جميع المؤسسات الدينية فى مصر مقصرة بشدة فى حق قراء القرآن الكريم، وفى حق قراءة القرآن الكريم أيضا، كيف لتلك المؤسسات أن لا تعتنى بقراء مصر، حيث عرف عنا أننا دولة التلاوة، فلا يوجد على وجه المعمورة من قرأ القرآن الكريم مثل المصريين، ولن يستطيع أحد أن يسحب هذا الشرف من مصر والمصريين، لأنها هبة ربانية، ستظل بإذنه تعالى قائمة إلى قيام الساعة.
أدعوكم إلى تصفح موقع الفيديوهات الشهير يوتيوب والبحث عن القراء المصريين، شاهدوا المحافل التى يقرأون بها، وانظروا تفاعل الحضور والذى يقدر أعدادهم بعشرات الآلاف فى بعض الأمسيات الدينية، ستجدون أن تلك المحافل تقام منذ أزمنة بعيدة بحضور عمالقة التلاوة.
وأرى تقصير المؤسسات الدينية فى عدم توفير الدعم اللائق بهؤلاء القراء الذين يحملون كتاب الأول أولا والجنسية المصرية ثانيا والعمة الأزهرية ثالثا ،هؤلاء القراء لايجدون دعما من مؤسسة الأزهر الشريف ولا وزارة الأوقاف فلك ان تتخيل أنه ليس هناك مقر يليق بنقابة القراء والتى يترأسها آخر عمالقة التلاوة الشيخ محمد محمود الطبلاوى ،فمقر النقابة بالإيجار !! وأحيانا لا يجيدون دفع قيمته.
وزارة الأوقاف مؤخرا قدمت بعض المساعدات، ورغم قلتها، إلا أنها خطوة أعتبرها إيجابية، وأنتظر تقديم دعم أكبر، إذا كنا نقول عن الأزهر الشريف هو القوى الناعمة لمصر، فالقراء وإن كانوا تحت إشراف وزارة الأوقاف فهم فى النهاية كلهم أزهريين ويعتبر القراء العنصر الأهم.. أدعوكم لمشاهدة الحفلات الدينية التى يقرأ فيها المصريون وكيف يتفاعل معهم الجمهور، حقا أمر يجعلنى أفتخر بدينى ومصريتى وأزهريتى، لكن أين الأزهر والأوقاف من دعم هؤلاء القراء وتنطيم العمل.
قراء كبار وعمالقة ذهبوا لإيران يقرءون القرآن، وهو أمر لا يعيب ما دام أن القرآن الكريم ليس به تحريف، والعياذ بالله، لكن ما أقصده من وراء هذا أن بعض المسئولين فى المؤسسة الدينية حصروا القراء فى معاقبة بعضهم لذهابه لإيران والقراءة بدون إذن وهو اختذال للأمر.
هناك خطر وكارثة أحذر منها، وهو نتيجة غياب اهتمام المؤسسات الدينية بالقراء وحالهم وأحوالهم، ووجود دخلاء على تلك المنحة الربانية، وانتشار فيديوهات عديدة عن قراء يقرءون بصورة خاطئة فى المآتم والأمسيات الدينية، من أجل الحصول على الأموال، ونشر فيديوهاتهم على السوشيال ميديا والتربح من خلال انتشار تلك الفيديوهات.
المطلوب من الأزهر والأوقاف أيا كان المسئول ان يكون لهم دور فى دعم قراء مصر فأقل قارئ يسافر خارج مصر لإحياء ليالى رمضان وأمسيات دينية يحضرها الآلاف، وهم يرتدون العمامة الازهرية، فقط يسافر العلماء والوعاظ ولا يحضر لهم ربع ما يحضر لقارئ مصرى فى محفل من المحافل، لا تجد فيديو على مواقع التواصل يحظى بشهرة واسعة لعالم أزهرى بقدر الشهرة والانتشار الذى يحققه فيديو لقارئ القرآن.. ليس تقليلاً من العلماء لكنها بركة القرآن الكريم، والذى يجب على المؤسسات الدينية الاجتماع والاتفاق على دعم القراء، وأن يكون الأمر تحت سيطرتهم، والسيطرة هنا لا تعنى التقييد بل الإشراف والدعم من أجل الحفاظ على سمعة دولة التلاوة وتنقيتها من الدخلاء والمنتفعين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة