لطالما انتقد أردوغان طويلا الداعين إلى تغيير نظام الحكم فى تركيا من النظام البرلمانى إلى النظام الرئاسى، وما أن وصل إلى سلطة إلا وسعى لتحويل تركيا من النظام البرلمانى إلى النظام الرئاسى فى حين فرض قبضته الحديدية على أنقرة حسبما ذكرت صحيفة زمان التابعة للمعارضة التركية اليوم الأحد فى تقرير لها، مؤكدة أنه لا يفسح المجال لمنتقديه أو معارضيه ودائما يطاردهم ويتخذ قرارات بغلق الصحف ووسائل الإعلام المنتقدة له.
أكد التقرير أن أردوغان كان يرى فى نفسه خليفة للأتراك لكن الشعب التركى لقنه درسا قاسيا فى الانتخابات المحلية الأخيرة، بعدما انحاز لمعارضيه، لافتا إلى أنه بالتزامن مع الانتخابات المحلية التى أجريت فى 31 مارس الماضى، بدأ أردوغان يشعر بأن البساط يسحب من تحت قدميه، رغم التحالف الذى عقده مع رئيس حزب الحركة القومية دولت بهتشالى.
قال التقرير إن أردوغان يواجه انتقادات حادة من شعبه بسبب إلغاء نتائج الانتخابات فى إسطنبول، وسحب محضر تنصيب إمام أوغلو، فى 6 مايو الماضى، وفى 23 يونيو الجارى، أعيدت الانتخابات مرة أخرى، وسط ترقب كبير، ليتلقى أردوغان الضربة القاضية بفوز إمام أوغلو على بن على يلدريم بفارق حوالى 800 ألف صوت لتبدأ بعدها التسريبات حول مستقبل حزب العدالة والتنمية وتحالفه مع حزب الحركة القومية.
ولفتت الصحيفة إلى أن الفترة المقبلة قد تشهد المزيد من التضييق من قبل أردوغان على إمام أوغلو لعرقلة سطوع نجمه الذى قد يطيح به فى يوم من الأيام.
من جانبه قال طه على، المحلل السياسى، إن الهزيمة التى تلقاها أردوغان فى اسطنبول، جعلته يعانى من هستريا وجنون من المعارضة، فأصبح يمارس أشد أنواع التضييق والديكتاتورية بحق المعارضين، فبعد نجاح أكرم أوغلو للمرة الثانية فى إسطنبول جعلت أردوغان متخوف جدا من وضعه فى تركيا، وتهديد عرشه.
وأضاف المحلل السياسى، أن أردوغان يحاول بشتى الطرق الطرق على مهام عمدة إسطنبول الجديد وهو أكرم أوغلو من أجل التأثير عليه، ولوم المواطنين على اختياره ورفضهم لمرشح حزبه، ولأنه دائما يرى أن من يحكم اسطنبول فهو يحكم تركيا، وأتوقع أن هذه الفترة ستكون هى نهاية لحكم أردوغان وسيكون فرصة للمعارضة للسيطرة على تركيا وتولى المهام بها.
وتابع أن الفترة المقبلة ستشهد العديد من الأحداث فى تركيا، وستشهد الكثير من الأوضاع نتيجة لمعاداة أردوغان لعمدة إسطنبول الجديد، والتضييق المستمر على شعبه وعلى المعارضة التركية بشكل عام.
فيما قال اللواء يحيى كدوانى، عضو مجلس النواب، أن أردوغان يمارس كل أنواع الديكتاتورية على معارضيه، وخاصة بعد خسارة حزبه فى إسطنبول، فيسعى جاهدا تضييق الخناق بشكل كبير على المعارض أكرم إمام أوغلو، والذى فاز فى معركة إسطنبول على مرشح حزب العدالة والتنمية.
وأضاف كدوانى، أن أردوغان يتعامل مع تركيا على أنها عزبة يتحكم فيها وقتما يشاء، ويمارس فيها كل أنواع الديكتاتورية ضد كل من يعارضه أو ينتقد أى سياسات خاطئة يمارسها، فأصبحت تركيا تمثل له هى فقط جماعته وحزبه أمام أبناء الشعب لا يمثلون له شيئا وهو أمر يتعامل دائما الإخوان فى كل الدول، وهو تقديم مصالحهم على مصالح الأوطان.