشر، وهو ما أحدث ردود أفعال واسعة لدى الرأى العام خلال ذلك التوقيت.
فى ديسمبر 2017 وبعد مراجعة أدلة الاعتداءات التي نفذها أنصار حركتي "حسم" و "لواء الثورة" ضد أفراد الأمن المصريين، قررت المملكة المتحدة إدراج منظمتا "حسم" و"لواء الثوار" إلى قائمة المنظمات الإرهابية، وهما الحركتان المعروفتان بانتمائهما للجماعة، بل وخرج عناصرها يؤكدون انتماء شباب تلك الحركات للتنظيم، لتخرج بعدها الولايات المتحدة الأمريكية فى مارس 2018 وتعتبر أيضا حسم ولواء الثورة تنظيما إرهابيا.