الرواية الأدبية أحد أشكال التأريخ للمجتمعات، ودائما ما تكون وسيلة لطرح رؤى فنية جديدة قد تحمل تنبؤات للمستقبل أو تحصر شكلا للماضى وألمه وأفراحه، ولعل ثورة 30 يونيو عام 2013، من أهم الأحداث التاريخية التى من المفترض أن تتناولها كتب التاريخ وروايات الأدباء.
ولأن الرواية لا تكتب على لهب النار كما يقول البعض، وأن الأديب يحتاج وقتا لتحديد رؤيته واتضاح الأمور حتى يحولها إلى تيمة درامية فنية، ومع الذكرى السادسة لثورة 30 يونيو، وذكرى خروج الشعب المصرى بالملايين إلى الميادين والشوارع من أجل سقوط حكم الإخوان، واستجابة الجيش المصرى، لنداء الشعب والقوى الوطنية المصرية، من أجل إنهاء حكم الجماعة الإرهابية الذى استمر لمدة عام، نحاول رصد الأعمال التى تناولت الثورة، والتى رغم من قلتها إلا إنها حملت رؤى فنية مختلفة عن الثورة العظيمة.
رواية عشرة طاولة
ومن الروايات التى تناولت تلك رواية "عشرة طاولة" للروائى محمد الشاذلى، صدرت عن الدار المصرية اللبنانية فى ديسمبر 2014، وتوثق الرواية لمرحلة مهمة من تاريخ مصر المعاصر، من خلال لعبة الطاولة، حيث تدور الأحداث فى الفترة التى تلت ثورة 25 يناير 2011، وسبقت ثورة 30 يونيو 2013، من خلال الراوى "رجائى متولى" موظف الضرائب البارع فى اللعبة، والباحث عن المتميزين فيها لمنازلتهم.
رواية الحب فى زمن الثورة
وصدر أيضا رواية تحمل عنوان "الحب فى زمن الثورة"، للكاتب هانى دعبس، العمل الأدبى الأول الذى يؤرخ ثورتى 25 يناير و30 يونيو، حيث تسرد الأحداث التى شهدتها ميادين مصر الثائرة طوال 3 سنوات، وذلك فى قالب سياسى اجتماعى، يتناول المشاكل التى تُحاصر المجتمع، ويكشف جرائم الإخوان فى حق مصر، وكفاح المصريين فى سبيل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية.
رواية سطر مسلح
كما صدرت فى يوليو عام 2018 عن دار بدائل للنشر، رواية جديدة بعنوان "سطر مسلح" للكاتب الصحفى محمود الشناوى، وهى من الأعمال الأدبية التى تتناول ثورة الثلاثين من يونيو ودورها فى إنقاذ مصر من براثن حكم جماعة الإخوان الإرهابية، تتألف الرواية - التى تعد العمل الأدبى الأول للكاتب - من 281 صفحة من القطع المتوسط، وتضم 21 بابا، أولها "باب الخروج"، وآخرها "باب الفرج"، و وتتضمن الرواية رصدا لأحداث سياسية كبرى شهدتها البلاد فى السنوات القليلة الماضية، ربما كان أبرزها - كما يقول الكاتب - مجريات ثورة 30 يونيو التى وضعت حدا لمخططات وتحالفات الأخوان للذهاب بالوطن بعيدا عن مساره الحضارى والتاريخي، ولترسم معالم مستقبل تستحقه مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة