أثبت الرجل الأربعينى أكرم إمام أوغلو بصعوده لبلدية كبرى المدن التركية إسطنبول مجددا فى انتخابات 24 يونيو، أنه نجم صاعد ومنافس شرس سيقضى على حزب العدالة والتنمية الحاكم، وينهى هيمنته ومسيرته السياسية الجاثمة على صدور الشعب التركى على مدى نحو 25 عاما.. لذا سعى الرئيس التركى رجب أردوغان لتقويضه بإجراءات مختلفة هذه المرة، فقد قام بتقليص صلاحياته ومنحها لمجلس البلدية التى يسيطر عليها حزبه الحاكم.
خطوة غير مفاجئة بالنسبة للمعارضة التركية، وقالت الموقع الإلكترونى المعارض للنظام التركى أحوال تركية، "كما كان متوقعاً، ثفت الحكومة التركية بزعامة حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم من خطواتها الانتقامية ضدّ رئيس بلدية إسطنبول الجديد أكرم إمام أوغلو، الذي فاز الأسبوع الماضي في الانتخابات البلدية المُعادة مرشحاً عن حزب الشعب الجمهوري المُعارض ضدّ بن علي يلدريم عضو حزب العدالة والرئيس السابق لكل من مجلس الوزراء والبرلمان التركي".
وفي أولى تلك الخطوات الانتقامية للحكومة التركية بهدف عرقلة عمل رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، والحدّ من صلاحياته ومنعه من كشف ملفات الفساد السابقة، أصدرت وزارة التجارة قرارا يقضي بسحب صلاحية تعيين مدراء الشركات المرتبطة ببلدية إسطنبول من رئيسها.
وفى أول رد فعله، أكد حزب الشعب الجمهوري المُعارض الذي فاز بانتخابات إسطنبول، أنّ القرار يخالف نص المادة 37 من قانون البلديات، والتي تذكر أنّ العمدة هو ممثل الكيان القانوني للبلدية، وبالتالي فإنّ لرئيس البلدية الحق في تعيين مدراء تلك الشركات المرتبطة بالبلدية.
الأمر أصبح مثار تساؤل حول الأسباب التى دفعت أردوغان لتقويض الرجل الذى خرج لتوه من معترك سياسي خاضه مرتان، وأثبت أنه الأجدر، وأن المدينة الكبرى بدأت تلفظ ديكتاتورية الحزب الحاكم. ومن بين هذه الأسباب الآتى:
امام اوغلو
بداية نهاية نظام أردوغان
يرى المراقبون أن هزيمة حزب الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان في انتخابات بلدية إسطنبول، تُشكّل بداية النهاية لحكمه مع ظهور منافس قوي فاز على مرشحه في المدينة الأكبر والأهم في تركيا من حيث عدد سكانها وثقلها السياسي والتاريخي والاقتصادي، وهو ما يعترف به أردوغان دوماً بقوله "من يحكم إسطنبول يحكم تركيا، واعتبرت أنّ انتخابات إسطنبول، كانت في الواقع مجرد انتخاب لعمدة جديد للمدينة، لكن كثيرين يعتبرون نتيجتها خسارة فادحة لأردوغان، وعلامة فارقة لتركيا بأكملها.
ومع الانتصار الذى حققه الرجل على أردوغان صار حديث وسائل الاعلام، حيث ألقت الضوء على سياسى صاعد، وينظر إليه مبكرا كونه صار منافسا لأردوغان، فضلا عن أن فوزه أصبح يحمل دلالة رمزية على الاستياء من الحزب الحاكم ولو بين 16 مليون يقطنون أكبر معاقله وهى اسطنبول، حيث هيمن لسنوات على هيكل السلطة فى هذا البلد وسيطر على بلديات المدن الكبرى لأكثر من عقدين من الزمن.
وبات إمام أوغلو نجما صاعدا يهدد مستقبل الرئيس رجب طيب أردوغان وقاعدته الشعبية ليس فى اسطنبول بل تركيا برمتها، مستخدما فى ذلك مهارة وحكمة فى خوضه معركته السياسية مع أردوغان، مستخدما خطابا لا يثير إثارة الانقسام والاستقطاب السياسي، أمام حزب العدالة والتنمية الذى يصدر خطاب يعزز الاستقطاب السياسي مع الخصوم.
من هو "إمام اوغلو"؟
ينحدر من أسرة متدينة ومحافظة من الناحية الاجتماعية ولها تاريخ طويل في العمل السياسي، فوالده مؤسس فرع حزب الوطن الأم بزعامة رئيس وزراء تركيا الراحل تورجوت أوزال في مدينة طرابزون وهى مسقط رأسه شمال تركيا.
ولد فى العام 1970، وحصل على بكالوريوس بإدارة الأعمال من جامعة اسطنبول، ورسم طريق النجاح في عدة مجالات، منها إدارة شركة مختصة بأعمال البناء، و كان مديراً لنادي "طرابزون" المحلي لكرة القدم بمدينة طرابزون، وتزوج فى 1995 من امرأة فائقة الجمال تشتهر فى اسطنبول بنشاطها الاجتماعي والخيري ولديه 3 أبناء.
انخرط فى العمل السياسى بالانضمام في 2008 إلى "حزب الشعب الجمهوري" المعارض، وانتزع رئاسة بلدية حي بيليكدوزو في القسم الأوروبي من اسطنبول من حزب العدالة والتنمية، وفي انتخابات عام 2014، سيطر إمام أوغلو وحزبه على البلدية ورئاستها وأقصى حزب أردوغان، ويمكن القول أن عام 2019 بداية لطريق طويل فى التنافس بين اوغلو وأردوغان، قد يشتد فى انتخابات 2023.
وبعد صعوده لبلدية اسطنبول أصبح اوغلو النجم الصاعد على المسرح السياسي التركي، وفرض نفسه على الساحة السياسية، ويتمتع بدعم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للاكراد وحزب قومي ليبرالي.